منافس الأهلي.. بورتو يسابق الزمن لضم فيجا قبل انطلاق مونديال الأندية    7 لاعبين مهددون بالرحيل عن ريال مدريد    أحمد الفيشاوي يثير الجدل مجددًا بظهوره ب«حلق» في أحدث إطلالة على إنستجرام    من مدريد إلى نيويورك..فى انتظار ولادة صعبة لحل الدولتين    باريس سان جيرمان ينهي عقدة تاريخية لأندية فرنسا أوروبيًا    بعد رحيله عن الأهلي.. هل طلب سامي قمصان ضم ميشيل يانكون لجهاز نادي زد؟    لاعبان سابقان.. الزمالك يفاضل بين ثلاثي الدوري لضم أحدهم (تفاصيل)    معاكسة فتاة ببنها تنتهى بجثة ومصاب والأمن يسيطر ويضبط المتهمين    متحدث الصحة: نضع خطة طوارئ متكاملة خلال إجازة العيد.. جاهزية كل المستشفيات    ديستربتيك: استثمرنا 65% من محفظتنا فى شركات ناشئة.. ونستعد لإطلاق صندوق جديد خلال عامين    مطالب برلمانية للحكومة بسرعة تقديم تعديل تشريعى على قانون مخالفات البناء    البلشي يرفض حبس الصحفيين في قضايا النشر: حماية التعبير لا تعني الإفلات من المحاسبة    القومي لحقوق الإنسان يكرم مسلسل ظلم المصطبة    الحبس والغرامة للمتهمين باقتطاع فيديوهات للإعلامية ريهام سعيد وإعادة نشرها    «سيبتك» أولى مفاجآت ألبوم حسام حبيب لصيف 2025    مدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية يستقبل وفدا من الصحة العالمية    رئيس النحالين العرب: 3 جهات رقابية تشرف على إنتاج عسل النحل المصري    وزير الصحة: تجاوزنا أزمة نقص الدواء باحتياطي 3 أشهر.. وحجم التوسع بالمستشفيات مش موجود في العالم    بحثًا عن الزمن المفقود فى غزة    مصطفى كامل وأنوشكا ونادية مصطفى وتامر عبد المنعم فى عزاء والد رئيس الأوبرا    20 صورة.. مستشار الرئيس السيسي يتفقد دير مارمينا في الإسكندرية    موعد أذان مغرب السبت 4 من ذي الحجة 2025.. وبعض الآداب عشر ذي الحجة    بعد نجاح مسابقته السنويَّة للقرآن الكريم| الأزهر يطلق «مسابقة السنَّة النبويَّة»    ماذا على الحاج إذا فعل محظورًا من محظورات الإحرام؟.. الدكتور يسري جبر يجيب    الهمص يتهم الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات بشكل ممنهج في قطاع غزة    الإخوان في فرنسا.. كيف تُؤسِّس الجماعة حياةً يوميةً إسلاميةً؟.. خطة لصبغ حياة المسلم فى مجالات بعيدة عن الشق الدينى    المجلس القومي لحقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل ظلم المصطبة    وزارة الزراعة تنفي ما تردد عن بيع المبنى القديم لمستثمر