انطلاق جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابى

أعلن مجلس أمناء جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابى عن انطلاق الدورة السابعة للجائزة والتى تستقبل المشاركات حتى الحادى والثلاثين من أغسطس.
وناقش اجتماع مجلس الأمناء برئاسة د.على شمو وكيل وزارة الإعلام والثقافة السودانية الصيغة الأخيرة لإعلان فتح باب المشاركات لهذه الدورة ومراجعة شروط كل محور لتحافظ الجائزة على مكانتها بين الجوائز الإقليمية والعالمية والسمعة الكبيرة التى اكتسبتها فى وسائل الإعلام الدولية كما أقر الاجتماع الجدول الزمنى للدورة السابعة ومسار المشاركات حتى نهايتها.
وأعلن المجلس محاور الجائزة هذا العام وهى الرواية والقصة القصيرة ودراسات فى الرواية الأفريقية، حيث تم مناقشة شروط المحور الجديد دراسات فى الرواية الأفريقية الذى يدور فى ثلاثة محاور أساليب السرد فى الرواية الأفريقية، علاقات الرواية الأفريقية بالمجتمع والتاريخ والتراث الشعبى ودراسة فى أعمال احد الروائيين الأفارقة، وأن تتراوح كلمات الدراسة بين ثلاثين إلى كما ناقش المجلس قيمة الجوائز لكل محور التى تم تعديلها لتكون فى مستوى مثيلاتها من الجوائز العربية والعالمية ومقابلة للصدى الواسع الذى أحدثته الجائزة والإقبال الكبير على المشاركة فى الدورات السابقة لتصبح الجائزة الثالثة ثمانية آلاف دولار والثانية عشرة آلاف دولار والأولى خمسة عشر ألف دولار. وسيعقد المجلس لقاءات مع الإعلاميين والأدباء والمثقفين خلال الفترة القادمة للتشاور والحوار حول الجائزة التى تجرى فعالياتها الختامية فى منتصف فبراير من العام القادم.
وثمن مجلس الأمناء مجهودات جميع الأطراف والكيانات الثقافية وأجهزة الإعلام فى إنجاح الدورات السابقة خاصة الدورة الأخيرة.
يذكر أن الطيب صالح هو أديب عربى من السودان، اسمه الكامل الطيب محمد صالح أحمد. ولد عام (1929م) فى إقليم مروى شمالى السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقراء وهى إحدى قرى قبيلة الركابية التى ينتسب إليها، وتوفى فى أحدى مستشفيات العاصمة البريطانية لندن التى أقام فيها فى ليلة الأربعاء 18 فبراير 2009 عاش مطلع حياته وطفولته فى ذلك الإقليم، وفى شبابه انتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته فحصل من جامعتها على درجة البكالوريوس فى العلوم. سافر إلى إنجلترا حيث واصل دراسته، وغيّر تخصصه إلى دراسة الشئون الدولية السياسية.
تنقل الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية فعدا عن خبرة قصيرة فى إدارة مدرسة، عمل الطيب صالح لسنوات طويلة من حياته فى القسم العربى لهيئة الإذاعة البريطانية،وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما،وبعد استقالته من البى بى سى عاد إلى السودان وعمل لفترة فى الإذاعة السودانية، ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل فى وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها. عمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو فى باريس، وعمل ممثلاً لهذه المنظمة فى الخليج العربي. ويمكن القول أن حالة الترحال والتنقل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب أكسبته خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم وأهم من ذلك أحوال أمته وقضاياها وهو ما وظفه فى كتاباته وأعماله الروائية وخاصة روايته العالمية «موسم الهجرة إلى الشمال».
الطيب صالح كتب العديد من الروايات التى ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة وهى «موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسى». تعتبر روايته «موسم الهجرة إلى الشمال» واحدة من أفضل مائة رواية فى العالم. وقد حصلت على العديد من الجوائز. وقد نشرت لأول مرة فى أواخر الستينات من القرن العشرين فى بيروت وتم تتويجه ك»عبقرى الأدب العربي». فى عام 2001 تم الاعتراف بكتابه من قبل الأكاديمية العربية فى دمشق على أنه صاحب «الرواية العربية الأفضل فى القرن العشرين».
أصدر الطيب صالح ثلاث روايات وعدة مجموعات قصصية قصيرة. روايته «عرس الزين» حولت إلى دراما فى ليبيا ولفيلم سينمائى من إخراج المخرج الكويتى خالد صديق فى أواخر السبعينات حيث فاز فى مهرجان كان.
فى مجال الصحافة، كتب الطيب صالح خلال عشرة أعوام عموداً أسبوعياً فى صحيفة لندنية تصدر بالعربية تحت اسم «المجلة». خلال عمله فى هيئة الإذاعة البريطانية تطرق الطيب صالح إلى مواضيع أدبية متنوعة.
صدر حول الطيب الصالح مؤلف بعنوان «الطيب صالح عبقرى الرواية العربية» لمجموعة من الباحثين فى بيروت تناول لغته وعالمه الروائى بأبعاده وأشكاله وحاز فى عام 2005 على جائزة ملتقى القاهرة الثالث للإبداع.
ومن أهم مؤلفاته رواية (عرس الزين) و(موسم الهجرة إلى الشمال) و(مريود) و(نخلة على الجدول) و(دومة ود حامد) و(المنسى) و(ضوالبيت) و(بندر شاه) وقد ترجمت بعض رواياته إلى أكثر من 30 لغة، توفى فى يوم الأربعاء 18 فبراير عام 2009 فى لندن.