-ضبط 7 عناصر من مجموعة تضم 150 شابا يقودها شخص يدعى «أبو مالك» فى تطور خطير تشهده شبه جزيرة سيناء، بايعت 4 مجموعات تكفيرية تنظيم «داعش» الإرهابى وقائده أبو بكر البغدادى على الولاء والطاعة، معلنة نفسها ذراعًا للتنظيم فى سيناء، الواقعة التى رصدتها أجهزة الأمن وكشفتها مصادر أمنية ل «الصباح»، تضمنت محاولة من المجموعات التكفيرية تشكيل خلية تضم عناصر تنتمى للسلفية الجهادية بمنطقة الوادى الجديد، تكون بمثابة جناح مسلح لتنظيم داعش فى مصر، حيث تم القبض على 12 من عناصرها. كما أوضحت المصادر، أن المخابرات المصرية بدأت فى تكثيف اتصالاتها ولقاءاتها مع مخابرات عدد من الدول العربية والخليجية ومنها المملكة العربية والسعودية والكويت والإمارات والأردن علاوة على ليبيا والسودان والبحرين لتطوير التعاون الاستخباراتى بينهم، وتكوين شبكة تبادل معلومات موحدة لمواجهة الإرهاب، وأخطار المجموعات التكفيرية وعلى رأسها تنظيم «داعش». وأشار المصدر، إلى أن التواصل بين مخابرات هذه الدول انتهى إلى ضرورة القضاء على الأفكار المتطرفة فى مهدها، وتصفية القيادات الإرهابية قبل أن يتمكنوا من تشكيل أو التوسع فى تشكيل مجموعات جديدة، علاوة على تجفيف منابع تمويلهم. كما أكدت المصادر، أن أجهزة الأمن تمكنت من الكشف عن تحرك تقوده عناصر إخوانية وتكفيرية للترويج لأفكار تنظيم «داعش» بين الشباب المصرى، وأن ذلك يتم من خلال التواصل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى واللقاءات المباشرة فى بعض الأحيان، وأن هذا الأمر انتشر بشكل خاص فى المحافظات والمناطق الحدودية . مشيرة إلى أنه تم إحباط المخطط بعد إلقاء القبض على 7 من عناصره، اثنان منهم تابعان لجماعة الإخوان وكانوا ضمن المشاركين فى اعتصام رابعة العدوية، و5 آخرون ينتمون لإحدى الجماعات التكفيرية المتمركزة بسيناء، وذلك أثناء محاولتهم الانتقال من شمال سيناء إلى الإسماعيلية مستخدمين بطاقات هوية مزورة، فيما عثر معهم على 3 طبنجات و «كشكول» يضم عددًا من العناصر والخطوات الخاصة بطريقة إقناع الشباب بفكر ومطالب تنظيم «داعش»، وضرورة مساعدته فى دخول مصر؛ لتطبيق شرع الله وإقامة الدولة الإسلامية الصحيحة. وأضافت المصادر أن المقبوض عليهم اعترفوا بأنهم ضمن مجموعة تضم ما يقرب من 150 شابا من مجموعات تكفيرية مختلفة، وأن مركز قيادتهم يوجد فى سيناء، وأن قائد تلك المجموعة شخص يدعى «أبو مالك» وهو مصرى ينتمى لجماعة السلفية الجهادية، وأن هذا القيادى تمكن من تشكيل تلك المجموعة خلال شهرين فقط بعد أن تواصل مع عدد من الشباب سواء الموجودين بسيناء ومدن القناة أو من الإخوان الموجودين فى المحافظات والمناطق الأخرى، وأنه قام بتدريبهم على طرق إقناع الشباب باعتناق مبادئ «داعش»، واستخدام كل الوسائل لتحقيق ذلك. لافتة إلى أن المقبوض عليهم اعترفوا أيضًا بنجاحهم فى تجنيد 5 شباب من جماعة الإخوان خلال الأسبوع الماضى فقط للعمل معهم، بعد أن اقتنعوا بتنظيم «داعش»، وطبقا للخطة فإن من يتم إقناعه يتم تكليفه بإقناع ناس آخرين. فى سياق متصل، أكدت المصادر أن القوات المسلحة بدأت فى تطوير خطة الانتشار الموسعة بمدن ومحافظات الجمهورية والمناطق الحدودية الغربية، خاصة بعد أن كشف التحريات الأمنية عن محاولة مجموعات تكفيرية تشكيل بؤر لها هناك على غرار ما يحدث فى سيناء، وبعد وقوع أكثر من حادث إرهابى خلال الفترة الماضية ومنها حادث الفرافرة الذى راح ضحيته 22 شهيدًا من قوات حرس الحدود، وبعدها حادث استهداف رجال الشرطة بمنطقة الضبعة ومارينا. وأوضحت المصادر، أن تطوير الخطة يعتمد على نشر قوات إضافية من الصاعقة ورجال الانتشار السريع المحمولين جوا، علاوة على تكثيف أعداد الأكمنة ودوريات الشرطة العسكرية المتحركة والثابتة، وكذلك الاعتماد بشكل كبير على «قصاصى الأثر» لتعقب التكفيريين. ى �������ش وانضموا إليه سريعًا والذى استغل سقوط حكم الإخوان فى مصر، وبات يكفر الجماعة ويكفر الرئيس المعزول، ويتهم الإخوان باستغلال الشباب فى سوريا للوصول للحكم.
