كانت ولا تزال المساجد ترتبط ذهنيا كمعامل لتفريخ الجماعات الإسلامية بجميع أنواعها بداية من الإخوان وحتى «داعش»، ولعل هذا الارتباط الذهنى يرجع فى الأساس إلى الاستغلال الذى تمارسه هذه الجماعات للدين من خلال مصدرها الروحى وهو المسجد. ومع تشكل ظاهرة «داعش» كحالة جديدة فى الفكر السلفى الجهادى التصادمى وبعد أن كشفت دراسة حديثة للمركز الدولى لدراسة التطرف والعنف السياسى، عن أن المصريين، هم من أكثر الشعوب العربية تجنيداً فى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش وقدرت عددهم فى البداية بنحو 300 ثم زاد العدد إلى 700 فى بداية حكم المعزول محمد مرسى ليزيد إلى 1700 قبل عزله ليزيد إلى أكثر من 2000 شخص حاليًا كأحد إرهاصات الجماعة الإرهابية فى مصر وفوجئ المصريون بالشاب المصرى الداعشى إسلام يكن ومن بعده محمود الغندور يفتخران بانضمامهما إلى التنظيم بل وجدا مترافقين فى مكان واحد فى سوريا ليطرح السؤال نفسه. يمكن تقسيم المساجد الداعشية فى مصر إلى ما يلى: أولاً: مساجد «داعش» الإخوانية للإخوان المسلمين العديد من المساجد على مستوى الجمهورية والتى تعد مراكز تجميع تنظيميه لتلقى التعليمات الخاصة بالتظاهر أو إبداء الرغبة فى السفر والجهاد إلى سوريا وكان أبرزها فى محافظة القاهرة مسجد رابعة العدوية وهو المسجد الذى جمع بين جدرانه العديد من مقاتلى داعش قبل سفرهم إلى سوريا والانضمام إلى جبهة النصرة وداعش ومنهم: 1- أبو عماد وقتل مع مسلحين فى دارة عزة بحلب يوم 11 سبتمبر الماضى وكان معتصمًا بمسجد رابعة العدوية. 2- «أبو العباس» من الجيزة وقتل خلال استهداف مجموعة مسلحة بحلب يوم 19 سبتمبر الماضى وكان معتصماً بمسجد رابعة العدوية. 3- رياض السرحان «40 سنة» الملقب ب«النمر» وقتل خلال استهداف تجمع للمسلحين فى ريف دمشق. 4- سمعان الغربى وقتل يوم 13 أكتوبر الماضى وكان معتصماً بمسجد رابعة العدوية. 5- عز الدين المصرى «37 سنة»، والملقب ب«أبونجم» وقتل خلال استهداف تجمع للمسلحين فى ريف دمشق وكان معتصمًا بمسجد رابعة العدوية. 6- عبدالبارى الصميد «38 سنة» ولقبه أبو سفيان، قتل خلال استهداف تجمع للمسلحين فى ريف سمعان الغربى والأتارب يوم 15 أكتوبر الماضى وكان معتصمًا بمسجد رابعة العدوية. 7- أبو عبيدة المصرى « 43 سنة» وقتل خلال استهداف تجمع للمسلحين فى ريف سمعان الغربى والأتارب يوم 17 أكتوبر الماضى، وكان معتصمًا بمسجد رابعة العدوية. 8- عبدالوهاب بن إبراهيم «35 سنة» وقتل أثناء الهجوم على القفوج 46 بالأتارب يوم 27 أكتوبر الماضى وكان معتصمًا بمسجد رابعة العدوية. 9- داود المصرى «38 سنة» وقتل أثناء الهجوم على الفوج 46 بالاتارب يوم 30 أكتوبر الماضى وكان معتصمًا بمسجد رابعة العدوية. 10- أبومريم المصرى «25 سنة» قتل مع عدد من المسلحين فى ريف حلب يوم 8 نوفمبر الماضى وكان معتصمًا بمسجد رابعة العدوية. 11- مصطفى الغندور أحد المتهمين فى قضية العائدين من داعش، وقال المتهم فى اعترفاته أمام النيابة، إنه سافر إلى سوريا عبر تركيا، الى معسكر أبوخطاب المصرى حيث تم تجهيزه داخل المعسكر، الذى يتبع تنظيم دولة الاسلام بالعراق والشام، وتلقى تدريبات على يد مسئول المعسكر هو أبوحمزة الاذربيجانى وبعدها شارك فى دورة تدريبية مكثفة لمدة 3 أيام على يد أبويعقوب الجزارنى، عن كيفية فك السلاح وتركيبه وحرب المدن التكتيكية. مسجد السلام بمدينة نصر ويعد مسجد السلام من أول المساجد التى بدأت فى تصدير المقاتلين إلى سوريا