حماس: أنس الشريف أيقونة الحقيقة وشاهد المجاعة في غزة    حامد حمدان ينعى مراسل الجزيرة أنس الشريف    بقوة 6.1 درجة.. مقتل شخص وإصابة 29 آخرين في زلزال غرب تركيا    الرئيس الأوكراني: نحن نفهم نية روسيا في محاولة خداع أمريكا ولن نسمح بهذا    محافظ الفيوم يكرم أوائل الثانوية والأزهرية والدبلومات الفنية    مأساة ضحيتي الشاطبي .. رحلة مصيف تنتهي أسفل عجلات ميكروباص    محافظ سوهاج يبحث تطوير النظام المالي والتحول الرقمي بالمحافظة    محافظ سوهاج يتابع معدلات الإنجاز في ملف تقنين أراضي أملاك الدولة    وصية الصحفى الفلسطينى أنس الشريف: أوصيكم بفلسطين درة تاج المسلمين    المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو فشل فى تحقيق أهداف الحرب لمدة 22 شهرًا    هاني رمزي: ريبيرو يقلق جماهير الأهلي    برشلونة يمطر شباك كومو في كأس خوان جامبر    ملف يلا كورة.. نهاية الجولة الأولى بالدوري.. وصول ألفينا.. واعتذار حسام حسن    منافس المصري المحتمل.. الاتحاد الليبي يتأهل إلى الكونفدرالية الأفريقية    خلال ساعات.. تقليل الاغتراب 2025 تنسيق المرحلة الأولى والثانية «الموعد والرابط وضوابط التحويل»    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025 في القاهرة والمحافظات    هتقعد معاكي لأطول مدة.. أفضل طريقة لحفظ الورقيات في الثلاجة    يحسن وظائف الكبد ويخفض الكوليسترول بالدم، فوائد عصير الدوم    ياسر ريان: مصطفى شوبير رتمه بطئ والدبيس أفضل من شكري    ماس كهربائي.. إخماد حريق محدود داخل كنيسة قرية أبوان بالمنيا    النفطي: معلول إضافة للصفاقسي والجزيري يمتلك شخصية مصطفى محمد    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل الصحفي أنس الشريف في غارة على غزة    الإسكندرية السينمائي يطلق استفتاء جماهيري لاختيار أفضل فيلم سياسي مصري    لارا ترامب تتفاعل مع محمد رمضان لتصبح أحد متابعيه على السوشيال ميديا    يوسف الحسيني: اجتماع الرئيس بقيادات الهئيات الإعلامية يفتح آفاقًا جديدة للإعلام    تكريم اسم الفنان لطفي لبيب والإعلامي عمرو الليثي بمهرجان إبداع للشباب- (25 صورة)    فرصة ذهبية لطلاب الإعدادية.. تخفيض الحد الأدنى للالتحاق بالثانوي بدمياط    تتطلب مهارات.. وزير العمل: حريصون على توفير فرص عمل للشباب في الخارج    برشلونة يكتسح كومو بخماسية ويتوج بكأس خوان جامبر    "تضامن سوهاج" تكرم 47 رائدة اجتماعية وتمنحهن شهادات تقدير    موظفو طيران في بروكسل يطالبون بعدم استئناف الرحلات لإسرائيل    «لا يجب التنكيل بالمخطئين».. المسلماني: الرئيس طلب الاستعانة بكل الكوادر الإعلامية    الداخلية تضبط طالبا يستعرض بدراجة بخارية    قرار هام بشأن البلوجر مونلي صديق سوزي الأردنية بتهمة نشر فديوهات خادشة    السيطرة على حريق داخل مخزن مواد غذائية فى الزيتون دون إصابات.. صور    إخلاء سبيل طالب طعن زميله في شبرا الخيمة    اتهامات لمحامي بالاعتداء الجنسي على 4 أطفال بالدقهلية    المسلماني: الرئيس لا يريد شعبًا مغيبًا وجاهلًا (فيديو)    سعر الدولار اليوم أمام الجنيه والعملات الأخرى ببداية تعاملات الإثنين 11 أغسطس 2025    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025    عيار 21 الآن في الصاغة.. سعر الذهب اليوم الإثنين 11 أغسطس بعد الزيادة الأخيرة (تفاصيل)    4 أبراج «بيحققوا النجاح بسهولة»: يتمتعون بالإصرار والقوة ويتحملون المسؤولية    كشافين في القرى للبحث عن أم كلثوم والشعراوي.. المسلماني يكشف توجيهات الرئيس    اجتماع مديري الثقافة والتربية والتعليم لتعزيز الأنشطة الثقافية والتعليمية بين الطلاب    ويزو تحكي أسرار "مسرح مصر": «أشرف عبدالباقي كان بيأكلنا ويصرف علينا من جيبه»    94 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة بداية الأسبوع    خالد الغندور: التوأم يوصي فتوح بالالتزام للمشاركة مع الزمالك    فوائد اليانسون، يهدئ المعدة ويعالج نزلات البرد والإنفلونزا ويقوي المناعة    المنوفية تُطلق عيادات الدعم النفسي بخمس وحدات رعاية أساسية | صور    مدير الرعاية الصحية بالأقصر يتابع أعمال التطوير في المجمع الدولي ومستشفى الكرنك    أمين الفتوى: لا يجوز كتابة كل ما يملك الإنسان لبناته لأنه بذلك يعطل أحكام الميراث    أمين الفتوى يوضح: المال الموهوب من الأب في حياته لا يدخل في الميراث    حكم الدردشة مع صحابي بالموبايل في الحمام؟.. أمينة الفتوى تجيب    هل يجوز إجبار الزوجة على الإنفاق في منزل الزوجية؟.. أمينة الفتوى تجيب    اتحاد عمال الجيزة يضع خطته للتأهيل والتدريب المهني    موعد إجازة المولد النبوى الشريف 2025 للقطاعين العام والخاص    الشوربجي يشكر الرئيس السيسي على زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا للصحفيين    دعاء صلاة الفجر.. أفضل ما يقال في هذا الوقت المبارك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بنات الأمير طوسون نماذج في أسرة محمد علي للتحول علنا إلي المسيحية.. فهل هناك من سر لهذا التحول؟
سر ينشر لأول مرة:هل تحول الملك فاروق إلي المسيحية؟
نشر في صوت الأمة يوم 14 - 11 - 2009

· الملك فاروق عاد مع الجاسوسة الحسناء علي يخته فخر البحار.. وعندما هجرها وقعت أزمة دبلوماسية مع بريطانيا العظمي
· النقراشي يواجه.. والملك يراوغ.. وكاميليا تنقل الأسرار.. والجيش المصري في فلسطين يتجرع الهزيمة.. وفي رودس يوقع الدبلوماسيون علي انسحاب مهين
· رياض غالي القبطي تزوج الأميرة فتحية.. وكان واحدا من ستة رجال في حياة أمها الملكة نازلي
بين ألقاب "الأمير رينيه" أمير موناكو الراحل لقب عجيب يربط قرنا ونصف القرن من تاريخ مصر برينيه، وإمارته الفرنسية الصغيرة، التي يبدو أنها لعبت دورا سياسيا أهم وأخطر بكثير من سمعتها الصاخبة والمرحة وأكثر تعقيدا من "كازينو القمار" الذي اشتهرت به موناكو باعتباره معلمها الرئيسي، والوحيد. كان الأمير رينيه يحمل لقبا معناه "حامل صليب أخوية محمد علي"، أو "حامل الصليب من طبقة محمد علي"، ولا يكون الصليب "من طبقة" إلا إذا كانت هذه الطبقة تشكل "أخوية" أي أن المعنيين هما في النهاية معني واحد. والأخوية إن لم تكونوا تعلمون كنيسة صغيرة، تشبه "الزاوية" عند المسلمين من حيث طبيعتها وموقعها بين دور العبادة المسيحية، وكلتاهما الأخوية والزاوية صغيرة المساحة، والمصلون فيها هم عادة أبناء عائلة أو مهنة واحدة، وربما سكان قرية أو حي أو شارع واحد.
عرفنا الأخوية، لكننا لم نعرف لماذا يحتاج "محمد علي" وعائلته إلي "أخوية" لها "صليب" يحمله "الأمير رينيه"؟ ولفهم مدي التناقض في عبارة "حامل صليب أخوية محمد علي" تخيل أنك قابلت شخصا يعمل إماما ل"زاوية الحاج حنا"!