فقد اهتمت داعش بالشباب المصري، ومنحتهم رواتب شهرية عبارة عن 600 دولار للفرد فى الشهر، و100 دولار عن الزوجة، و50 دولارًا على كل ولد أو بنت، إضافة إلى منحهم مساكن لمن يتم تهجيرهم. العواك، أكد أن عملية التحاق شباب الإخوان بصفوف داعش، تمت عن طريق المهندس محمد ممدوح، المقاتل ضمن صفوف «جبهة النصرة» والذى انضم بعد ذلك لصفوف داعش، بعد انشقاق أبو بكر البغدادى، وحيث قام بإقناع الشباب المصرى هناك بالانتقال إلى صفوف داعش، كونها القادرة على نصرة الإسلام. أما القيادى الذى يتم كشفه عنه للمرة الأولى فهو أحمد سعيد محمد، من منطقة بولاق الدكرور، وهو أحد قيادات التنظيم فى سوريا، والذى أسهم بشكل كبير فى انتقال العديد من الشبان المصريين إلى هناك عن طريق التواصل معهم إلكترونيا، ومن ضمن الأسماء التى سافرت بالفعل فى ذلك الوقت عبر البولاقى، «عبد الرازق ، م» و «عامر ، م» «سيد ، ع» وعدد من الأسماء الأخرى، فيما رفضت أسر هؤلاء الأشخاص الإبلاغ عن اختفائهم، أملا فى عودتهم ذات يوم. الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية وليد البرش مؤسس تمرد الجماعة الإسلامية، أكد فى تصريحات خاصة، أنه قبل عام 2011 لم تكن حركة حازمون قد ظهرت بعد، حيث إن مؤسسيها وأغلب أعضاءها كانوا أعضاء بجماعة الجهاد التى أسسها محمد الظواهرى شقيق زعيم تنظيم القاعدة، وعندما ظهر أبوإسماعيل متبنيا نفس أفكارهم بايعوه على الفور، وأسسوا حركة حازمون، والتى شاركت فى اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، ومع فض الاعتصام قتل منهم الكثير، بينما تسرب البعض الآخر ليلتحق ببعض التنظيمات الإرهابية المسلحة بعد أن تم القبض على مؤسسها ونائبها.
حازمون وداعش
انضمام حازمون لداعش لم يكن وليد اللحظة، فهو ممتد نظرًا لوجود روابط مشتركة بينهم وبين داعش، خاصة مناهج السلفية الجهادية وأصحاب الفكر التكفيري، فالمتشددون من حازمون قرروا الانضمام إلى تنظيم دولة العراق والشام، معلنين مبايعتهم لأبوبكر البغدادى الذى يعمل تنظيمه على أرض ليبيا تحت مسمى اللواء البتار، وهو ما أكده القيادى الجهادى المنشق صبره القاسم، مضيفًا فى تصريحاته ل «الصباح»، أن هناك ثلاثة سيناريوهات حول نهاية حركة حازمون الأول يذهب إلى أن الحركة تفككت بعد القبض على محمد الظواهرى وجمال صابر وحازم أبو إسماعيل، والسيناريو الثاني، شروع أعضاء حازمون فى تأسيس جماعات مسلحة جديدة ستظهر خلال الأيام القليلة القادمة، فى حين يبقى السيناريو الثالث هو الأقرب للصواب، فقد انضمت عناصر حازمون إلى داعش، خاصة وأن كل المؤشرات تؤكد أن اختفاءهم المفاجئ من الساحة مريب، وأنه لا يستبعد أن يكون حازمون ضمن المقاتلين فى صفوف اللواء البتار، خاصة وأن معظمهم سافر إلى ليبيا وسوريا لتحقيق حلم الخلافة الإسلامية». وفى سياق متصل، قال خبير الحركات الجهادية حمدى زيدان ل «الصباح»، إن حازمون خليط بين السلفيين والإخوان والجهاديين وجميعهم منشقون عن حركاتهم الأصلية، ولا توجد لديهم أزمة فى مبايعة داعش ليكونوا فرع الدولة الإسلامية والقائمين بأعمال الخليفة فى مصر، بدلاً من أنصار بيت المقدس التى