بين ممتلكات الشعب التي أقيمت حولها أسوار وهمية، حتي أصبحت في مقام الأملاك الخاصة التي لايمكن الاقتراب منها أو حتي التصوير، هذه الممتلكات الشعبية المتمثلة في قصور واستراحات ومسطحات مائية وبحرية، ودواوين، وفنادق، وفيلل ومكاتب، وشقق، كل هذه الأسماء لأصول ملك شعب مصر، توارثها من حكام ماقبل الثورة - من عصر محمد علي باشا 1805 وحتي عصر "الملك فاروق" وانتهاء الملكية في مصر عام 1953، ورحيل فاروق الأول ملك مصر والسودان مساء يوم 26 يوليو 1952 كل أملاك الأسرة العلوية في مصر انتقلت ملكيتها لشعب مصر، وسمحت السلطة الجديدة في البلاد وتحت النظام الجمهوري، بفتح تلك القصور بدءاً من قصر الجوهرة. (مقر الحكم والاقامة للوالي محمد علي) إلي قصر عابدين، مروراً بقصور عدة للزيارة وكنا ونحن طلاب بالمدارس قد نظمت لنا رحلات إلي زيارة تلك القصور علي أنها أملاك شعب مصر، وكان الرئيس جمال عبد الناصر يدير حكم البلاد من مكتبه في بيته في منشية البكري، وفي بعض الأحيان من سراي مجلس الوزراء بقصر العيني وتحدد لقصر القبة مهمة خاصة هي استقبال كبار زوار مصر. وفي عصر الرئيس "السادات" فضل الحكم من قصر عابدين، رغم أن في عصر الرئيس "السادات" وجهت اتهامات بأن للرئيس عدد 104 استراحات، وصرح "المرحوم السادات" بأن هذه الاستراحات ملك شعب مصر، وورثها النظام من أيام الأسرة العلوية والحكم الملكي وأنه لم ينشئ استراحة خاصة أو قصرًا يخص رئاسة الجمهورية - ولكن بعد مجيء الرئيس مبارك للحكم، انتقل الحكم إلي قصر رئاسة الجمهورية، وهو الفندق المقام بمنطقة الكربة (بمصر الجديدة)، والذي كان ضمن مخطط المنطقة التي صممها ونفذها (البارون إنبان) المنمي العقاري البلجيكي والذي يعود له فضل تعمير صحراء (مصر الجديدة) وإنشاء كل البنية الأساسية فيها، إلا أنه بعد عده سنوات من حكم "الرئيس مبارك"، تحولت تلك القصور الملكية "قصر عابدين" و"قصر القبة" "وقصر العروبة" "وقصر الطاهرة" "وقصر رأس التين" وحتي "قصر المنتزه"، وغيرها من استراحات رئاسية، تحولت إلي ما يشبه مناطق محصنة جداًَ، ولا يجوز الاقتراب منها أو التعرض لما يحدث فيها سواء تطوير أو تحديث أو استخدام إلا من خلال ديوان "رئيس الجمهورية"، حتي أنه بمناسبة تطوير هذه القصور وخاصة "قصر عابدين" وما تم تصويره وعرضه في التليفزيون المصري، لم يصدق المصريون المحدثون في العمر- أن في مصر قصورًا ملكية ورئاسية بهذه الروعة، وحُرِمَ المصريون من زيارتها أو مشاهدتها إلا عبر تلك البرامج الوثائقية التي سمحت بها رئاسة الجمهورية، هذه القصور قد أُسدل عليها حائط وهمي، وهو ما يجب أن نطالب الهيئة العليا للقوات المسلحة بفتح تلك القصور للزيارة، وأن يكون مقر رئيس الجمهورية السابق فقط هو القصر الجمهوري (بمصر الجديدة) وغير ذلك من قصور فهي أملاك خاصة لشعب مصر واجب تحريرها!! وإتاحة زيارتها للمصريين وأيضاً للسياحة!!