في تطورات مهمة يتسارع العمل علي الصعيد الدولي لمواجهة قوات الزعيم الليبي معمر القذافي التي يبدو أنها لم تخضع للمطالبات الدولية بوقف استهداف المدنيين ووقف القتال ضد الثوار الليبيين وتوقع المندوب الفرنسي لدي الأممالمتحدة جيرار أروان أن تتدخل فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة عسكريا في ليبيا بعد اختتام الاجتماع الطارئ الذي عقد في باريس أمس ببضع ساعات. وشارك في الاجتماع ممثلون عن الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي بالإضافة إلي السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون وقال المندوب الفرنسي إن الاجتماع يعد بمثابة الإنذار الأخير لليبيا، ونوقش خلاله احتمال تحرك عسكري ضد ليبيا. ومن جانبها قالت مندوبة الولاياتالمتحدة لدي الأممالمتحدة سوزان رايس إن تصرفات معمر القذافي تشكل خرقا لمشروع القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي ويقضي بوجوب إعلان وقف إطلاق النار في ليبيا فورا ولمحت رايس إلي الإنذار الذي حدده الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء أمس الأول الذي أكد فيه ضرورة أن يعلن القذافي وفقًا لإطلاق النار. وكشفت صحفية «ديلي تليجراف» البريطانية عن أن بريطانيا والولاياتالمتحدةالأمريكيةوفرنسا ودولا غربية أخري حذرت الزعيم الليبي معمر القذافي من أنه سيواجه إجراء عسكريا «إذا لم يسلم المناطق الليبية ويرحل الان، أو هذا الأسبوع». وذكرت صحيفة «ديلي تليجراف البريطانية أمس» أن طائرات بريطانية تستعد للمشاركة في غارات لقصف الدبابات والأهداف الحربية الأخري في ليبيا، عقب إصدار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأمريكي باراك أوباما الليلة قبل الماضية بيان تحذير للقذافي. كما حذر أوباما القذافي من أنه يتعين عليه أن يسحب قواته من المناطق التي يسيطر عليها الثوار بما في ذلك «مصراتة» و«الزاوية».. وطالب النظام الليبي بوقف زحفه فورا علي معقل الثوار في «بنغازي». وقال رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون: إن بلاده لن تتهاون في تهديد ليبيا للحدود الأوروبية.. لافتا إلي مخاوف من أن القذافي قد يدعم العمليات الإرهابية في هذه الدول. ومن جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن النتيجة النهائية لإجراء دولي ضد ليبيا ستكون مغادرة القذافي منصبه. في المقابل حذر القذافي في رسائل إلي الرئيسين الأمريكي والفرنسي باراك أوباما ونيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من أنهم سيندمون إذا تدخلوا في ليبيا. وقال القذافي إن «ليبيا ليست لكم ليبيا لليبيين (..) ليس لكم حق التدخل في شئوننا الداخلية». وأضاف الزعيم الليبي: «ستندمون إذا تدخلتم في بلادنا». ومن جانبها ذكرت مجلة «فوكس» الألمانية أن هناك وحدات عسكرية بريطانية موجودة منذ أسابيع في ليبيا للاستعداد لمهام قتالية. وذكرت المجلة في عددها المقرر صدوره غدًا الاثنين استنادا إلي مصادر أمن ألمانية أن تلك الوحدات الخاصة من شأنها استطلاع أهداف استراتيجية مثل القواعد الجوية ومراكز الدفاع الجوي ومراكز الاتصالات وتحديدها من أجل قصفها. ووفقا لبيانات المجلة، تنتمي تلك الوحدات إلي وحدة الخدمات الجوية الخاصة البريطانية «ساس» ووحدة الخدمات الجوية الخاصة البريطانية «ساب» اللتين تم تأسيسهما في الحرب العالمية الثانية. وأكدت مصادر دبلوماسية أن تركيا باتت جاهزة وعلي استعداد للمشاركة في عملية جوية لوقف هجمات قوات الرئيس الليبي معمر القذافي المعارضين ووقف استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين. كما نوه وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إلي وجود تماسك دولي حول مبدأ ضرورة تنحي القذافي عن سدة السلطة في بلاده. وفي سياق متصل أكد نائب وزير الخارجية الليبي، خالد الكعيم، أن بلاده سوف تستدعي مراقبين دوليين من كل من الصين ومالطا وألمانيا وتركيا لمراقبة وقف إطلاق النار علي الأرض، مشيرا إلي أن الباب مفتوح لأي دولة لترسل مراقبين أيضا. وقال: «سنناقش مع المراقبين الدوليين انسحاب قواتنا وإعادة انتشارها خارج المدن»، مشيرا إلي أنه «لا نية لقوات بلاده العسكرية لدخول بنغازي قائلا: كل العمليات المحدودة لم يقتل فيها أي مدني بل عناصر من رجال الأمن أو العصابات ونفي الكعيم وجود أي جثث لمدنيين في شوارع مصراتة. في المقابل أعلن وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو أمس الأول أن أنقرة تدرس اقتراحا ليبيا لمراقبة وقف إطلاق النار الذي أعلنه نظام القذافي في المعارك مع المعارضة. ورغم التحركات الدولية أكد شهود عيان أن انفجارات ضخمة سمعت في مدينة بنغازي في ساعة مبكرة من صباح أمس كما تحدث مراسلون لوكالات أنباء عن سماع صوت طائرة مقاتلة تحلق في الأجواء. وأفادت الأنباء بوجود قصف براجمات الصواريخ للمداخل الغربية لبنغازي التي تعد المعقل الأساسي للثوار في شرق ليبيا. وجاء ذلك بعد ساعات من اشتباك كتائب العقيد معمر القذافي مع الثوار علي بعد 50 كيلو مترا من بنغازي، في حين واصلت الكتائب قصف مدن أخري. وأكدت الأنباء أن الكتائب تتقدم بسرعة كبيرة، وأن اشتباكات تجري في المقرون وسلوق علي بعد 50 كيلو مترا من المدينة. وذكرت أن الكتائب قامت بإنزال بحري في جرجورة علي بعد 60 كيلو مترا من بوابة سيدي عبدالعاطي، وأن شبكات الاتصالات قطعت تماما عن المدينة. وفي تطورات أخري تعرضت مصراتة «200 كيلو متر شرق طرابلس» لقصف عنيف من كتائب القذافي تركز في محيط قاعة الشعب، وشارع طرابلس أكثر شوارع المدينة حركة. ونفت الحكومة الليبية قصف مصراتة، لكن شهود عيان أكدوا حدوثه، وتحدث بعضهم عن مجزرة حقيقية. وفي أجدابيا بشرق البلاد قصفت قوات القذافي حسب سكان وثوار أحياء سكنية بكثافة، ما سبب موجة نزوح كبيرة إلي طبرق.