وإذا كان "محمد علي" رأس الأسرة العلوية كانت له أخوية، فإن آخر ملوكها ودع الدنيا عبر كنيسة، ففي 20 من مارس 1965 تم نقل جثمان الملك فاروق آخر ملوك أسرة محمد علي من دار حفظ الموتي بروما إلي كنيسة صغيرة، قبل أن ينقل إلي القاهرة، فهل كان مكان النهاية "الكنيسة الصغيرة" مصادفة، أم أنه كان إشارة إلي تلك العلاقة الغامضة بين الأسرة العلوية والمسيحية؟
فاروق مات مسلما، لا شك في هذا، بل ظل حريصا حتي آخر يوم في حياته ألا يشرب الخمر، يقول "هيوج ماكليف" في كتابه "الملف السري للملك فاروق عن وجبة "مولانا" الأخيرة أنه "أكل دستة من المحار وجراد البحر، وشريحتين من لحم الحمل، مع بطاطس محمرة وبقول فرنسية، ورفض أكل الفطائر المحلاة لأنهم كانوا قد وضعوا خمورا بها".
بعد هذه الوجبة سقط فاروق "وقد احمر وجهه ويداه مرفوعتان إلي حلقه" ولم تفلح محاولات إسعافه، وكانت الكنيسة الصغيرة في روما هي محطته الأخيرة قبل أن يرحل إلي مصر، فهل كانت مصادفة بحتة، أم أنها إشارة إلي "علاقة ما" يشوبها الغموض بين أسرة محمد علي التي حكمت مصر 148 عاما من 1805: 1953 وبين المسيحية. وإذا كان معروفا أن عددا من أبناء هذه الأسرة أعلن تحوله إلي المسيحية، فالسؤال هو: هل هناك من تحول إليها بدون أن يعلن؟هل كانت هناك "مسيحية سرية" بين أفراد أسرة "محمد علي"؟ سؤال عجيب، ربما، لكن هناك ما يستدعي طرحه لا لنصل إلي إجابة ولو وجدناها لكان حدثا رائعا وفريدا بل لنتحرر من عبء الهواجس والوساوس التي تكمن بين عبارات المؤرخين، ربما يجدر بنا أن نطرح السؤال، فقط لنقول في النهاية "اللهم اخزيك يا شيطان"!
من حقائق التاريخ التي تفتح باب الوساوس أن "فتحية" شقيقة الملك "فاروق" تزوجت "رياض غالي" وهو مسيحي مصري في 25/4/1950، مستهينة بلقبها الملكي الذي جردها شقيقها الملك منه، فلم تعد أميرة وصادر ثروتها أيضا. كانت مغرمة تماما برجل كان موظفا بالسفارة المصرية بمارسيليا في فرنسا، هو الرجل نفسه الذي استولي علي ثروتها، وعندما طالبته برد بعض ما نهبه، أنهي حياتها بست رصاصات من مسدسه.
ولم تكن "فتحية" التي أطلق عليها فاروق "الأميرة المتمردة" هي المتمردة الوحيدة، فمعها وقبلها كانت أمها "نازلي" التي شجعتها علي هذه الزيجة، وانتقلت لتعيش معها في "لوس أنجلوس"، ما دفع فاروق إلي رفع اسمها الذي كان قد أطلق علي أحد شوارع القاهرة، كما حجر علي أموالها، واستهترت "نازلي" بكل ما فعله ابنها ولم تبالي به، فهل كانت "الملكة الأم" تقرأ الغيب وتعرف أن عمر الأسرة العلوية في مصر بات قصيرا ولهذا تعاملت مع ابنها بصفته "الملك السابق" قبل أن يصبح "سابقا" بعامين وثلاثة أشهر؟
"نازلي" هي الأرملة الطروب التي نافست المطربة "أسمهان" علي قلب "أحمد حسنين باشا" رئيس ديوان زوجها الراحل "الملك فؤاد" وابنها "الملك فاروق"، وقال عنها "محمد أمين فهيم" إنها عاشت 17 عاما في ثلاجة و50 عاما مع خمسة رجال، هم: سعيد زغلول ابن أخت الزعيم سعد زغلول، والملك فؤاد، وعمر فتحي كبير ياوران الملك، وأحمد حسنين باشا، ورياض غالي الذي تزوج ابنتها. وهي الزوجة الملكية التي هربت ليلة عقد قرانها سنة 1919 وكان عمرها 25 سنة.. أي كانت شابة ناضجة وباتت عند قريب لها كانت متيمة به، هو "شاهين شريف"، فهل كان تشجيعها لابنتها علي الاقتران ب"رياض غالي" مجرد استكمال لسيرتها التي يصعب جدا وصفها بالاستقامة أم كان إعلانا للانسحاب من طرف واحد من سفينة الأسرة العلوية الموشكة علي الغرق؟ ولو كان انسحابا، فمن أين عرفت "نازلي" أن السفينة توشك علي الغرق؟

لم تكن "فتحية" هي الوحيدة التي أفسدتها "نازلي"، فالأميرة "فايزة" أيضا تزوجت وعمرها 41 سنة المليونير الأمريكي "آرثر كاميرون" وكان في الستين من عمره، وما لبث العجوز أن مات، لتنضم "فايزة" إلي أمها "نازلي" وشقيقتها "فتحية" وتقيم معهما غربي لوس أنجلوس، حيث ماتت ودفنت بعد صراع مع "السرطان"، وسار في جنازتها أبناء فتحية ورياض غالي الثلاثة: رفيق ورائد ورانيا.
