أزمة المياه ليست وليدة اليوم.. فرغم امتداد المفاوضات حولها لسنوات مضت، فإن مشهد تحويل مجرى النيل الأزرق أيقظ المخاوف الكامنة.. فجاء قرار إثيوبيا ببناء سد النهضة ليثير حفيظة نشطاء فيس بوك، محذرين من الخطورة التى ستتعرض لها مصر. صفحة «آراء سياسية» حذرت من خطورة سد النهضة على مصر، مشيرة إلى أن عدد سكان مصر يزداد بشكل كبير وسريع، لذلك فإن خفض حصة مصر من المياه بنسبة 20٪، ينذر بكارثة حقيقية ستشهدها مصر خلال أقل من خمس سنوات، لأن نصيب الفرد من المياه سيكون ثلث النصيب المتعارف عليه عالمياً للفرد، فضلا عن انخفاض حصة مصر فى مياه النيل بنحو 12 مليار متر مكعب سنويا من أصل 55 مليارًا، وكذلك انخفاض حاد فى نصيب المواطن المصرى من المياه، وانخفاض الكهرباء المولدة من السد العالى وخزان أسوان بنسبة تتراوح بين 25 و30%، وتأثر الملاحة والسياحة النيلية سلبيا، مع ازدياد معدلات التلوث وتهديد الثروة السمكية فى البحيرات الشمالية.
وجاءت تعليقات النشطاء على «فيس بوك» على النحو التالى:
يقول «صابر السكرى»: ألحق أشترى جركنين مياه قبل ما تخلص.
أما «سارة يحيى» فكتبت «حسبى الله ونعم الوكيل.. كل يوم خبر يقرف وليهم مبررات عجيبة تضحك».
ثم توالت التعليقات: «إن كل واحد ربنا مقدر له رزقه من الماء والهواء»، «اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا»، «يبقى خبز ووقود وكهرباء واقتصاد ومياه.. كفاية نهضة أنا اتنقط»، «إننا فى عصر الكوارث».
فيما أوضح «محسن زكى حافظ» أحد أعضاء جروب «حملة المليون لمنع بناء سد النهضة»، أنه لابد من ضربة وقائية لحماية الأجيال المقبلة، وأن طريقة الطبطبة مش هاتنفع.
وجاء تعليق «هبة ماكين» على إنشاء سد النهضة مستندا إلى رأى الدكتور عباس محمد شراقى أستاذ الجيولوجيا، الذى أشار إلى أن الطبيعية الجيولوجية لإثيوبيا لا تناسب إقامة سد النهضة بالمواصفات التى تسمح بتخزين 74 مليار متر مكعب من المياه، مع زيادة فرص تعرض السد للانهيار نتيجة العوامل الجيولوجية وسرعة اندفاع مياه النيل الأزرق.
فى المقابل أوضح «محمد حمادة» أن معظم المعلقين لا يعلمون إن أثيوبيا أقامت أربعة سدود من قبل على نفس النهر! ولا أحد يعلم منهم أن هدف إثيوبيا من بناء السد هو إنتاج الكهرباء فقط وأنه لن يؤثر على حصة مصر من المياه، وأن الرئيس مرسى جمع خبراء دوليين ومنهم مصريان لبحث وجود أضرار على مصر من السد أم لا، مع العلم أن ضرر نقص المياه سيكون من التبخير الذى سيحدث من بحيرة السد، وفى هذه الحالة ستتحمله إثيوبيا وحدها.
ومن الجروبات التى تدشينها وتعارض إنشاء سد النهضة: «حملة المليون لمنع بناء سد النهضة الأثيوبى»، «ضد سد النهضة»، «نهضة نهضة جالنا سد النهضة»، «سد النهضة.. نحمل العطش لمصر».