عقب ثورة 25 يناير وكان على رأسهم محمد محرز عضو جماعة الاخوان المسلمين وعضو الفريق الإعلامى للجماعة وشقيق ياسر محرز المتحدث السابق لجماعة الاخوان المسلمين الذى تم تأهيله للسفر إلى هناك وتم تسفيره إلى سوريا عبر الحدود التركية وانضم إلى جبهة النصرة «قاعدة الجهاد فى بلاد الشام» وشارك فى القتال ضد نظام الاسد من خلال عمله كقناص تدرب عليها فى غزة من ضمن عناصر الاخوان الذين تلقوا التدريبات فى غزة وقد تمكن قناص من قوات الجيش السورى من قتله على مشارف حى الاشرفية وتم دفنه فى الأراضى السورية واقيمت عليه صلاة الغائب فى المسجد الذى تم تجنيده فيه وإرساله إلى سوريا. مسجد الرحمة ويقع هذا المسجد خلف مسجد رابعة العدوية هو مسجد أشهر شباب تنظيم داعش إسلام يكن ومحمود الغندور - يقع مسجد الرحمة خلف مسجد رابعة العدوية مباشرة ويتواجد به بشكل مستمر العديد من الشباب السلفى الذى ينتظر أن يتم تجنيده للسفر والجهاد فى سبيل الله فى سورياوالعراق. وألتحق به إسلام يكن منذ عام 2012 والتقى فيه مع عدة مجموعات متقاربين معه فى العمر، فى الافكار الجهادية ودروس فى الفقه والتفسير وشارك فى الجولات والمخيمات الدعوية التى كان ينظمها المسجد وكان يقوم مع عدد من شباب المسجد بجولات دعوية فى منطقة الحى السابع للحديث مع الشباب عن الصلاة والقرآن وغض البصر وعدم الاختلاط والتدخين والخمر فى هذا المسجد، بالإضافة إلى الكتيبات عليه والدعاية للصفحات والمجموعات التابعة لهم على شبكة التواصل الاجتماعى «فيسبوك». ونفس السيناريو مر به محمود الغندور بنفس المراحل وفى نفس المسجد حتى التقى مع يكن فى سوريا وتنتشر هذه المساجد الإخوانية الداعشية فى جميع مناطق القاهرةوالجيزة ومنها: مسجد الجمعية الشرعية بالخصوص، مسجد المركز الإسلامى بالحى الأول بالعبور، وهو المسجد الذى كان يخطب فيه القيادى السلفى محمد عبدالخالق الشهير ب«أبويحيى المصرى» والذى كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة جمعية «الدعوة السلفية بمدينة العبور» ثم انضم إلى التيار السلفى العام وقتل فى سوريا فى مارس 2013، بعد أن تم استهدافه برصاص قناص، وهو فى طريقه إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة، بمنطقة قلعة المضيق بريف حماة، وتم دفنه فى أرض الشام وكان يبلغ من العمر 33 عاماً ولديه شركة للتكييف وحاصل على بكالوريوس رقابة جودة انتقل إلى سوريا للجهاد قبل مقتله ب6 أشهر. مسجد السلام بالحى العاشر بمدينة نصر وهما مركزى لتجميع لشباب الإخوان الراغبين فى السفر إلى سورياوالعراق، مسجد المراغى بحلوان: مسجد الاستقامة بحلوان، وهما المسجدان اللذان كان يتردد عليهما أبومعاذ المصرى الضابط السابق فى وزارة الداخلية، واسمه الحقيقى أحمد الدورى، وكان من مرشحى الانتخابات البرلمانية عام 2012م وانضم إلى صفوف داعش عقب سفره إلى سوريا وقتل أثناء إحدى المعارك وكان من قادة كتيبة أسود الخلافة، مسجد الأمين حدائق حلوان.مسجد الريان بالمعادى، وكان من المساجد الرئيسية التى يلقى فيها الشيخ محمود عبد المقصور خطبه الداعية إلى الجهاد فى سورياوالعراق ويعد من المساجد الرئيسية بتجميع الإخوان للسفر إلى سورياوالعراق يقوم على إدارته الشيخ «س.