«رمضان» يهزم الغلاء والظلام والعطش ونقص البنزين ببنى سويف

رغم موجة الغلاء وأزمات نقص الوقود وانقطاع الكهرباء والمياه التى تحاصر بنى سويف ظهرت الفرحة على وجوه الاهالى استبشارا بقدوم شهر رمضان المعظم.
الاطفال انهمكوا فى اقامة الزينات بالشوارع والازقة وتبارت المحال التجارية فى عرض الفوانيس وازدحمت الشوارع بالمواطنين الذين يسعون لتوفير كميات اضافية من السلع والمواد الغذائية وعلى رأسها الياميش رغم ارتفاع اسعاره الى ارقام فلكية الامر الذى جعل الكثيرين يقدمون على شراء البلح بديلا عن الياميش فيما انتشرت افران الكنافة والقطايف الموروث الشعبى الاشهر للشهر الفضيل ونشط اصحاب المقاهى لتجهيز القعدات الليلية الجميلة
يقول محمد جمال امام مسجد: ينتظر المسلمون فى جميع بقاع الأرض شهر رمضان المبارك ويشتاقون إليه اشتياقاً عجيبا لا يوجد فى أى دين آخر فيبدأ المسلمون استعدادهم للشهر الكريم منذ شهر شعبان الذى كان يصومه النبى صلى الله عليه وسلم جلَه ويعود اهتمام المسلمين بقدوم شهر رمضان لأنه يعظم فيه الأجر وتفتح فيه أبواب الخير لكل راغب وهو شهر الخير والبركات وشهر التقوى والصلاح وشهر الصوم والصلاة وقراءة القرآن ويسعد فيه المسلمون حيث يضفى الفرحة على جميع البيوت والأفراد ويتساوى فى ذلك المسلمون كافة فى مشارق الأرض ومغاربها على اختلاف أجناسهم وألوانهم وعلى مر السنين مظاهر شتى لاستقبال شهر رمضان مثل رؤية الهلال والموائد الرمضانية التى يقيمها الأغنياء وأهل الخير لإطعام الفقراء والمسحراتى ومدفع الإفطار إلى غير ذلك من مظاهر الحفاوة بشهر الصيام
طالب سامى عبد الراضى موظف الاهلى بالاستعانة بالصبر والصلاة للتغلب على الاوضاع الاقتصادية والازمات التى تحاصر المحافظة كنقص الوقود وانقطاع الكهرباء والمياة على المواطنين مؤكدا ان بركة رمضان ستهزم الغلاء والظلام والعطش ونقص البنزين
وبفرحة تضيف زينب محمد: رمضان شهر الخير ننسى فيه العداوة ونفرح الصغار وعن نفسى اشتريت الفوانيس لأولادى وسوف اصطحبهم لأداء صلاة القيام وهنقرأ صفحتين من المصحف يوميا وفى اخر الشهر هعمل لهم الكعك وهوزع على أهلى وجيرانى.
يشير حسين محمود موظف الى حديث رسول الله صلى الله عليه سلم ( للصائم دعوة عند الله لا ترد) مطالبا المسلمين فى مصر ان يرفعوا أكفهم إلى الله بالدعاء بأن يحمى بلادهم من شرور الفتنة التى لن تبقى ولن تذر وان يحقن دماء المصريين التى اصبحت رخيصة.
أما لأطفال بنى سويف حكاية أخرى فهؤلاءالأطفال يخرجون ليلة رؤية هلال رمضان إلى الطرقات سواء مع أقرانهم من الأطفال أو إلى جانب أفراد عائلتهم مرتدين أحلى ما عندهم من ثياب وحاملين الأعلام والفوانيس الرمضانية يغنون الأناشيد والأهازيج الخاصة بهذا الشهر الكريم فى فرحة جماعية عارمة.
ويؤكد تجار البقالة ببنى سويف أن ارتفاع أسعار ياميش رمضان هذا العام أجبرت المواطن البسيط على الاستغناء عنه وجعله للفرجة فقط فالياميش وأغلب مستلزمات الشهر الكريم لايقدر حاليا على شرائها سوى الاغنياء فقط ورغم قلة المعروض من الياميش الا ان ارتفاع الاسعار عن الموسم الماضى والأحداث الجارية التى شهدتها البلاد وقفت عائقا امام البسطاء للاستمتاع بأنواع وتشكيلات الياميش والاكتفاء بالبلح.
