ذيل الكلب لا يستقيم أبدا حتي لو علقت به طنا من حديد عز- الدخيلة كي يعدل حاله؟!، أما ذيل الحمار فهو لا يثبت علي حال يهش وينش طوال اليوم مثل بندول الساعة التي في بيت الأغا باشا؟!، أقول قولي هذا ونحن في هذه الأيام الثورية يتأرجح بنا الحال بين نظرية ذيل الكلب وذيل الحمار، سوف (كما قال الشاعر في آخر خطبة له كما كتبها له أحد المساعدين في الديوان) أحاول تفنيد هذه النظرية عن ذيل الكلب وذيل الحمار بينما جموع القراء يريدون تغيير الصفحة وربما تغيير الجريدة بعد نجاحهم في تغيير النظام!!، أتذكرون يا سادة مقالا سابقا منذ عدة أسابيع علي هذه الصفحة عندما كتبت من باب الأمنيات أننا جميعا نريد التغيير ولو بتغيير كالون باب الشقة أو ربات البيوت أو حتي أحد الوزراء أو من هو أكبر من ذلك؟، وكما يقول أهل العلم بأن فلانًا عليه عفريت من الجن كي يتنبأ بذلك ولكني أعلن من هنا من ميدان المنشية بالإسكندرية أن عفريتًا من الإنس شعرت بوجوده في كل مكان وفي كل شخص يبحث عن التغيير بأي ثمن وأي طريقة ولقد قال قائل أن الحاسب الآلي للبنتاجون (سوف) يقف عاجزا عن حل مشاكل مصر؟!، ولكن المفاجأة أن شباب مصر كلهم والأقربون منهم أولي بالنتائج خرجوا إلي ميدان التحرير ولم يعد كافيا وأضافوا له ميدان عبد المنعم رياض ثم أضافوا لهما سفارات في كل ميدان من ميادين المدن الكبري في مصر ضمن خطة التمثيل الفوري والثوري لما يحدث متسارعا كل دقيقة من مواجهات بين الشباب وبين قوي القهر والعنف وزاد الإصرار علي بلوغ الهدف كما زاد الإفراط في استخدام القوة حتي وصلت إلي حد اشتراك البغال والخيالة وراكبي الإبل ولم تشترك قوات من الحمير في الهجوم علي الشباب لوجودهم داخل أروقة الحزب والحكم والسلطة التي تنهار؟!. أتذكر أيضا ما كتبته من قبل بعنوان الثروة والسلطة وأشياء أخري والذي تخيلت من خلاله ما حدث من كشف حسابات أهل الهوي السياسي في مصر من تخطيهم حاجز المليار من العملات المحلية والأجنبية بينما يبيت الناس علي رصيف مجلسهم الموقر من أجل علاوة يمكن تدبيرها من حفل عشاء أو مسلسل تافه أو مباراة كرة بلا نتيجة فنية، وبالفعل كانت أرصدة الفساد تزداد أصفارا كل يوم بينما حياة المواطنين تنحدر نحو الفقر كل يوم ، ذيل الكلب يضاعف ثروته بالملايين كل دقيقة بينما ذيل الحكومة يجتهد في تبرير التفاوت بين الدخول في المجتمع، وكان الحال منذ عام لايحتمل الصراحة في تناول موضوعات تمس الشأن العام ويشعر صاحب الرأي أنه يتحرك بانحناء داخل أنبوب مظلم ضيق بديلا عن الحركة في النور والهواء الطلق، كثيرون كانوا من كتاب الغمز ومن أصحاب المعني في بطن الشاعر خاصة أن الشاعر لديه ألم في البطن والقلب أيضا؟! الشباب طاقة لا حدود لها تفجرت في ثورة علي الحال المائل ووقف معهم أهليهم وجيرانهم وكل العاشقين لهواء الحرية والعدالة التي غابت طويلا عن طرقات مصر وميادينها، وعلي مدي أسبوعين تقريبا تم تحقيق الهدف الأول من أهداف الثورة وبالقياس ربما يستغرق الأمر شهرين لتحقيق الأهداف الواضحة ثم عامين حتي يتم تحقيق كل مطالب المصريين، وذلك لأننا الآن بين أتباع النظريتين: نظرية ذيل الكلب ونظرية ذيل الحمار؟!، الكثيرون لن ينعدل طبعهم قبل يناير أو بعده، والآخرون باقون علي هش ذيولهم لليمين واليسار فرحين بما آتاهم ميدان التحرير من بعض التغيرات القشرية الظاهرية الطفيفة مدعين أنهم من أبطال الثورة. ومنهم بعض أهل الإعلام الذين ما زال لديهم الإصرار علي تقمص سياق الأحداث وعليه فليحسنوا صنعا بمنح أنفسهم أجازات مفتوحة بدون أجر إذ يكفي ما جمعوه من أموال دون وجه حق خلال سنوات عملهم من الرواتب والبدلات والإعلانات وكل المسميات التي هي غطاء غير شرعي للسلب والنهب من أموال هذا الشعب، كذلك من أصحاب نظرية ذيل الحمار الكثيرون الذين يصرون علي البقاء فوق كراسيهم رغم كل ما حدث ومن بينهم أعضاء المجلسين وأعضاء المجالس المحلية وزد عليهم أعضاء الأحزاب الورقية وقبلهم جميعا أهل الحزب الوثني اللاديموقراطي فعليهم جميعا أن يغادروا الساحة إلي غير رجعة حفاظا علي بقية من كرامتهم ويقومون بحل ذلك الحزب لاختفائه من الساحة تماما بعد حرق المقار وضياع السمعة وتواجد قياداته في السجن أو القبر وتبخرت كل اللجان في ضباب هذه المرحلة ولن يسامحهم الشعب بسهولة بعد ضياع المليارات من الأموال وآلاف الأفدنة والمئات من المصانع والعشرات من السنين من عمر هذا الوطن؟! كاتب وأستاذ جامعي