في احتفالية تشكيلية، شارك ثلاثون فنانا مثلوا مختلف مجالات الفنون، في الدورة الثالثة لمسابقة «المعرض الخاص الأول»، الذي تقيمه لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلي للثقافة، ويعرض فيها المشاركون أعمال معارضهم الخاصة الأولي، التي أقاموها خلال العامين الماضيين، حيث شارك كل منهم بثلاثة أعمال. تم توزيع جوائز المسابقة التي تبلغ قيمتها 15 ألف جنيه، وحصلت علي الجائزة الأولي (6 آلاف جنيه) مروة عادل عطية في مجال التصوير الفوتوغرافي، وحصل علي الثانية (4 آلاف جنيه) الخزاف فتحي عبد الوهاب، وعلي الثالثة (ألفا جنيه) في مجال التصوير الزيتي نسمة حسن الأعصر، بالإضافة إلي ثلاث جوائز تشجيعية قيمة كل منها ألف جنيه. تناولت أعمال المعرض الاتجاهات الفنية الحديثة والمعاصرة، وقدمت بعض الأعمال التصويرية المدارس الواقعية والانطباعية والتعبيرية والتجريدية، مستخدمة ألوانا متوهجة مضيئة، أما الأعمال النحتية، فتراوحت بين التعبيرية والتجريدية، وتميزت أعمال التصوير الفوتوغرافي بالمعاصرة في التقنية والمعالجات، فاستحقت الفوز بالجائزة الأولي. أما الفنانة نسمة الأعصر صاحبة الجائزة الثالثة، فقدمت لوحة تعبيرية إنسانية "لمرأة بدينة" جالسة بين أوراقها وذكرياتها، في تكوين يحمل من الجرأة التشكيلية ما يكفي لأن نكون في حالة تعاطف مع هذه المرأة وذكرياتها. الفنانة غادة عبد الملك قدمت موضوعا واقعيا من خلال لوحة "امرأة جالسة"، اختارت لها الزي الأزرق الروحاني، مما جعل المرأة تحمل مضمون الترقب والانتظار لشيء نجهله شكلا، ولكنه ينضج مضمونا بين ملامحها. كما قدمت الفنانة سديم منصور حالة مختلفة سريالية جمعت فيها بين العناصر المألوفة لدينا في تكوين وعلاقات تشكيلية، حملت مضمونا عن زحام الإنسان بعالمه الداخلي والخارجي، من خلال تقديم عناصر غير مستقرة علي أرضية واحدة باللوحة. الفنان محمد علام قدم الجرافيك من خلال إبداعية الأسود والأبيض بتكامل جمالي محسوب، جمعهما عبر خطوط تتداخل لتنطلق وتتفرق لتتجمع مرة أخري وتعطي رؤية فنية غير نمطية، أما الفنانة وديان التي حصلت علي جائزة تشجيعية، فقدمت فن الموزاييك وموضوعها عن الخط العربي في تكوينات وتشكيلات كونتها من الزجاج بصعوبة وبدقة. افتتح المعرض الدكتور عماد أبو غازي الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة، والدكتور صبري منصور مقرر لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس، والدكتور حمدي أبو المعاطي وكيل نقابة الفنانين التشكيليين وقوميسر عام المسابقة، وقال أبو غازي معلقا: استغرق التحضير للمعرض والمسابقة فترة طويلة من الإعداد، ويعتبر استكمالا للحركة الفنية ومسارها من خلال فنانين من مختلفي الأعمار والاتجاهات الفنية. وأضاف أبو غازي: قررنا إقامة مسابقة ذات جوائز للمعرض لعدة أسباب، منها تشجيع وتحفيز الفنان علي التواجد، بالإضافة إلي تحقيق التواصل بين فناني المعرض الأول، الذين لم يشتركوا من قبل في معارض جماعية، تحقق لهم مشاهدة جماهيرية وجوائز مادية. دكتور صبري منصور مقرر لجنة الفنون التشكيلية قال: استحداث المسابقة في (المعرض الأول) شكل حافزا للفنان، لأنها تضعه في منافسة مع نفسه قبل أن يتنافس مع فنانين آخرين، واعتمد اختيارنا للأعمال المشاركة بالمعرض علي خصوصية الفنان، وهويته الفكرية وموضوعاته وتقنياته الفنية ومعالجاته التشكيلية، ومدي ابتعاده عن تقليد الأجندة الأجنبية، والفنانون الحاصلون علي الجوائز، قدموا أعمالا مميزة بحق تستحق التكريم، وإذا كان النحت لم يحصل علي أي جائزة، فإن ذلك لا يقلل من قيمة الأعمال النحتية التي شاركت، فمجرد مشاركة العمل في العرض، يعتبر جائزة وتكريما له، وسوف تحرص لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس علي استمرار هذه المسابقة ضمن أجندتها. كانت فكرة المسابقة من اقتراح الدكتور حمدي أبوالمعاطي قومسير المعرض الذي قال: المعرض الأول للفنان في الغالب يشاهده جمهور محدود، والمشاركة في (المعرض الأول) فرصة لإعادة عرض الأعمال، لجمهور أوسع وإلقاء الضوء علي الأعمال القيمة، وعرضها لنتعرف من خلالها علي ما وصلنا إليه من تطورات واتجاهات معاصرة. وعن الأعمال التي تم رفضها قال أبو المعاطي: هناك أعمال رفضت لأنها لا تقدم تجربة جمالية لها خصوصية، واللجنة قيمت الأعمال المقدمة للمشاركة علي أساس مدي تميز وأصالة ما قدمه الفنان.