ر». مسجد أبوبكر الصديق دار السلام، مسجد النور والتيسير بمدينة العبور إمامه وخطيبه الشيخ مصطفى البدرى وهو مؤسس الدعوة السلفية بالعبور، وعضو الهيئة العليا بحزب الفضيلة السلفى، والمشرف العام على مؤسسة أهل الشام الدعوية، التى تقوم بتصدير الشباب إلى سوريا وهو نفسه سافر إلى سوريا 3 مرات لتدريس فقه الجهاد إلى الجيش السورى الحر، ويستعد للسفر للمرة الرابعة وألقى خطبة هناك فى شهر أكتوبر عام 2012م بعنوان «اذبح ولدك». مسجد خاتم المرسلين العمرانية، مساجد الصباح والرحمة ومشارى والشهيد بشارع الهرم، وهى من مساجد الشيخ محمد عبدالمقصود، مسجد التوحيد الذى يقع فى ناصية شارع العريش المتقاطع مع شارع فيصل، مسجد يوسف الصحابى بميدان الحجاز، مسجد راغب 6 أكتوبر الشيخ محمد عبدالمقصود، مسجد صهيب الرومى بالشرابية، مسجد التقوى بشبرا الخيمة - كوبرى عرابى، مسجد الحمد الفاروق بالتجمع الخامس، وكانت من المقرات الأسبوعية لدروس الشيخ محمد عبدالمقصود الداعية السلفى متفرع من شارع التسعين، مسجد الفاتح عمر شارع الجزائر المعادى الذى يخطب فيه الشيخ محمد عبدالمقصود، مسجد الإيمان بمكرم عبيد ويخطب فيه الشيخ نشأت أحمد ومسجد غافر السلفى بمنطقة العمرانية الغربية الذى يؤمه ويخطب به الدكتور أحمد خالد طه وأحمد الدهشورى، ومسجد هبة الرحمن بمنطقة الطالبية، مسجد النور نزلة دائرى بهتيم بشبرا شرق، مسجد المحطة بأبو زعبل فى القليوبية ويتناوب الشيوخ حسن أبوالأشبال، القيادى السلفى، الشيخ عادل عزازى، عضو اللجنة التأسيسية للدستور، والدكتور بدران العيارى، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر الشريف، الدكتور على لاشين، خبير التنمية البشرية، الشيخ محمد المنشد، عضو مجلس الشعب السابق، على الخطب فى هذه المساجد. وتشكل منطقة عين شمس والمطرية معقلا للمساجد الداعشية وتحديد فى مساجد: آدم القريب من الألف مسكن، مسجد طارق بن زياد، مسجد أبوعبيدة بشارع أحمد عصمت، مسجد نور الإسلام بمنطقة النعام، مسجد حمزة بن عبدالمطلب بالنعام، مسجد نور المحمدية بميدان المطرية. وفى محافظات الوجه البحرى مسجد التوحيد والرحمة فى مدينة المنصورة وطلخا التى يخطب فيها الدكتور هشام مشالى عضو لجنة الدعوة بالجبهة السلفية، الشيخ خالد الرفاعى عضو الجبهة السلفية، مسجد ابن تيمية بكفر الشيخ ويلقى الشيخ أبوإسحق الحوينى دروسه فيه دائمًا، مسجد أنصار السنة المحمدية بقرية الشين بمحافظة الغربية وإمامه الشيخ «ع.خ» وهو أشهر شيوخ السلفيين بالغربية، مسجد الحق ويقع بشارع المعهد الدينى بحى الحسينية بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية وكان يعد مركزًا لتسفير الشباب إلى سورياوالعراق للانضمام إلى تنظيمى داعش والنصرة من خلال إعطائهم فيزا سياحية إلى تركيا، ومنها إلى الحدود السورية، ووجد فى هذا المسجد العديد من الكتب التكفيرية مثل «تحذير المؤمنين من فتنة السياسيين والديمقراطيين الضالين» و«اللحية لماذا» وكتاب «الصاعقة الأزهرية لإبادة الخواطر الشيطانية» وكتاب «محرقة غزة»، و«رحلة شهيد» و«لك الله يا أفغانستان» و«فقيد الأمة» و«أمة عاقة» وكان يلقى الدروس فيه شخص يدعى «م.م»، مسجد الإيمان بحى الزهور بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية ويخطب فيه الدكتور «إ.ش» مسجد أنصار السنة بمركز بلبيس محافظة الشرقية ويخطب فيه الدكتور «ج.