خليجي    برونو يحير جماهير مانشستر يونايتد برسالة غامضة    القاهرة الإخبارية: القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراقات في المواقع الدفاعية الأوكرانية    "أوبك+": 8 أعضاء سيرفعون إنتاج النفط في يوليو ب411 ألف برميل يوميا    قواعد تنسيق العام الجديد.. اعرف تفاصيل اختبارات القدرات    ما حكم بيع جزء من الأضحية؟    محافظ القليوبية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف وتطوير محور مصرف الحصة    ب حملة توقيعات.. «الصحفيين»: 5 توصيات ل تعديل المادة 12 من «تنظيم الصحافة والإعلام» (تفاصيل)    استعدادًا لعيد الأضحى| تفتيش نقاط الذبيح ومحال الجزارة بالإسماعيلية    محافظ أسيوط ووزير الموارد المائية والري يتفقدان قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية    تكشف خطورتها.. «الصحة العالمية» تدعو الحكومات إلى حظر جميع نكهات منتجات التبغ    وزير الخارجية يبحث مع عضو لجنة الخدمات العسكرية ب"الشيوخ الأمريكي" سبل دعم الشراكة الاستراتيجية    مصادرة 37 مكبر صوت من التكاتك المخالفة بحملة بشوارع السنبلاوين في الدقهلية    حظك اليوم السبت 31 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    لماذا سيرتدي إنتر القميص الثالث في نهائي دوري أبطال أوروبا؟    تفاصيل ما حدث في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنوفية    "حياة كريمة" تبدأ تنفيذ المسح الميداني في المناطق المتضررة بالإسكندرية    بدر عبد العاطى وزير الخارجية ل"صوت الأمة": مصر تعكف مصر على بذل جهود حثيثة بالشراكة مع قطر أمريكا لوقف الحرب في غزة    وزير التربية والتعليم يبحث مع منظمة "يونيسف" وضع خطط لتدريب المعلمين على المناهج المطورة وطرق التدريس    استخراج حجر بطارية ألعاب من مريء طفل ابتلعه أثناء اللعب.. صور    أفضل الأدعية المستجابة عند العواصف والرعد والأمطار    رئيس الإنجيلية يستهل جولته الرعوية بالمنيا بتنصيب القس ريموند سمعان    ماذا قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها عن أنشطة إيران؟    مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر    "نفرح بأولادك"..