نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية مقالا لهنرى كيسنجر، مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق، قال فيه إن العمل العسكرى الروسى فى سوريا هو أحداث أعراض تفكك الدور الأمريكى فى تحقيق الاستقرار فى نظام الشرق الأوسط الذى نتج عن الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973 بعد ان اختفى الوجود الروسى فى المنطقة خلال تلك الأعوام الماضية. واضاف: إن هذا النمط الجيوسياسى الآن فى حالة من الفوضى حيث أصبحت ليبيا واليمن وسوريا والعراق هدفا للدول التى تسعى إلى فرض سيطرتها فى المنطقة. ورأى أن الاتجاهات المتضاربة التى تعصف بالمنطقة تضاعف من انسحاب واشنطن، كما مكنت روسيا من المشاركة فى العمليات العسكرية فى الشرق الأوسط بشكل لم يسبق له مثيل فى التاريخ الروسي، موضحا أن قلق موسكو الرئيسى هو أن انهيار نظام الأسد يمكن أن يزيد من الفوضى فى ليبيا، ويجلب تنظيم داعش الى السلطة فى دمشق، ويحول سوريا إلى ملاذ للعمليات الإرهابية ويصبح من السهل اختراق الحدود الجنوبية لروسيا فى القوقاز ومناطق أخرى. واشار إلى أن خلاف واشنطن مع مصر حول حقوق الانسان، ومع المملكة العربية السعودية حول الملف اليمنى يضعف موقفها، مضيفا: إن السياسة الخارجية الأمريكية تتعرض لخطر تغذية الشكوك بدلا من تخفيفها. ووضع كيسنجر عدة أولويات يجب أن تتبعها واشنطن من اجل اتباع مفهوم استراتيجى جديد منها ضرورة محاربة تنظيم داعش قبل الاطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد لأن التنظيم أشد خطرا. كما شدد على ضرورة أن تعيد واشنطن علاقتها بالمعسكر السنى المتمثل فى مصر والسعودية بدلا من الاهتمام بالجانب الإيرانى مما قد يحد من الدور العسكرى لروسيا فى المنطقة وبالتالى تجنب العودة إلى ظروف الحرب الباردة. كما اكد كيسنجر على ضرورة استعادة الأراضى التى كانت موجودة قبل تفكك كل من السيادة العراقية والسورية، موضحا أن مصر والأردن يمكن ان يلعبا دورا كبيرا فى مثل هذا التطور.