لم تعلن مبايعتها حتى الآن علنًا، وهو الأمر الذى تستغله حركة حازمون بعد أن قدم أعضاؤها تضحيات ليصل البغدادى إلى ما هو عليه الآن، وبالتالى هم الأحق بخلافة مصر من وجهة نظرهم، فالساحة خالية والإخوان باتوا تنظيمًا ضعيفًا بعد الضربات الموجعة التى وجهت إليهم من اعتقال وتجميد أموال. وعلى الجانب الآخر، حصلت «الصباح» على تفاصيل الصفقة التى عقدت بين حازمون وبين تنظيم داعش، حيث أكد مصدر مطلع أن التنسيق يجرى على قدم وساق منذ شهور؛ بهدف إيجاد منطقة تلاقى بين الطرفين، فأعضاء حازمون يعملون داخل التنظيم منذ فترة، وحان وقت عودتهم إلى بلادهم ونشر الفكر «الداعشي» ولكن ساعة الصفر لم تحن بعد، فهى متعلقة بسيطرة اللواء البتار على مدينة طرابلس الليبية. وتابع المصدر: «أثناء فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، كانت مسألة السفر إلى سوريا لقتال بشار الأسد أسهل ما يكون، فقد سهل الإخوان الأمر ليعجلوا بسيطرتهم على الحكم، فسافر عدد كبير من أعضاء حازمون للقتال، وبدلاً من الانضمام إلى الجيش السورى الحر انضموا إلى تنظيم داعش ظنا منهم أنه يقاتل بشار الأسد، ومع مرور الوقت وانهيار حكم الإخوان لم يجدوا سبيلا للعودة إلى مصر فأسماؤهم بالطبع على قوائم الترقب، حيث غادروا سوريا متجهين إلى مالى ومنها إلى ليبيا ليكونوا فصيلة من فصائل اللواء البتار، وقادهم خلال الرحلة عضو بارز بحازمون يدعى أبوحمزة المهاجر، وما هى إلا مسألة وقت وسيعودون للمشهد مرة أخرى، فهناك مجموعات منهم داخل مصر تنسق مع إخوانهم فى ليبيا ويقودهم المهاجر الذى يحرص على زيادة عدد أعضاء حازمون المقاتلين فى صفوف داعش ليحصلوا على مناصب فى مجلس الشورى، وبالتالى التأثير على القرار داخل التنظيم. مصريون بمعسكرات سوريا وليبيا وبحسب المصادر المقربة من الجهاديين والتى تطابقت مع تأكيدات العواك، فإن تنظيم داعش قام قبل شهر ونصف بسحب لواء الأمة «من الأراضى السورية بقيادة أبو أيوب المصرى، وهو ضابط سابق بالجيش المصرى كان قد عزل فى وقت سابق، ونقله إلى ليبيا عبر تركيا، ومن بينه 90 مصريا من أعضاء جماعة الإخوان والجماعات الجهادية وحازمون، حيث وصلو ليبيا لمساندة أنصار الشريعة فى العملية التى قاموا بها ضد قوات اللواء خليفة حفتر ، والتى سيطروا فيها على معسكرات الصاعقة والثكنات العسكرية بمدينة طرابلس، وقد كان فى استقبالهم فى ليبيا أنيس القدوس، وهو الرجل الثانى فى لواء أحرار ليبيا، والذى كان مسؤلا عن تهريب المصريين خلال السنوت الماضية، والذى منح الجنسية الليبية لبعض الأجانب، كما أعطى جنسيات ليبية لبعض المصريين الذى انضموا لصفوف التنظيم خلال الشهور الماضية. كما أكدت المصادر، أن هناك ما يقرب من 380 مصريا يقاتلون ضمن صفوف داعش حاليا، فضلا عن مئات المصريين فى صفوف النصرة وبعض قوات المعارضة السورية.
ومن الناحية الأمنية، قال اللواء محمد نور الدين- الخبير الأمنى- إن «الشباب المصرى المنضم لداعش قنبلة موقوتة فى حال عودتهم إلى أرض الوطن مرة أخري، فالشباب المغرر به ينضم للجماعات التكفيرية والجهادية مقابل حلم الشهادة الزائف أو مقابل حفنة من الدولارات.