إلهام شاهين توجه رسالة ل أمينة خليل بعد حفل زفافها (صور)    قبل وقفة عرفة.. «اليوم السابع» يرصد تجهيزات مشعر عرفات "فيديو"    عمرو الدجوى يقدم بلاغا للنائب العام يتهم بنات عمته بالاستيلاء على أموال الأسرة    عيد الأضحى 2025.. محافظ الغربية يؤكد توافر السلع واستعداد المستشفيات لاستقبال العيد    سحب 700 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز.. ضبط 4 طن دقيق مدعم بالمحافظات    سويلم: الأهلي تسلم الدرع في الملعب وحسم اللقب انتهى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«رحيق الاستشهاد»..يوميات الأربعاء الدامى 14 أغسطس 2013

سوف‏ تظل‏ أحداث‏ الأربعاء‏ 14 أغسطس‏ 2013 علامة‏ فارقة‏ فى تاريخ‏ الأقباط‏ ومصدرًا‏ محوريًا فى كتابة‏ تاريخهم‏ المعاصر‏.. من‏ هذا‏ المنطلق‏ يأتى كتاب‏ نيافة‏ الأنبا‏ مكاريوس‏ الأسقف‏ العام‏ بالمنيا‏ رحيق‏ الاستشهاد‏ والذى قدم‏ فيه‏ توثيقا‏ دقيقا‏ لحرق‏ الكنائس‏ وخسائر‏ الأقباط‏ فى إطار‏ روحى عميق‏ يستلهم‏ خبرة‏ الأقباط‏ فى توقعهم‏ للموت، حيث‏ صار‏ الجميع‏ قاب‏ قوسين‏ أو‏ أدنى من‏ الاستشهاد‏ لا‏ سيما‏ بعد‏ ما‏ تأكد‏ لهم‏ أن‏ كل‏ المسيحيين‏ أصبحوا‏ مستهدفين‏.‏
الكتاب‏ قدم‏ له‏ قداسة‏ البابا‏ تواضروس‏ الثانى قائلا‏: هذه‏ صفحات‏ للتاريخ‏ نسجلها‏ ومازالت‏ الأحداث‏ الدامية‏ ماثلة‏ أمامنا‏ كوطن‏ وككنيسة‏ وكمجتمع، نسجلها‏ بصدق‏ شهادة‏ لكل‏ العالم‏ وكيف‏ قدم‏ أقباط‏ مصر‏ صورة‏ مضيئة‏ عن‏ معانى الوطنية‏ والأخوة‏ والمواطنة‏ وكيف‏ طبقوا‏ الوصية‏ المسيحية‏ بصورة‏ أذهلت‏ العالم‏ والمصريين‏ إننا‏ نحبكم‏ أيها‏ المعتدون‏... ونسامحكم‏... ونغفر‏ لكم‏... ونصلى من‏ أجلكم‏ وسلامة‏ حياتكم‏... مبارك‏ شعبى مصر‏.‏
الكتاب‏ يعرض‏ بدقة‏ متناهية‏ أحداث‏ يوم‏ الأربعاء‏ الدامى 14 أغسطس 2013 يوم‏ تعرضت‏ كنائس‏ المسيحيين‏ ومؤسساتهم‏ وممتلكاتهم‏ لهجمة‏ شرسة‏ وكانت‏ قد‏ سبقت‏ تلك‏ الاعتداءات‏ تهديدات‏ لجميع‏ الأقباط‏ فى طول‏ البلاد‏ وعرضها، سواء‏ من‏ أعلى المنصات‏ -‏كما‏ تؤكد‏ مقاطع‏ الفيديو‏- أو‏ من‏ خلال‏ المنشورات‏ التى وزعت‏ وفيها‏ تهديد‏ صريح‏ باستهداف‏ كل‏ من‏ الأقباط‏ والمؤسسة‏ العسكرية‏ وقوات‏ الجيش، أو‏ من‏ خلال‏ بعض‏ الخطب‏ التحريضية‏ فى بعض‏ المساجد، وقد‏ قامت‏ الكنيسة‏ فى أكثر‏ من‏ مكان‏ بنقل‏ هذه‏ التخوفات‏ إلى المسئولين‏.‏
وفى صباح‏ ذلك‏ اليوم‏ وبالتزامن‏ مع‏ فض‏ الاعتصامات‏ فى محيط‏ ميدانى رابعة‏ العدوية‏ ونهضة‏ مصر، بدأ‏ تنفيذ‏ ما‏ يؤكد‏ أنه‏ خطة‏ موضوعة‏ رهن‏ الإشارة، فقد‏ تم‏ الاعتداء‏ على عدد‏ كبير‏ من‏ الكنائس‏ من‏ كل‏ الطوائف‏ المسيحية‏ ومؤسساتها، وكذلك‏ الكثير‏ من‏ ممتلكات‏ الأقباط‏ ما‏ بين‏ المنازل‏ والمتاجر‏ والسيارات‏ وتم‏ الاعتداء‏ فى جميع‏ الأماكن‏ بنفس‏ الطريقة‏ مما‏ يؤكد‏ وجود‏ خطة‏ مسبقة‏.‏
