شارك الفنانون التشكيليون في "ثورة 25 يناير" مرتين، الأولي باعتبارهم مصريين لهم نفس المطالب، والثانية بصفتهم تشكيليوين يملكون أدوات وجدانية وتقنيات وأساليب فنية مختلفة، قاموا بالتعبير عن الثورة في "ملحمة" تشكيلية بقاعة "دروب" تحت عنوان "فجر جديد" ضمت أعمال 25 فنانا وفنانة من مختلف مجالات الفنون من نحت وتصوير وخط عربي وخزف وغيرها. قدم الفنان أشرف رسلان لوحة تصوير زيتية تحمل فلسفة إنسانية للثورة، عبر فيها عن فرحة الثورة وترقب مستقبل مصر بعدها من خلال طفلة هي عروس المستقبل، سمراء مصرية الملامح، تبتسم صمتاً، يحيطها هالة من نور، واستخدم الفنان مجموعة لونية محيرة تتباين بين الهدوء والصرخة وهما اللون الأبيض الملائكي والبني القاتم، مع وجود محدود للون الأخضر الذي يلتف حول رقبة عروس مصر استكمالا لترقب المستقبل بتفاؤل حذر. الفنانة نجلاء عزت تناولت في لوحاتها ما بعد الثورة مؤكدة علي الحرية، فقدمت لوحة تصويرية رمادية اللون تتضمن امرأة يتداخل جسدها بين الخطوط والمساحات بحرية في تعبير عن لحظة الخروج من القيود للوصول إلي الفضاء الآمن وهذه الرؤية والمعالجة الفنية رغم أنها تبدو بسيطة التقنية إلا أنها ساهمت في الإحساس بالحرية من خلال الخطوط الانسيابية. الفنان خالد السماحي قدم مشاركته في ثورة التحرير من خلال لوحة تصوير بالألوان الزيتية لمشهد ثورة الأسرة المصرية بأكملها في ميدان التحرير، هذه الأسرة وضعها في منتصف اللوحة، أب يحمل ابنته علي رأسه تهتف باسم مصر كما رسم مولودا صغيرا، وكأنه جاء يطالب بفجر جديد، هذه الأسرة تشبه إلي حد كبير ملامح أسرة الفنان نفسه، كما جعل طوائف الشعب وبينهم الشخص المعاق حاملين شعارات الثورة، اللوحة تعبيرية تمرد فيها الفنان علي الألوان ودلالاتها، فقد استخدم اللون البني القاتم للتعبير عن دراما الحدث وانفعالات الغضب، كما استخدم اللون البني بدرجاته الفاتحة ليوحي بكثرة عدد الأشخاص الذين شاركوا في الثورة. الفنان طاهر عبد العظيم قدم بالألوان الزيتية لوحة تصويرية غلب عيها اللون الأحمر كرمز للشهداء في "معركة الجمل" في مشهد يمثل أقصي حالة غضب، كما شمل العمل علي اتجاهات فنية عديدة اجتمعت علي توافق فني وتوافق تعبيري وجداني، أطلق الفنان الحرية الكاملة للفرشاة وسكينة ألوانه يفعلان كما فعلت الثورة وانتقل بين شخوص العمل وهم الشعب المصري الموجود في التحرير من أسلوب التعبيرية إلي الواقعية إلي التأثيرية دون أي حالة انفصال بين الأساليب الفنية. أما الفنانة إيمان حكيم فقدمت الثورة بشكل اقرب إلي التنبؤ بالاستقرار لمصر بعد أيام من الغضب، من خلال ملامح طفلة مصرية يبدو عليها الهدوء ومن حولها يلتف الشعب وتخفي جزءا من ملامحها بالعلم المصري، نفذتها بالألوان الزيتية بأسلوب تعبيري يميل إلي التأثيرية، مستخدمة الألوان الهادئة الأخضر و البني الفاتح في توافق وتلاحم مع ألوان العلم المصري واندماج وجداني بين كل مفردات العمل.