م» وفى الصعيد مسجد الجمعية الشرعية بأسيوط، ويخطب ويلقى الدروس به مفتى الجماعة عبدالآخر حماد، مسجد الأنصار فى سوهاج ويخطب فيه مسئول الجماعة وأمين عام الحزب علاء صديق، مسجد الرحمن فى أسوان ويخطب فيه أمين حزب البناء والتنمية بأسوان أبوبكر محيى الدين، وأمير الجماعة الإسلامية بأسوان خالد إبراهيم القوصى، مسجد صيدناوى أبوقرقاص، مسجد عاشور بالوليدية، مسجد طوسون أبوجبل، مسجد سعد مكارم، مسجد الفردوس بالغنايم ومسجد مندوهة والتحرير والمغربى والرحمة والأنبياء ببنى سويف مسقط رأس مرشد الجماعة محمد بديع. ثانيًا: مساجد «حازمون» الداعشية تعد مساجد حركة «حازمون» التى يتزعمها حازم صلاح أبوإسماعيل، المحبوس حاليا وعدد من السلفيين الجهاديين، الذين يتبنون منهج العنف والإرهاب، من أخطر المساجد التى تقوم بتجنيد الشباب فى التنظيم الإرهابى «داعش»، وتبنى تكاليف الاعداد والسفر ويستخدم أعضاء الحركة عدة أساليب فى ذلك منها البقاء فى هذه المساجد عقب كل صلاة للقاء الشباب والتأثير عليهم بجميع الطرق الدينية والمادية، للانضمام ل«داعش»، كما تتبنى «الحركة»، تكاليف الشباب حتى وصولهم إلى سورياوالعراق. ومن هذه المساجد مسجد أسد بن الفرات يعد مسجد أسد بن الفرات من أهم هذه المساجد ورغم تبعيته لوزارة الأوقاف، فقد كان حازم صلاح أبوإسماعيل يلقى فيه دائما درسه الأسبوعى ولا يزال تواجد أعضاء حركة حازمون به حتى بعد سجن أبوإسماعيل ومن السهل أن ترى العشرات منهم فى كل صلاة والمئات كل صلاة جمعة وكان من مرتاديه أبومسلم المصرى القيادى السابق فى تنظيم داعش، أحد المتهمين فى قضية العائدين من داعش، وقال فى اعترافات له إنه سافر إلى سوريا والتحق بمعسكر «كتيبة خطاب»، ومعسكر «أبوخطاب المصرى»، وأنه تلقى تدريبات مكثفة لمدة شهر كامل، عن كيفية استخدام السلاح، وكذلك بعض التدريبات البدنية، وأخرى تكتيكية عن كيفية مواجهة العدو واستخدام الأسلحة الثقيلة. وقد شارك فى عمليتين عسكريتين فى سوريا، إحداهما فى أرتيب، ضد الأكراد. ومن المساجد الأخرى التابعة لحركة حازمون مسجد العزيز بالله بحدائق الزيتون وهو من المساجد التى كان يلقى فيها حازم أبوإسماعيل خطبه بالإضافة إلى الشيوخ محمد حسان، ومحمود المصرى، ومسعد أنور. المجمع الإسلامى بشبرا الخيمة وهو تابع لوزارة الأوقاف وشيوخ السلفية كانوا يعتلون منابره ومنهم «م.ى» والشيخ «ع.ز» وسبق أن تمت إحالة إمام وخطيب المسجد المعين من الأوقاف إلى التحقيق فى أكتوبر الماضى للإطالة فى الخطبة لمدة 45 دقيقة، واستغلال المنابر فى السياسة وتشبيه مصر بغزة فى الدعاء. مسجد أمهات المؤمنين شارع رمسيس بجوار المستشفى القبطى غمرة وهو من معاقل السلفية الجهادية وعقب مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق نظمت منه مظاهرة حاشدة للتنديد بمقتله. مسجد التوحيد بغمرة وهو من معاقلهم الرئيسية والقائمون عليه من الملتحين وأعضاء حازمون وكان الشيخ فوزى السعيد عضو الجبهة السلفية المتطرفة من القائمين عليه وكان يلقى فيه دروسًا أسبوعية ومنع من الخطبة فيه وهو مسجون حاليا لتحريضه على العنف بعد عزل محمد مرسى بالإضافة إلى الشيخ هانى صادق القريب الصلة بالسعيد. مسجد حراء بالمقطم وأكد هشام النجار الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية فى تصريحات خاصة ل«روزاليوسف» على أن الدولة قامت بالعديد من الإجراءات ضد نشر هذه الأفكار خاصة فى الفيوم التى كان بها بعض الدعاة الذين يدعون إلي الأفكار الجهادية وتم القبض عليهم ولكن لا يزال الأمر يحتاج إلى المزيد من الجهود من أجل منع الأمر تمامًا وتجفيف منابعه. وشدد على أن خطورة هذه التنظيمات وأفكارها انها الآن لم تعد جماعات تقوم بأعمال إرهابية فقط وإنما أصبحت تحتل مناطق جغرافية كاملة ولديها جيوش تواجه بها الدول وبالتالى منع الانضمام إليها أصبح قضية أمن قومى.