توقعت الشرطة اليابانية أمس ارتفاع عدد قتلي الزلزال المدمر وموجات تسونامي الضخمة التي ضربت البلاد إلي 10 آلاف شخص مع تعثر جهود الاغاثة بسبب الهزات الارتدادية القوية. وقال مسئولون محليون في بلدة "ميناميسانريكو" اليابانية الواقعة في محافظة مياجي إن أكثر من نصف السكان في عداد المفقودين وذلك بواقع 9500 نسمة من أصل 17 ألفاً يقطنون البلدة، بينما قدرت مصادر محلية أن تتزايد حصيلة القتلي التي بلغت حتي الآن 900 شخص بشكل مضطرد في الساعات المقبلة. وتسابق فرق الإنقاذ الزمن للبحث عن ناجين حوصروا تحت الأنقاض التي خلفها الزالزال المدمر وأمواج المد العاتية. وقال رئيس الوزراء الياباني" ناوتو كان" إنه تم إنقاذ أكثر من 3 آلاف شخص، انتشلوا من المياه الموحلة وأنقاض المساكن المنهارة والمشتعلة. لكن جهود الإغاثة تواجه عقبة الهزات الارتدادية التي بلغت أكثر من 140 هزة ارتدادية بقوة أعلي من 4.5 درجة بمقياس ريختر، منها واحدة بقوة 6.2 ضربت سواحل الشرقية لجزيرة اليابان صباح أمس. وقررت الحكومة اليابانية إرسال 100 ألف من "قوات الدفاع عن النفس" إلي المناطق المنكوبة، بالإضافة إلي مساعدات عسكرية أمريكية شملت حاملة الطائرات "يو اس اس رونالد ريجان" وسفينة مدمرة بجانب سفن حربية أخري وصلت اليابان وعرضت 48 دولة أخري تقديم مساعدات وفرق إنقاذ لليابان للمساعدة في جهود الإنقاذ. وفي هذه الأثناء، تفاقمت مشكلات المفاعلات داخل مجمع "فوكوشيما النووي" شمالي شرقي اليابان حيث ذكرت وكالة أنباء كيودو اليابانية إن مهندسين في المحطة النووية يعملون علي تسريب كمية أخري من البخار المشع في الجو. وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية إنه سيجري تسريب البخار من مفاعل ثان، بعد يوم واحد من تسريب كمية من البخار من مفاعل آخر. وقالت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية "تيبكو" أمس علي موقعها الإلكتروني إن الحكومة اليابانية أصدرت تعليمات لها بتقليل الضغط في أوعية الاحتواء بمفاعلات الوحدتين 2 و3 . وأبلغت وكالة الأمن النووي والصناعي في اليابان الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا إنه تم إجلاء ما لا يقل عن 170 ألف شخص بشكل عاجل من دائرة نصف قطرها 20 كيلومترا من محطة فوكوشيما. كما أعلنت وسائل الإعلام اليابانية أن 19 شخصا علي الأقل ربما يكونون قد تعرضوا لإشعاع. وكانت الحكومة اليابانية قد حذرت في وقت سابق أمس من خطر حدوث انفجار ثان في المجمع النووي بسبب تراكم الهيدروجين في المفاعل رقم 3. وجاء ذلك بعد أن أعلنت الشركة المشغلة للمفاعل أن الضغط بداخله تزايد بعد تعطل نظام التبريد الطارئ وهي نفس المشكلة التي سببت انفجار المفاعل رقم واحد داخل المجمع الواقع علي بعد 270 كيلومترا شمالي العاصمة طوكيو. وأقر المتحدث باسم الحكومة اليابانية أنه من الممكن ان تكون عملية انصهار بدأت في المفاعلين رقم 1 و3. ومن جهته، حذر بانري كايدا امن وزير الصناعة الياباني من ان توقف مفاعلات نووية عدة عن العمل قد يؤدي إلي نقص في التيار الكهربائي. ودعت الحكومة المستخدمين وخصوصا الشركات إلي خفض استهلاكها إلي حد كبير لتوفير الطاقة. في غضون ذلك أعلن المرصد الجيولوجي الأمريكي أن الزلزال العنيف أزاح الأرخبيل الواقعة فيه اليابان بمقدار 2.4 مترًا عن موقعه معتبرًا أنه يعتبر رقمًا معقولاً ومنطقيا.