وقدم‏ الكتاب‏ توثيقا‏ شاملا‏ لكل‏ الاعتداءات‏ ثم‏ تضمن‏ مجموعة‏ رائعة‏ من‏ التأملات‏ الروحية‏ البديعة‏. وكيفية‏ التعامل‏ مع‏ ذكرى هذا‏ اليوم‏.‏
يوم‏ عيد
وقد‏ أطلقت‏ إيبراشية المنيا‏ مبادرة‏ تحويل‏ اليوم‏ الذى تمت‏ فيه‏ الاعتداءات‏ إلى عيد‏ قبطى يحمل‏ معنى الفرح‏ والفخر‏ والشهادة‏ للمسيح‏... ويقول‏ الأنبا‏ مكاريوس‏ تلقينا‏ العشرات‏ من‏ الاقتراحات‏ بخصوص‏ اسم‏ لهذا‏ العيد، مثل‏: رحيق‏ الاستشهاد، التقدمة، الكنيسة‏ مجمرة‏ بخور‏ من‏ أجل‏ الوطن، نيروز‏ جديد، نيروز‏ صغير، عيد‏ النصرة، الابن‏ الضال، ذبيحة‏ حب، حصاد‏ البركات، ذبيحة‏ المسيح، الكنيسة‏ المنتصرة، عيد‏ الحصاد، عيد‏ القرابين‏ المقدسة، عيد‏ الوطنية‏ القبطية، ضريبة‏ وطنية‏ الأقباط، عيد‏ الكنيسة‏ القبطية‏ المصرية‏... وغيرها‏.‏
تعليقات‏ الأطفال
طرحنا‏ على الأطفال‏ سؤالا‏ عن‏ رأيهم‏ فيما‏ حدث، ووصلتنا‏ ردود‏ كثيرة، اخترنا‏ منها‏ الآتي‏:‏
* ميرا‏ نصرى (‏الصف‏ السادس‏ الابتدائى‏): ربنا‏ بيختبر‏ إيمان‏ أولاده‏ إن‏ كانوا‏ هايتحملوا‏ الضيق‏ ولا‏ لا‏.‏
* مينا‏ ميلاد‏ (‏الصف‏ الثانى الابتدائي‏): إحنا‏ مش‏ هانزعل‏ وهانصلى مهما‏ حصل‏.‏
* ليزا‏ صموئيل‏ (‏أولى ابتدائى): إحنا‏ كنا‏ زمان‏ بنستهتر‏ بالكنيسة‏ وبنلعب‏ فيها‏ ونرمى فيها‏ ورق‏ لكن‏ دلوقتى بنصلى فى الحوش‏... إحنا‏ اتعلمنا‏ إزاى نحترم‏ بيت‏ ربنا، بعد‏ ما‏ اتحرق‏ عرفنا‏ قيمته‏.‏
* يوساب‏ رضا‏ (‏رابعة‏ ابتدائي‏): ربنا‏ قال‏ لنا‏ قبل‏ كدة‏ إن‏ فى العالم‏ هايكون‏ ضيق، دة‏ مش‏ جديد‏ علينا‏.‏
* عبد‏ المسيح‏ جرجس‏ (‏سنة‏ سادسة‏): على فكرة‏ إللى حصل‏ معانا‏ دلوقتى زى اللى حصل‏ للشهداء‏ زمان، لكن‏ ربنا‏ ماسابهومش‏.‏
* رد‏ فعل‏ غريب‏ لطفل‏: هما‏ لو‏ حرقوا‏ كنايسنا‏ إحنا‏ هنحرق‏ جوامعهم، ولو‏ حرقوا‏ مصر‏ هاندمر‏ لهم‏ الكوكب، وبعد‏ مدارس‏ الأحد‏ سألناه‏: هانعمل‏ معاهم‏ إيه؟‏ قال‏: هاسامحهم‏ زى ما‏ بابا‏ يسوع‏ سامح‏ الناس‏ إللى أهانوه‏ وضايقوه‏.‏
* صوت‏ العقل، مريم‏ منتصر‏ (‏سادسة‏ ابتدائى‏): عندما‏ كنت‏ أذهب‏ إلى كنيسة‏ قبل‏ احتراقها‏ كنت‏ أشعر‏ بفخامة‏ المبانى وديكوراتها، وكنت‏ أقضى وقتا‏ صغيرا‏ للصلاة، لكن‏ بعد‏ احتراقها‏ لا‏ يهمنى المباني، فإن‏ قلبى مشتاق‏ جدا‏ للصلاة‏ وإلى ربنا‏.‏
