وفيما رأي ناشطون ليبيون أن القذافي يمارس سياسة الأرض المحروقة وينفذ ما هدد به نجله سيف الإسلام بأنه سيقاتل حتي آخر رجل وبينما اعتبرت عدة جهات حقوقية ما أقدم عليه النظام الليبي من قصف وقتل للمحتجين جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أصدر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي فتوي بقتل القذافي ودعا العسكريين الليبيين إلي عدم إطاعة أوامره بإطلاق النار علي المتظاهرين الليبيين. وقال القرضاوي عبر قناة الجزيرة: من يستطيع من الجيش الليبي أن يطلق رصاصة علي القذافي فليقتله ويريح الناس من شره. ودعا الشعب الليبي إلي أن «يثبت ويصبر في وجه الظلم»، مستنكرا صمت العالم علي ما يجري في ليبيا وقال القرضاوي «لقد قتل المئات في ساعات قلائل والعالم ساكت، لو حدث هذا في إسرائيل وأوروبا كان العالم قام ولم يقعد.. العالم صامت لماذا لا يتحرك العالم ويفعل شيئا؟!» وحث السفراء الليبيين في الخارج علي التنصل من نظام القذافي. وأجبرت الأنباء التي تداولتها وسائل الإعلام عن هروب القذافي إلي فنزويلا الأخير علي الظهور للمرة الأولي منذ اندلاع الاحتجاجات وإلقاء كلمة مقتضبة للغاية نقلها التليفزيون الليبي مباشرة من أمام منزله بطرابلس. وأكد القذافي أنه في طرابلس ووصف وسائل الإعلام التي تحدثت عن هروبه ب «الكلاب» وذلك في وقت قدر المدير التنفيذي للتحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب الدكتور لؤي ديب عدد القتلي في ليبيا بما يزيد علي 519 قتيلا إضافة إلي أكثر من ثلاثة آلاف جريح ومئات المفقودين. فيما ذكرت قناة الجزيرة أن الثوار يديرون إذاعات مدن بنغازي والبيضاء ودرنة وإجدايبا، ويبثون منها بيانات مؤيدة للثورة وأغاني وطنية وتوجيه الشباب لحماية المؤسسات العامة والحفاظ علي النظام العام. وفي مظهر آخر للحياة الجديدة في بنغازي التي اندلعت فيها شرارة الاحتجاجات أوضحت الجزيرة أن مساجد المدينة يرفع فيها حاليا التكبير والدعاء والابتهال إلي الله لإزالة الطاغوت ونصرة إخوانهم في طرابلس في حين أصدر ضباط في الجيش الليبي بيانا دعوا فيه أفراد الجيش للانضمام إلي الشعب. وجاء في البيان الذي حمل توقيع اللواء المهدي العربي عبدالحفيظ «ندعو جميع أفراد الجيش إلي الزحف علي مدينة طرابلس لطرد القذافي منها». وفي الوقت الذي نفي التليفزيون الليبي المعلومات عن وقوع مجازر ضد المحتجين ووصف إياها ب «جزء من حرب نفسية وأكاذيب وإشاعات» - طالبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بوقف «حمام الدم غير المقبول» في ليبيا داعية الحكومة الليبية إلي احترام الحقوق الأساسية للمواطنين. في غضون ذلك عقد مجلس الأمن الدولي أمس اجتماعا خصصه لبحث الأزمة في ليبيا دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس القذافي إلي ضبط النفس ووضع حد لأعمال العنف. من جانبها أعربت منظمة المؤتمر الإسلامي في بيان عن إدانتها الشديدة لاستخدام القوة المفرطة ضد المحتجين الليبيين واعتبرت ما يجري في ليبيا من قمع وترويع كارثة إنسانية تتنافي مع القيم الإسلامية والإنسانية داعية إلي الوقف الفوري للعنف. عربيا طالب مجلس الجامعة العربية علي مستوي المندوبين في اجتماع عقده أمس والجريدة ماثلة للطبع القيادة الليبية بوقف أعمال العنف، وعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين. وتواصل انشقاق الدبلوماسيين الليبيين عن نظام القذافي وذكرت البعثة الدبلوماسية الليبية لدي الأممالمتحدة في بيان أن «الطاغية القذافي أظهر بوضوح عبر أولاده مستوي الجهل الذي هو فيه وأولاده وإلي أي مدي هم يحتقرون ليبيا» وطالبت بإغلاق المجال الجوي الليبي وحثوا لجنود الليبيين علي تنظيم مسيرة إلي طرابلس «لقطع رأس الأفعي» في إشارة واضحة للقذافي. وقالت البعثة الدبلوماسية في البيان الذي تلاه إبراهيم الدباشي مساعد السفير الليبي لدي الأممالمتحدة إنها تنتمي إلي الشعب الليبي وليس إلي النظام مطالبة بمحاكمة القذافي أمام محكمة الجزاء الدولية. وأضاف الدباشي «أعتقد أننا نشهد نهاية القذافي وما هي إلا أيام.. إما أن يستقيل أو يتخلص منه الشعب الليبي». وسارت عدة سفارات ليبية علي خطي هذه البعثة حيث قطعت السفارة الليبية في استراليا ارتباطها بنظام القذافي وقال الملحق الثقافي بالسفارة عمران ذويد إننا نمثل الشعب الليبي ولم نعد نمثل النظام كما ندد موظفو السفارة الليبية في ماليزيا بما اعتبروه مجزرة وحشية بحق المتظاهرين في ليبيا فيماتجمع العشرات من أبناء الجالية الليبية في قطر والإمارات أمام سفارات بلدهم مطالبين برحيل القذافي. إلي ذلك تواصلت عمليات إجلاء الرعايا العرب والأجانب من ليبيا حيث أجلت الجزائر ودول الاتحاد الأوروبي بعضًا من رعاياها بينما أبدت تركيا خشيتها علي استثماراتها التي تقدر بالمليارات في ليبيا. وفي حين أبدي أمين عام حلف الناتو أندرس فوج راسموس صدمته إزاء خسائر الأرواح التي وقعت في ليبيا وبينما دعا السلطات الليبية إلي الاستجابة لتطلعات الشعب المشروعة، استدعت وزارة الخارجية الألمانية السفير الليبي في برلين جمال البرق احتجاجًا علي استخدام العنف من قبل الشرطة والجيش ضد المحتجين في ليبيا.