يلفت عبد العظيم عويس إلى أن أسعار الياميش ومستلزمات شهر رمضان شهدت زيادة فى الاسعار هذا الموسم عن المواسم السابقة والسوق يشهد حالة من الركود بسبب الحالة الاقتصادية السيئة التى يعانى منها المواطنون حيث بالكاد يجد المواطن قوت يومه وخير دليل على هذا قلة الياميش المعروض بالأسواق عن كل عام بالمقارنة بالأعوام الماضية.
وعن ليلة استطلاع هلال رمضان يقول جمال شوقى مدرس كلنا يوم الرؤية امام التليفزيون منتظرين فضيلة المفتى علشان نعرف هنجيب السحور أمتى بيبقى يوم تاريخى بالنسبة لكل مسلم طبعا بعد طول انتظار والكل مجهز الياميش والفوانيس كلها جاهزة وكله تمام بعد ما يقول فضيلة المفتى
وتكمل زوجته عواطف ما ان يعلن المفتى الصيام الكل فرحان علشان هنصوم واغنية رمضان جانا تطربنا ونبدأ الاستعداد لتجهيز السحور الناس على مطاعم الفول وعربات الفول بالطابور وبجانب الفول الزبادى لأنه يساعد على الهضم ومحدش بينام الا بعد صلاة الفجر.
يكمل الحاج عجمى صالح انه يحرص فى اول ايام رمضان على جمع اولاده وأخوته واحفاده لتناول طعام الافطار جماعة وبنعمل كل حاجة بيحبوها وتضحك زوجته مفيدة اه اللى عايز محشى واللى عايز بط وطبعا السلطة والشوربة والحلو كنافة وقطايف ربنا ما يقطع لنا عادة.
وعندما يحين وقت الإفطار تسمع صوت المدفع وبعد ذلك سكون تام فى الشوارع لمدة ساعة تقريبا كل فى بيته والعمال والمسافرون وغيرهم على موائد الرحمن يتجه بعدها المئات لأداء التراويح.
يشدد عبد الرحمن عبد الحافظ على أنه على الرغم من ارتباط شهر رمضان بالأمة الإسلامية كلها إلا أنه فى مصر يختلف عن باقى البلاد فهو فى أى مكان آخر شهر الصيام وليس له مظاهر وملامح قوية كما فى مصر ففى مصر تعلق الزينات فى الشوارع والميادين وتنتشر الفوانيس وتتزاور الناس حتى نوعية الطعام تختلف وتكون هناك حلويات خاصة به مثل الكنافة والقطايف والخشاف وقمر الدين.
وهناك أيضا المسحراتى ومدفع الإفطار وأذان المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت فعلا فى مصر رمضان شهر غير كل الشهور يارب يجعله شهرا كريما وسعيدا علينا جميعا وتقبل منا صيامنا وقيامنا وركوعنا وسجودنا.
من جانبه وجه المستشار مجدى البتيتى محافظ بنى سويف الأجهزة التنفيذية بضرورة رفع درجة الاستعداد القصوى بمختلف المديريات الخدمية لاستقبال شهر رمضان الكريم كما وجه مسئولى شركة مياه الشرب لوضع الحلول الفورية فى حالة حدوث أى مشاكل لانقطاع المياه بمختلف مدن المحافظة من خلال عمل نوبتجيات على مدار 24 ساعة ورفع درجة الاستعداد بمرفق ومرشحات المياه وكذا محطات الصرف الصحى.
وطالب البتيتى مسئولى الكهرباء بتكثيف النوبتجيات لتأمين التيار الكهربائى ومراعاة الترشيد لضمان انتظام التيار الكهربائى بالشكل المطلوب كما شدد المحافظ على تكثيف الحملات المرورية خلال أوقات الذروة وقبل وقت الإفطار لتسهيل وسيولة الحركة المرورية بجانب السيطرة على مواقف نقل الركاب لعدم حدوث أى اختناقات أو تكدس مرورى.
وقال شعبان عبد العال وكيل وزارة التموين ببنى سويف إن مديرية التموين توفر جميع السلع الغذائية وكميات كبيرة من اللحوم الإضافية إضافة إلى توفيرها كميات كافية من الفراخ واللحوم المجمدة والبلح مشير الى أنه سيتم تغيير مواعيد عمل المخابز ليتناسب مع وجبات الفطور والسحور.
وشدد سنعمل على متابعة الأسواق خلال شهر رمضان لمتابعة السلع والأسعار وحركة الدقيق بالمخابز على مستوى المحافظة.