* مارتينا‏ رومانى (‏رابعة‏ ابتدائى‏): ربنا‏ هايتكلم‏ وهايخلى كنيسته‏ دى كاتدرائية‏ إحنا‏ عارفين‏ أن‏ الأمير‏ تادرس‏ مش‏ ساكت‏ وهايخلى كنيسته‏ أحلى وأحلي‏.‏
* العذراء‏ مسرة‏ (‏ثالثة‏ ابتدائى): أنا‏ بستغرب‏ من‏ الناس‏ إللى خايفة‏ من‏ الموت، ما‏ كده‏ كده‏ هنموت‏ لأننا‏ هنروح‏ السماء‏... فما‏ حدث‏ مع‏ التلاميذ‏ هو‏ نفسه‏ ما‏ يحدث‏ معنا‏.‏
ومن‏ التأملات‏ اليومية‏ التى كتبها‏ الأنبا‏ مكاريوس‏ أثناء‏ الأحداث‏ نختار‏:‏
قبلتم‏ سلب‏ أموالكم‏ بفرح
لأنكم‏ رثيتم‏ لقيودى أيضا‏ وقبلتم‏ سلب‏ أموالكم‏ بفرح، عالمين‏ أن‏ لكم‏ مالا‏ أفضل‏ فى السماوات‏ وباقيا‏ (‏عبرانيين‏10:34). يشير‏ القديس‏ بولس‏ إلى الذين‏ تحملوا‏ الكثير‏ من‏ الآلام‏ مثل‏ الطرد‏ من‏ الوظائف‏ والحرمان‏ من‏ الامتيازات‏ ومصادرة‏ الأموال‏ وغيرها‏ من‏ ألوان‏ الهوان‏.‏
والسلب‏ المقصود‏ هنا‏ بحسب‏ ما‏ قصدته‏ اللغة‏ هو‏ عمليات‏ السطو‏ والنهب‏ الواضح‏ والتدمير، فقد‏ كان‏ الاستيلاء‏ على ممتلكات‏ المسيحيين‏ يتم‏ جهارًا، ولكنهم‏ قبلوا‏ ذلك‏ بفرح‏ لأنه‏ من‏ أجل‏ الله، لقد‏ أدركوا‏ أنهم‏ وإن‏ خسروا‏ هذه‏ الأملاك‏ التافهة، فلهم‏ فى السماء‏ كنز‏ لا‏ يسرق‏: عالمين‏ فى أنفسكم‏ إن‏ لكم‏ مالا‏ أفضل‏ فى السماوات‏ وباقيا‏.‏
والمقصود‏ بعالمين‏ فى أنفسكم‏ إنكم‏ اقتنيتم‏ أنفسكم‏ هو‏ الأهم‏ من‏ الأموال، أن‏ يخسر‏ إنسان‏ كل‏ ما‏ حوله‏ لأجل‏ المسيح‏ ولكى يربح‏ نفسه‏ من‏ يهلك‏ نفسه‏ من‏ أجلى يجدها‏ (‏متي‏16:25), حتى لو‏ خسر‏ الإنسان‏ ثيابه، بل‏ وإن‏ ضرب‏ فى جسده‏ وتعذب‏ وقتل‏ هذا‏ الجسد، وخسر‏ اسمه‏ وشهرته‏ ومكانته‏ وكرامته، فإن‏ روحه‏ أغلى وأبقى بصبركم‏ اقتنوا‏ أنفسكم‏ (‏لو‏21:19).‏
إن‏ قبول‏ سلب‏ الأموال‏ بفرح‏ هو‏ تعامل‏ أرقى مع‏ الأمر، فهو‏ ليس‏ مجرد‏ احتمالا‏ للخسارة‏ أو‏ استسلاما‏ للظلم‏ بسبب‏ العجز، كلا‏ وإنما‏ بقلب‏ راض‏ وفرح، مقدمين‏ شهادة‏ بذلك‏ للمسيح، فإن‏ الاستشهاد‏ ليس‏ فقط‏ بسفك‏ الدم، ولكن‏ أيضا‏ باحتمال‏ إساءات‏ الآخرين، وعلى قدر‏ تعلق‏ قلوبنا‏ بمحبة‏ الله‏ نستهين‏ بالماديات، فلا‏ تنزعج‏ إن‏ اغتصبها‏ منك‏ أحد‏ أو‏ طمع‏ فيها‏. لقد‏ تعرى المسيح‏ لأجلنا، ننظر‏ إليه‏ وهو‏ معلقا‏ على الصليب‏ فنخجل‏ أمام‏ حبه، ونستخف‏ بالتالى بكل‏ ما‏ يشغلنا‏ عنه‏ من‏ أمور‏ العالم‏.‏
لقد‏ كان‏ جنود‏ الرومان‏ يقتسمون‏ ثياب‏ المسيح‏ بينهم‏ بينما‏ يتجرع‏ هو‏ أشد‏ الآلام، نقول‏ ذلك‏ لكل‏ من‏ رأى كنيسته‏ تهدم‏ وتحرق‏ بالنار، وتباع‏ محتوياتها‏ علنا‏ بأبخس‏ الأثمان‏: خسرت‏ كل‏ الأشياء، وأنا‏ أحسبها‏ نفاية‏ لكى أربح‏ المسيح‏ (‏فيلبى 3:8).‏
