في تطور مهم للمواجهة بين الثوار الليبيين ونظام العقيد معمر القذافي سقطت مدينة أجدابيا الاستراتيجية شرق ليبيا صباح أمس في أيدي المتمردين،وقد أخليت المواقع الدفاعية لأنصار القذافي علي المدخل الشرقي للمدينة التي استهدفتها أمس الاول عمليات قصف جوي لم يبق فيها سوي دبابات متفحمة. كما تعرضت مدينة مصراتة الواقعة علي بعد 200كم شرق طرابلس لقصف عنيف مساء أمس الاول نفذته كتائب القذافي. وأشارت الأنباء إلي أن القصف الاعمي بالمدفعية يتواصل منذ مساء الخميس الماضي وأنهم يقصفون كل شيء في مصراته ثالث كبري مدن البلاد والتي يسيطر عليها الثوار ولكن قوات القذافي تطوقها. وذكرت الانباء أن «اما وأولادها الاربعة قتلوا» ولفتت إلي أن السكان يلازمون المنزل ولا يجرؤون علي الخروج مضيفا: ليس هناك كهرباء ولا ماء وكل شيء أبدا ينقص في المدينة. في غضون ذلك أفاد التليفزيون الرسمي الليبي أن الائتلاف الدولي شن غارات مساء أمس الاول علي مدينة زليطن علي بعد 160كم شرق العاصمة وعلي منطقة الوطية «غرب». وأشار التليفزيون إلي أن مواقع عدة مدنية وعسكرية تعرضت مساء أمس الاول لقصف من دون توضيح الاهداف التي تمت اصابتها وتقع مدينة زليطن الساحلية علي بعد 50كم غرب مدينة مصراتة. وأضاف تليفزيون الجماهيرية أن منطقة الوطية الواقعة جنوب غرب طرابلس والتي تأوي قاعدة عسكرية، اصيبت بصواريخ بعيدة المدي أطلقها الائتلاف. كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شاهد عيان أنه سمع دوي ثلاثة انفجارات عنيفة في منطقة تاجوراء شرق طرابلس، موضحا أن النيران اشتعلت في موقع عسكري، وقال الشاهد الذي يبعد منزله 300متر عن الهدف الذي اصيب أن ثلاثة انفجارات متتالية هزت الحي وتحطمت بعض الواجهات الزجاجية، وأضاف أن الغارة استهدفت موقعا عسكريا للرادارات ولاتزال النيران مشتعلة فيه. يأتي ذلك فيما ذكرت صحيفة واشنطن بوست أمس أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يدرسون امكانية تسليح المعارضة الليبية. وقالت الصحيفة نقلا عن مسئولين أمريكيين وأوروبيين لم تكشف اسماءهم إن إدارة الرئيس باراك أوباما يري أن الأممالمتحدة التي سمحت بالتدخل الدولي ضد ليبيا تتمتع «بالليونة» الكافية للسماح بهذه المساعدة. وصرح السفير الامريكي في طرابلس جين كرتيز الذي عاد أخيرا إلي بلده أن مسئولي الادارة يجرون مشاورات حول كل الخيارات المتعلقة بمساعدة ممكنة يمكننا تقديمها بشكل أسلحة قاتلة وغير قاتلة. وقالت الصحيفة: إنه لم يتخذ أي قرار في هذا الشأن بعد، وأضافت أن فرنسا أكدت تأييدها لتدريب وتسليح المتمردين. ومن جانبه أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس أن المهمة الدولية في ليبيا واضحة ومحددة الأهداف وفي طريقها إلي النجاح وأنها حالت دون سقوط عدد لا يحصي من الأبرياء في «حمام دم» كان يتوعد به القذافي. كما قال نيك كليج نائب رئيس الوزراء البريطاني إن الغرب لا يمكن أن يكون واثقا من نتيجة تدخله العسكري في ليبيا ولكن عدم فعل شيء لم يكن خيارا. وقال كليج ل«رويترز» إن الخطر مبرر وإن الوقوف بلا حراك في الوقت الذي كانت فيه قوات القذافي تقتل المدنيين الليبيين كان سيسبب غضبا عاما في بريطانيا. وأضاف يجب ألا يعتقد أحد أن بوسعك القيام بمهمة كهذه وأن تكون واثقا بنسبة 100% بشأن ما الذي ستسفر عنه. مؤكدا هناك أخطار.. الوضع سيكون غير مرتب.. ستكون هناك عواقب غير مقصودة وعلي الناس أن يتقبلوا أنه يوجد دائما قدر من الغموض في مثل هذه الانواع من المهام. ولم يوضح كليج ما هي هذه العواقب غير المقصودة ولكن منتقدين اتهموا التحالف الغربي بالقيام بعملية عسكرية دون وضوح بشأن أهدافها قائلين إن هناك خطرا بالتورط في حرب أهلية طويلة، وأعرب بعض المحللين أيضا عن قلقهم بشأن عدم معرفة شيء يذكر عن المقاومين. في الوقت نفسه أكد السفير الأمريكي في ليبيا جين كريتز أمس الاول أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي للمعارض «بدأ بداية جيدة» مضيفا أن واشنطن تدرس امكانية الاعتراف به. وأضاف كريتز أن المعارضة انطلقت في بداية جيدة قولا وفعلا مشيدا بالوثيقة التي أصدرها المجلس وأيد فيها حقوق الانسان والمرأة، مؤكدا «هذه وثيقة جيدة جدا» وتابع أنه لايزال يتعين حل عدد من المسائل القانونية بشأن ما إذا كانت واشنطن ستعترف بالمجلس الوطني، إلا أنه قال نحن ندرس مسألة الاعتراف وذكر كريتز أن المجلس الوطني الانتقالي ومقره في بنغازي شرق ليبيا قام بتشكيل مجموعات صغيرة في المدن التي حررت من قبضة القذافي. وقال: وبعد ذلك قامت «المجموعات» انطلاقا من حركة شعبية بانتخاب ممثليها في المجلس الرئيسي، وهو الذي يطلق علي نفسه الآن اسم المجلس الوطني الانتقالي. في المقابل كشفت مصادر ليبية رسمية عن مساع سرية يقوم بها مسئولون في نظام القذافي، في محاولة للبحث عن مخرج من الأزمة الراهنة والحيلولة دون سقوط النظام. وأكدت المصادر التي طلبت عدم كشف النقاب عن هويتها في تصريحات صحفية أمس إن القذافي يعول كثيرا علي الاستعانة بجهود بعض الشخصيات الغربية، التي ارتبط بعلاقات صداقة معها علي مدي عقود، لإقناع المجتمع الدولي بوقف الضربات الجوية والانتقال إلي البحث عن حل تفاوضي. وأعلن الاتحاد الإفريقي في بيان أمس أنه يريد لقاء ممثلي التمرد الليبي في أسرع وقت لمناقشة خارطة طريق أعدها لإنهاء الأزمة في ليبيا. قال البيان إن لجنة الاتحاد الإفريقي حول ليبيا اجتمعت أمس الأول في أديس أبابا لإجراء مشاورات حول «خارطة الطريق» التي أعدتها وأجرت حوارًا في هذه المناسبة مع وفد من الحكومة الليبية. خلال هذا الاجتماع أعرب مندوبو الزعيم الليبي العقيد القذافي عن استعدادهم «لتطبيق» خطة الاتحاد للسلام التي تقترح وقفًا فوريا للمعارك وبدء حوار بين الليبيين يسبق عملية «الانتقال» الديمقراطي.