ومن سلالة الأسرة العلوية التي ارتبطت بغير المسلمين: "أحمد فؤاد الثاني" ابن فاروق، الذي يعيش في باريس منذ سفره إليها بعد إلغاء الملكية، والذي ظل لشهور ملكا تحت الوصاية عقب قيام ثورة يوليو 1952 وهو مازال طفلا رضيعا، وقد تزوج يهودية تدعي 'دومينيك فرانس بيكار'، غيرت اسمها بعد زواجها منه إلي "فضيلة"، جريا علي عادة جده وأبيه "فؤاد وفاروق" اللذين سميا البنات والزوجات بأسماء تبدأ بحرف الفاء، وقد غير "فاروق" اسم زوجته الأولي "صافيناز ذو الفقار" لتصبح "الملكة فريدة"، لكنه ترك للزوجة الثانية تزوجها في 5/5/1951 اسمها "ناريمان" الذي كان يبدأ كاسم أمه بحرف النون!
ودومينيك شخصية شديدة الغموض، وسر زواجها من "أحمد فؤاد" هو الأكثر إثارة وغموضا في حياتها، خاصة أنها انفصلت عنه، أو تخلت عنه وعن أبنائها الثلاثة بدون سابق إنذار أو سبب واضح، وتردد بقوة أنها عادت إلي ديانتها "اليهودية"، وعلي كل حال فاليهود لا يعتدون كثيرا بما "يظهره" أبناء دينهم من اعتناق لأديان أخري، ويتعاملون معهم باعتبارهم يهودا باستمرار، وقد أنجبت "دومينيك" عندما كانت فضيلة من أحمد فؤاد ثلاثة أبناء هم: محمد علي، وقد ولد في القاهرة بناء علي موافقة من الرئيس السادات الذي استقبل أحمد فؤاد وزوجته لتتم ولادة ابنه في القاهرة، وفوزية واسمها الحقيقي 'لطيفة'، وفخر الدين وتمت ولادته في كازبلانكا بالمغرب، بدعوة شخصية من الملك الحسن الثاني، والد الملك الحالي "محمد السادس"، فهل تسعي "تل أبيب" كما سعت من قبل مع أبناء مشاهير مصريين تحولوا عن اليهودية إلي ضم الثلاثة إليها ومنحهم جنسيتها؟
ربما، ومادمنا لا نعرف لماذا تخلت "دومينيك" عن زوجها وأبنائها واسم "فضيلة"، فلنسأل: ولماذا تزوجت "دومينيك" الرجل الذي تخلت عنه فيما بعد؟

علي طريق الإجابة يمكن أن نتذكر ما تردد بقوة في منتصف السبعينيات عن أن الرئيس "السادات" يمكن أن يعيد الملكية إلي مصر، علي غرار ما فعله "الجنرال فرانكو" الذي أعاد الملكية إلي أسبانيا، في تلك الحقبة منتصف السبعينيات وجاء بالملك "خوان كارلوس" ليجلسه علي عرش آبائه. فهل كان حلم "عرش مصر" أو عرش يوسف (عليه السلام) كما يقول اليهود يراود "دومينيك"؟ هل كانت تحاول كتابة سفر جديد علي طريقة "سفر إستر" المعروف والمعروفة في التوراة؟ هل كانت "دومينيك" تحاول أن "تضع قدمها في حذاء" الممثلة "ليليان كوهين" المعروفة باسم "كاميليا"، وتنجح فيما فشلت فيه نجمة الإغراء اليهودية التي فتنت الملك فاروق؟
بدأت علاقة فاروق بكاميليا في 1946، وكان عمرها 16 سنة، وهكذا سارت الأمور: قابلها وهي بصحبة منتج سينمائي في "أوبرج الأهرام"، فأعجبته، فدعاها إلي قصر عابدين. وفي القصر غنت له أغاني يهودية، ورقصت، وبكت، وضحكت، وتظاهرت بأنه يعلمها حيل الحب بينما كانت في الواقع تقود خطاه المتلعثمة. ومن الخلوة في قصر عابدين إلي خلوة أخري غير شرعية في قبرص، حيث اصطحبها فاروق، أو اصطحبته هي في الواقع قائلة إنها تريد أن تزور منزلا تمتلكه عائلتها هناك، لكنه لم يكن أكثر من "كوخ"، نسيت "كاميليا" أمره تماما ولم تفكر ولو في المرور به، غارقة لأيام معدودات في "الجناح الملكي" الذي نزلت فيه مع "فاروق"، قبل أن يتهمها الملك بأنها سربت خبر خلوتهما الذي نشرته صحيفة قاهرية، ويترك لها رسالة تقول "اضطررت للرحيل" مع خمسين جنيها لا غير، وعندما هرعت "كاميليا" إلي الميناء الذي سبق أن رست عليه بأحلامها وحقائبها، اكتشفت أن فاروق رحل قبل ساعات علي اليخت الملكي نفسه الذي وصلا به إلي قبرص، اليخت "فخر البحار" وياله من فخر!
