في إطار فعاليات "الأسبوع الثقافي العراقي في مصر"، افتتح الدكتور ماهر دلي وزير الثقافة العراقي معرض "الفن العراقي المعاصر" في قاعة "أبعاد"، بمتحف الفن المصري الحديث بالأوبرا، الذي حضره الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والسفير نزار الخير الله سفير العراق بمصر، وحسام نصار المشرف علي قطاع العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة. شارك بالمعرض نحو 28 فنانا وفنانة في مجالي التصوير والنحت، عشرون فنانا منهم في مجال التصوير وثمانية في النحت، قدموا أعمالا تنوعت في الرؤي والأسلوب، ما بين التجريدية والتعبيرية والواقعية وغيرها. قدم حمد الشاوي لوحة للخط العربي صاغ فيها الخطوط بأسلوب تشكيلي مميز، حيث تضافرت هذه الخطوط علي تلك المساحات اللونية، التي قسمت خلفية اللوحة، في علاقة حميمية مع المقدمة التي مثلت بعض القباب، التي وضعها الفنان في مقدمة اللوحة، في حين رسم الفنان رسل مظفر الطبيعة الصامتة بواقعية، كما صور بعض الفنانين العراقيين مشاهد تراثية من البيئة الشعبية العراقية، وعمارتها القديمة، التي صاغها كل منهم بأسلوبه الخاص، فالفنان كامل الموسوي رسمها بأسلوبه التعبيري، الذي يحمل قدرا كبيرا من الواقعية، بينما تجردت البيئة العراقية في لوحة محمد مسير وكريم العامري، لتصبح مجموعات وتأثيرات لونية، تحمل من رحيق تلك البيئة، معتمدين علي التكنيك والتقنية العالية. اهتم بعض الفنانين الآخرين برسم الأشخاص، من بينهم صبا يوسف الذي رسم المرأة وسط بيئة زراعية تحمل في يدها حملا ثقيلا، بينما رسم عبد الحميد سعيد الرجل بأوضاع مختلفة إحداها يجلس في واجهة اللوحة مرتسمة علي وجهه ملامح الحزن والقلق، بينما الآخر يجلس في خلفية اللوحة بوضع مائل وكأنه يسترخي بعد تعب شديد، أما أنغام أموري فقد رسمت الفتيات بأسلوب مجرد، به مبالغة في استطالة أجسادهن، يقفن في صف واحد يتمايلن وكأنهم يقدمون أداء حركياً واحداً، في حين قدم الفنان علي هاشم الأشخاص ترتدي زي النقاب الذي يخفي أجسادهن، يقفون علي ضوء القمر في جو روحاني صنعته شفافية اللون وصفائه. تميزت أعمال النحت بأساليب متنوعة كما استخدم الفنانون خامتين أغلبها كانت خشبية والأخري برونزية، بعضها ذات ملمس والبعض الآخر أملس، صور أغلبهم الأشخاص، كما أهتم الكثير منهم بالتعبير عن المرأة كالفنان جمال المختار ومنذر علي، بينما قدم البعض البورتريهات بأسلوب معاصر كالفنان مياسة المقدادي، الذي صور «بورتريه» من البرونز، اهتم فيه بتعبير الوجه دون الخوض في تفاصيله الدقيقة، ومن جانب هذا الوجه يظهر بروفيل لوجه آخر، مستخدما بعض الملامس علي سطح الوجه. ذكر محمود القرغولي مدير عام دائرة الفنون بالعراق أن هذا المعرض يمثل صيغة من صيغ اللقاء علي الإبداع، والإعلان عن المستويات المتقدمة في الفنون العراقية المعاصرة، وأكد القرغولي أنه تجمع في المتحف الوطني للفن الحديث بالعراق زهاء ثمانية آلاف قطعة فنية في مجالات الرسم والنحت والخزف والجرافيك ومختلف الفنون التطبيقية، لكن بعد الحرب الأمريكية علي العراق عام 2003 تعرضت فنونهم لأبشع عمليات الانتهاك وتدمرت مقتنياتهم الفنية ووثائقهم، بل وكل صيغة ثقافية من صيغ الذاكرة الجمعية، والعراق اليوم تعمل علي ترميم الوضع الفني والثقافي بتقديم الأنشطة النوعية من خلال المعارض داخل وخارج العراق، فمشاركتهم في معرض القاهرة دلالة عن استجابتهم لخطاب الفن والجمال.