رفضت الفصائل الفلسطينية المبادرة الفرنسية الهادفة إلى إعادة إحياء عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين معتبرةً إياهاً خطراً يمس الثوابت الوطنية الفلسطينية المجمع عليها. وجاء ذلك تزامناً مع أعمال اللقاء الوزارى الذى يضم أربعة وعشرين وزيراً للخارجية فى باريس، من أجل العمل على العودة للمفاوضات المباشرة بين فلسطين وإسرائيل وتحقيق السلام. ودعا إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» إلى «سرعة استعادة الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة الفلسطينية، لمواجهة محاولات فرض المبادرات الجديدة لتسوية الصراع مع الاحتلال». وأشار هنية إلى أن هذه المبادرات «تضرب فى العمق وتحت الحزام ثوابت الشعب الفلسطينى خاصة حق العودة وتدعو إلى التطبيع مع الاحتلال قبل ما يسمى السلام». من جانبها قالت الفصائل الفلسطينية فى بيان مشترك، إن «المبادرة الفرنسية والتحركات الدولية كافة التى تهدف لعودة المفاوضات، التى كانت سبباً فى زيادة الاستيطان الإسرائيلى وتوفير الغطاء لتهويد القدس والمخاطر التى تهدد مقدساتنا الإسلامية والمسيحية». واعتبرت الفصائل (حركة حماس، والجهاد الاسلامي، والجبهتان الديمقراطية والشعبية) أن «الأفكار التى تطرحها فرنسا على شكل مباردة، تهدف لعودة السلطة الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات المباشرة ما يشكل مساساً خطيراً بالثوابت خاصة حق العودة». وطالبت الفصائل دول العالم بالتحرك الجاد لوقف الانتهاكات الاسرائيلية، ووقف تدنيس للمقدسات وإنهاء حصار قطاع غزة. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قد جدد رفضه للمبادرة الفرنسية فى أكثر من مرة، قائلاً إنها «تمنح للرئيس الفلسطينى محمود عباس فرصة للتهرب من المفاوضات المباشرة»، فى حين قال دورى جولد مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية تعقيباً على الاجتماع الوزارى فى باريس «لا أجد ضرورة للسفر إلى باريس، فالمبادرة الفرنسية لاستئناف عملية السلام محكومة بالفشل». وعلى الصعيد الرسمى الفلسطيني، أكد وزير الخارجية رياض المالكى أن المبادرة الفرنسية يجب أن تعتمد فى جوهرها على كافة المرجعيات الدولية بما فيها المبادرة العربية للسلام، وألا يتم تجزئتها.. من جانبه أكد الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، فى كلمته الافتتاحية لمؤتمر باريس الذى باشر أعماله، أمس الأول الجمعة، أن الفلسطينيين والإسرائيليين هم فقط القادرون على تحقيق السلام، والمبادرة الفرنسية يمكنها أن تساعد فى توفير الضمانات لاتفاق مستقر وطويل. وأشار هولاند إلى أن «الوقت الراهن وما حدث من ثورات فى الشرق الأوسط ومتغيرات، يتطلب اتخاذ تدابير لتعزيز السلام وليس كما تقول إسرائيل بأن هذا الوقت غير مناسب».