أكل متوازن = صحة سليمة

أكدت أ.د. عفاف عزت رئيس قسم علوم الاطعمة والتغذية المركز القومى للبحوث أنه ثبت علميا أن الصيام من أهم النظم البيولوجية الحيوية المفيدة للجسم إذ يحدث فيه تعديل للمسارات الحيوية كنوع من المحاكاة التى يسلكها الجسم، للحصول على حاجاته من الجلوكوز بعد نفاد المتاح منه فى الدم، بالتالى الحصول على الطاقة اللازمة لأجهزته للقيام بعملياتها الحيوية. يأخذ الجسم احتياجاته من الطاقة من ناتج التمثيل الغذائى للكربوهيدرات والدهون.

فى مراحل الصيام، يحصل على طاقته من البروتينات ويحوِّلها إلى جلكوز، ومن الأجسام الكيتونية وهى ناتج التمثيل الغذائى للأحماض الدهنية، ومن المركبات ذات الطاقة العالية فى العضلات، ثم من الخلايا الدهنية فيه، وهكذا يسلك الجسم، طوال فترة الصيام، مسارات كثيرة ليحافظ على مستوى الجلوكوز فى الدم وفى الدماغ. وأثبتت الدراسات أن فى الصيام تجديداً وتنشيطاً لأنظمة الجسم وتجديد قدرته على التحمل وتغيير المسارات الحيوية.

كما يمكن استبدال البروتينات الحيوانيّة بأخرى نباتية، حيث تعتبر البقول كالفاصوليا واللوبياء والبسلة والفول من أغنى مصادر البروتينات النباتية التى تمد الجسم بالأحماض الأمينية. ويستطيع الجسم تكوين هذه الأحماض من دون البروتينات الحيوانية (لحوم وأسماك ودواجن) والأحماض الأمينية الأساسية (منتجات الألبان)، وهى مصدر غنى بالمغذيات الصغرى مثل السلنيوم والزنك، وهما من أهم العناصر المغذية للجهاز المناعى وللزنك تحديداً دوره الحيوى فى مراحل النمو والتطور المختلفة لدى الأطفال. أما البروتينات النباتية فلها أهميتها ودورها الفاعل فى خفض نسبة الكولسترول ومقاومة أمراض القلب، لكن لا بد من أن يحتوى الغذاء، بالإضافة إلى البروتينات النباتية، على مصدر للبروتينات الحيوانية مثل منتجات الألبان، كى لا يحدث خلل فى حاجة الجسم من الأحماض الأمينية الأساسية.

وعن أهمية تناول الفول واللبن فى وجبة السحور تقول عزت انها تعتبر وجبة السحور من أهم الوجبات فى رمضان، على أن تؤخذ قبل النوم بوقت كاف وأن تكون كاملة فى محتواها الغذائى من الكربوهيدرات والبروتين والخضار ونسبة قليلة من الدهون. لسحور مثالي، يفضَّل تناول الفول المدمس بالزيت والليمون (مصدر غنى بفيتامين c) والسلطة الخضراء وقطعة خبز، أما اللبن فهو مفيد أيضا، ومن المحبذ تناوله فى السحور لأنه يحتوى على نسبة من البروتين الحيوانى والكالسيوم وفيتامين A، ويساعد فى الهضم ويرطب القناة الهضمية ويعطى شعوراً بعدم الإحساس بالعطش ويقوى الجهاز المناعي.

اما العادات غير السليمة أثناء الصيام فهى تناول الأغذية المحمَّرة بكثرة على درجات حرارة عالية وملء المعدة بالطعام أثناء الإفطار والإصابة بالتخمة، كسر الصيام بشراب الكركديه الذى يرفع من درجة حموضة المعدة، إهمال وجبة السحور وتناول المياه الغازية أثناء الإفطار، تناول الطعام أمام التلفزيون، تناول الطعام بسرعة ومن دون مضغ جيد، تناول الحلويات بكثرة، ففيها نسبة عالية من السكر والدهون التى تسبب السمنة عدم التوازن فى مكونات الطعام بين العناصر الغذائية الأساسية.