وسط أنباء عن مذابح في ليبيا وإطلاق نار عشوائي علي المدنيين وتنديد دولي واسع النطاق ببطش النظام الليبي, عقد مجلس الأمن الدولي جلسة أمس لمناقشة الأوضاع في ليبيا. بناء علي طلب نائب المندوب الليبي في الأممالمتحدة ابراهيم دباشي, فيما دعا ضباط بالجيش الليبي إلي الزحف علي طرابلس وإزاحة الزعيم الليبي معمر القذافي. ومن جنيف كتبت-هدايت عبد النبي: دعت نافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الانسان في بيان امس إلي تحقيق دولي في حملة القمع الليبية ضد المحتجين المناهضين للحكومة قائلة إنها قد ترقي إلي حد جرائم ضد الانسانية.ودعت إلي وقف فوري لانتهاك حقوق الانسان ونددت باستخدام الأسلحة الآلية والقناصة والطائرات الحربية ضد مدنيين. واضافت أن الهجمات المنتشرة والمنهجية ضد المدنيين قد ترقي إلي حد جرائم ضد الانسانية. وأصدر ضباط بالجيش الليبي بيانا يطالب كافة أفراد الجيش بالانضمام إلي ثورة الشعب ضد نظام القذافي, ودعا ضباط الجيش في البيان- الذي جري تلاوته عبر مقابلة هاتفية أجرتها قناة الجزيرة الفضائية القطرية مع أحد شهود العيان في طرابلس أمس- عناصر الجيش كافة إلي التلاحم مع الشعب الثائر ضد نظام القذافي المجرم. وجاء في البيان الذي حمل توقيع اللواء المهدي العربي عبدالحفيظ ندعو كافة أفراد الجيش إلي الزحف علي مدينة طرابلس لطرد القذافي منها. وكانت عدة مصادر قد ذكرت أن الطيران الليبي قد قصف عدة مناطق في طرابلس بالطائرات الحربية, في وقت واصل مرتزقة أجانب إطلاق النار عشوائيا علي المدنيين وفرق الإسعاف, ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود عيان قولهم إن مذبحة وقعت في حي فشلوم وتاجوراء, وقال الشهود: إن جثث القتلي منتشرة في الشوارع إضافة إلي الجرحي. وتشير الأنباء إلي أن مدينة بنغازي ومدن أخري في شرقي ليبيا خرجت من قبضة نظام القذافي, وأن الثوار يديرون إذاعات كل من بنغازي والبيضاء ودرنة وإجدابيا, ويبثون منها بيانات مؤيدة للثورة وأغاني وطنية, كما ارتفع التكبير والدعاء والإبتهالات في مساجد بنغازي لإزالة الطاغوت ونصرة إخوانهم في طرابلس, بينما ذكر شهود عيان آخرون: إن الطائرات الحربية تقصف طرابلس بدون تمييز. .كما ذكرت الأنباء أن المحتجين يسيطرون علي مدن أخري منها طبرق ومصراتة وخمس وترهونة والزاوية وزوارة القريبة من العاصمة ليبيا, وذكرت مصادر ليبية أن قوات الردع والفوج التاسع للحرس إنضمت إلي المتظاهرين في مدينة ترهونة. وفي انشقاقات جديدة في صفوف الجيش الليبي, قالت مصادر ليبية لقناة الجزيرة أن طائرتين حربيتين هبطتا في بنغازي بعد رفض قائديها قصف المدينة. وفي السياق ذاته ذكر المدير التنفيذي للتحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب الدكتور لؤي الديب أن عدد القتلي في ليبيا بلغ قبل يومين أكثر من519, إضافة إلي أكثر من ثلاثة آلاف جريح ومئات المفقودين. فيما قال ناشطون ليبيون: إن القذافي يمارس سياسة الأرض المحروقة, وينفذ ماهدد به نجله سيف الإسلام في خطابه يوم الأحد الماضي, الذي خير الليبيين بين القبول بالنظام أو مواجهة الحرب. وقد تواصلت الإنشقاقات في صفوف السفراء الليبيين عن النظام, حيث قال علي العجيلي السفير الليبي في الولاياتالمتحدة: إنه لم يستطع تأييد حملة القمع الشديدة ضد المتظاهرين في ليبيا. ودعا العجيلي الولاياتالمتحدة والقوي الدولية إلي التحرك عبر الأممالمتحدة لوقف عمليات القتل في ليبيا. وكان أعضاء البعثة الليبية لدي الاممالمتحدة أعلنوا أمس الأول قطع أي صلة لهم بالرئيس الليبي العقيد معمر القذافي ونظامه. وقال نائب المندوب الليبي في الأممالمتحدة ابراهيم داباشي في مؤتمرصحفي رتب له علي عجل بمقر المنظمة الدولية في نيويورك ان البعثة الليبية قطعت كل علاقة لها بحكومة القذافي, غير ان الدبلوماسيين الليبيين لم يتخلوا عن مناصبهم. واوضح داباشي لم نقدم استقالاتنا.. نحن لا ننتمي للنظام( الليبي). لطالما مثلنا الشعب( الليبي), وليس شخصا. إنني علي يقين من أن الشعب الليبي سيواصل كفاحه للتخلص من النظام. إنني علي يقين من ذلك. وقال ندعو مجلس حقوق الانسان( التابع للامم المتحدة) في جنيف أن يعقد اجتماعا طارئا لبحث الوضع في ليبيا من اجل إيجاد سبيل لحماية الشعب ضد أعمال الإبادة الجماعية. وقال عبد المنعم الهوني مندوب ليبيا لدي جامعة الدول العربية والذي استقال من منصبه مؤخرا أمس:إن حديثا القذافي مساء أمس الأول هو ليس حديث بل هي طرفه من طرائفه التي تعودنا عليها. وأوضح أن القذافي يقيم حاليا في معسكر باب العزيزية. وأضاف أن كل ليبيا الآن تدار بواسطة الشباب وان القذافي لا يسيطر إلا علي بعض المعسكرات ومنها كتيبة الساعدي شرق مدينة سرت ومعسكر باب العزيزية الذي يقيم فيه