المعترفون‏ الأقباط
المعترف‏ فى ضمير‏ الكنيسة‏ هو‏ الشهيد‏ الحي‏. والفرق‏ بين‏ الشهيد‏ والمعترف‏ إن‏ الاثنين‏ عذبا‏ جسد‏ تحمل‏ العذاب‏ بينما‏ الجسد‏ الآخر‏ لم‏ يتحمل‏ ففارق‏ الحياة‏.. لدينا‏ فى المنيا‏ مثل‏ الكثير‏ من‏ الأماكن‏. شهيد‏ وعدد‏ كبير‏ من‏ المعترفين‏. وقد‏ تعذبوا‏ أو‏ قتلوا‏ ليس‏ لشىء‏ سوى أنهم‏ مسيحيون‏ وأحاول‏ أن‏ أذكر‏ هنا‏ بين‏ آن‏ وآخر‏ قصة‏ من‏ قصص‏ الشهادة‏ للمسيح‏ وسط‏ الأحداث‏ الدامية‏ التى تعرضنا‏ لها‏ فى المنيا‏ وأبو‏ قرقاص‏.‏
وهذه‏ قصة‏ تعد‏ من‏ المعترفين
تعرض‏ منزل‏ (‏ك‏.‏ي‏) وكذلك‏ المتجر‏ الخاص‏ بأسرتها‏ لاعتداء‏ وحشى بداء‏ من‏ النهب‏ إلى التحطيم‏ إلى إشعال‏ النيران‏ وشبت‏ النار‏ فى المنزل‏ والمتجر‏ وهرع‏ سكان‏ البيت‏ إلى الخارج‏ ولم‏ يكن‏ سوى مخرج‏ الباب‏ الرئيسى للمنزل‏ حيث‏ تجمهر‏ عدد‏ كبير‏ من‏ المعتدين‏ بأنواع‏ متعددة‏ من‏ الأسلحة‏ وما‏ أن‏ رآهم‏ حتى هجموا‏ عليهم‏ ونزعوا‏ منهم‏ ما‏ كانوا‏ يحملون‏ فى أيديهم‏ ثم‏ اختطفوا‏ تلك‏ السيدة‏ مع‏ طفلها‏ وهددوها‏ بقتله‏ غير‏ أن‏ الطفل‏ وصل‏ إلى أسرته‏ بأعجوبة‏ ولا‏ يعرف‏ لا‏ الطفل‏ ولا‏ أهله‏ كيف‏ عاد‏ سالما‏.‏
أما‏ هى فقد‏ نزعوا‏ خاتمها‏ وأقراطها‏ وقاموا‏ بتقطيع‏ شعرها‏ بطريقة‏ وحشية‏ وأشبعوها‏ لطما‏ بقسوة‏ على وجهها‏... ونزعوا‏ حذاءها‏ وأجبروها‏ على السير‏ فوق‏ قطع‏ الزجاج‏ المكسر‏ حتى دميت‏ قدماها‏ مما‏ أثر‏ على أعصاب‏ بطن‏ القدمين‏ وبعد‏ ذلك‏ حملوها‏ عنوة‏ إلى مكان‏ مهجور‏ بقصر‏ الاعتداء‏ عليها‏ وظلت تقاوم‏ وحشيتهم‏ بل‏ طلبت‏ منهم‏ أن‏ يقتلوها‏ عوضا‏ عن‏ الإساءة‏ إليها‏ ولكن‏ الله‏ أرسل‏ أناسا‏ لينقذوها‏ بأعجوبة‏ من‏ بين‏ أيديهم‏ ويحملوها‏ بعيدًا‏ بينما‏ المعتدون‏ يتبعونهم‏ أملا‏ فى استعادتها‏ من‏ جديد‏.‏
عندما‏ تكلمت‏ معها‏ وجدتها‏ فخورة‏ تشعر‏ بالتعزية‏ وقالت‏ إنها‏ تألمت‏ لكونها‏ مسيحية‏ وأنا‏ سعيدة‏ لذلك‏ وكانت‏ تشكر‏ الله‏ الذى أنقذ‏ ابنها‏ وأنقذ‏ عفتها‏ وحياتها‏ وترى إن‏ الله‏ وهب‏ لها‏ عمر‏ جديدا‏ لتحياه‏ بقداسة‏ أكثر‏.
فطوبتها‏ لأنها‏ استحقت‏ أن‏ تجوز‏ هذه‏ المحنة‏ وتنال‏ هذه‏ الكرامة‏.‏
طوباكم‏ إذا‏ أبغضكم‏ الناس‏ وإذا‏ أفرزوكم‏ وعيروكم‏ وأخرجوا‏ اسمكم‏ كشرير‏ من‏ أجل‏ ابن‏ الإنسان‏ (‏لوقا‏6:22).‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.