لم يعد فاروق إلي مصر، بل اتجه ب"فخره" إلي ميناء "مرسين" التركي، وبقي فيه غير مبال ببرقيات الحكومة والقصر قصره التي كانت حروفها شفاها تقبل يديه وتطالبه بالعودة فورا، لأن فضيحة كاميليا تتفاعل، والإنجليز يحسبونه في "مرسين" لعقد حلف مع تركيا، والأحوال تتدهور بسرعة. ومزق فاروق البرقيات كلها، إلا برقية واحدة كانت لها شفتان غليظتان، برقية من كاميليا تقول "سوف أنتحر إذا لم تعد"! وعاد حبا وخوفا من الفضيحة ليسترضيها ويشتري لها "فيلا" حقيقية.
وحين قرر الملك العودة كانت هناك أزمة وزارية تنتظره في القاهرة، وأزمة أكبر معه علي اليخت اسمها "كاميليا"، لكنه تجاهل الأزمتين معا، الأزمة الوزارية وكاميليا التي هجرها عاما كاملا! وعندما شعر بحنين لها طلبها علي الهاتف، وحضرت إليه في قصر عابدين، كان يحدثها وهي شاردة، ولم يفهم سر شرودها إلا عندما غادر الحجرة تاركا مائدة الطعام العامرة التي كان قد انتهي منها قبل وصولها مباشرة، وانقضت "كاميليا" علي بقايا الطعام، وعاد الملك إلي الحجرة ليراها، ويعرف أنها تعيش علي "الفول"، وأنها بلا عمل ولا مال منذ هجرها. وشبعت "كاميليا" لتثرثر مرة أخري عن علاقتها بالملك، وتنتشر الفضيحة، فيهجرها فاروق، ثم يستدعيها ليسألها عن علاقتها بمصور خطبت له، ويتهمها بالحماقة لأنها تفضل الزواج من رجل تافه علي أن تكون خليلة للملك، وعادت "المياه إلي مجاريها" بينما كانت حرب فلسطين بين العرب وقائدهم الملك فاروق ملك مصر والسودان واليهود، الذين شاع أن "كاميليا" جاسوسة لهم، وقيل إنها "إستر" الجديدة، تقدم نفسها كنظيرتها البعيدة للملك حتي يرضي عن قومها. وحين وصل الأمر إلي اتهام صريح ومساع من السلطات المصرية للقبض علي كاميليا، قام فاروق بطرد أحد وزرائه من شاليه مملوك له للوزير في الإسكندرية لتختبئ فيه خليلته اليهودية المتهمة بالجاسوسية لصالح الصهاينة، فيما كان الجيش المصري يخوض الحرب ضد الصهاينة ويلقي الهزيمة علي أرض فلسطين عام 1948!
ولم يجد رئيس الوزراء "النقراشي" بدا من مواجهة الملك بحقيقة ما تهتف به الجماهير ضده في كل مكان، بل بحقيقة ما سمعه الملك بأذنه من شعبه الغاضب وهو يغادر سينما "مترو". قال "النقراشي" للملك: "لقد نما إلي علمي أن عددا من النساء اللاتي تلتقي بهن جاسوسات، وأن اليهود يحصلون علي معلومات منهن، كما علمت أن هناك علاقة حب بينك وبين فتاة يهودية". وأنكر الملك، ادعي أن علاقته ب"الفتاة اليهودية" انتهت، وقال إنه يلعب القمار مع اليهود ليأخذ أموالهم، كان كلاما فارغا، لم يؤد إلي نتيجة.
وبعد الانسحاب المهين للقوات المصرية من فلسطين طبقا لهدنة "رودس" 24 من فبراير 1949، وطلاق فاروق للملكة المحبوبة من الشعب "فريدة" بناء علي طلبها، وزواج الأميرة "فاطمة طوسون" التي كان "فاروق" يضعها علي لائحته ويخطط للزواج منها من الأمير البرازيلي "دوم جوان" وصل فاروق إلي حافة الانهيار. لكن لاحظ أولا أن الأميرة فاطمة سليلة أسرة "محمد علي" تزوجت رجلا مسيحيا، ورتبت للأمر بالسفر إلي أوروبا، وحين علم "فاروق" بالأمر واتصل بها وقد جن جنونه ليغريها بأنها ستكون "ملكة مصر" ويهددها بأنه سيجردها من لقبها وأملاكها، لم تبال بوعده ولا بوعيده، كانت صماء تماما، ومصممة علي إتمام زيجتها، وقد كان!
وفي نهاية صيف 1950 قرر فاروق أن يسافر إلي ديوفيل بفرنسا ليلتقي سرا بجاسوسته الحسناء "كاميليا"، ومن الإسكندرية سافر فاروق إلي "مارسيليا" التي لم تكن قد تعافت بعد من آثار الحرب العالمية الثانية، فكان طبيعيا أن تتصدر أخبار إسرافه المستفزة الصفحات الأولي، وفي ديوفيل خسر في انتظار كاميليا 55 ألف جنيه مصري (نحو مليوني جنيه بعملتنا الحالية) علي مائدة القمار في ليلة واحدة، وحسب الترتيب المتفق عليه كان علي "كاميليا" أن تسافر إلي سويسرا بالطائرة، وتستقل سيارة فاروق الخاصة التي أرسلها بسائقها من "جنيف" إلي "ديوفيل"، وفي اليوم المحدد للوصول اتصل سكرتير "مولانا الملك فاروق المعظم ملك مصر والسودان" بمليكه ليخبره أن الطائرة التي أقلعت بكاميليا لم تغادر مصر، فقد سقطت وتحطمت بالقرب من القاهرة، ومعها احترقت "كاميليا"، ومات كل ركابها، وكانوا 55 راكبا.
وهكذا انتهت مغامرة اليهودية الطموح، الجاسوسة الحسناء، نجمة الإغراء، ليليان كوهين، خليلة الملك المعروفة باسم الممثلة "كاميليا". انتهت المغامرة وأصبحت صاحبتها ربما ذكري غير طيبة، ربما تنهد الكثيرون ارتياحا، وربما كانت 'دومينيك فرانس بيكار' قد حاولت أن تنجح فيما لم تنجح فيه "ليليان"، وحين اكتشفت أن الأمير السابق، والملك تحت الوصاية السابق أيضا الذي تزوجته لن يصبح ملكا أبدا، وأن "السادات" رحل في حادث المنصة الشهير من دون أن يكرر مشروع "فرانكو"، وبالتالي فإن "أحمد فؤاد" لن يصبح "خوان كارلوس" فضلت الانسحاب متخلية عن بيتها، وزوجها، وأبنائها الثلاثة، قبل أن يقع بينهما الطلاق بعد ذلك في ولاية الرئيس "مبارك" وتعود إلي ديانتها الأولي كما تردد.
هذا من جانبها، أما جانب "أميرنا المحبوب" أحمد فؤاد فيبقي ملفوفا بالغموض الخالص، وليس هناك ما يفسر اختياره ل"دومينيك" لتصبح "فضيلة" من بين كل نساء أوروبا العرب والعجم.
ومازلنا نحاول إجابة السؤال عن علاقة أسرة "محمد علي" بالمسيحية، ولدينا الكثير مما تخفيه أوراق النشأة التي لا يعرفها أحد لرأس العائلة، الباشا الكبير، القادم من بلاد الألبان ولكنه ليس ألبانيا، لدينا الكثير مما تخفيه أوراق "محمد علي" وأوراق أبنائه، فانتظرون


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.