إحياءً لفكرة تأسيس كيان يساري جديد لحزب التجمع يجمع بين ضفتيه القوي اليسارية المختلفة، والتي كان البعض قد روج لها في وقت سابق انقسمت قيادات الحزب حول جدوي هذا الأمر من حيث الأصل، إذ اعتبره البعض بمثابة كيان مواز للتجمع.. وأن ذلك من شأنه أن يهدد المستقبل السياسي له خلال الفترة المقبلة. بينما أبدي محمد فرج الأمين المساعد للتدريب وإعداد القادة تأييده لإنشاء الكيان الجديد لاحتواء الفشل المستمر في بناء تنظيم حزبي لليسار خارج حزب التجمع والذي أدي لبقاء نسبة كبيرة من اليساريين في مصر خارج أي إطار تنظيمي. وأكد فرج أن وجود اليساريين داخل الحزب أفضل من التعامل معهم كأفراد لافتًا إلي أن في إمكانهم أن يشكلوا هذا الحزب ليكون أكثر راديكالية وثورية علي حد قوله، من حزب التجمع وبذلك يكون هناك قوتان بدلاً من قوة يسارية منظمة وحيدة موضحًا أن حزب التجمع لا يمانع في وجود مثل هذا الكيان. بل علي استعداد لتقديم العون له من خلال استضافتهم وإعطائهم الخبرات التنظيمية اللازمة التي اكتسبتها قياداته من العمل السياسي المنظم. ونفي فرج أن يكون لهذا الكيان تأثير سلبي علي حزب التجمع حتي وإن رغب بعض من أعضائه الانتقال إليه، لأن هذا الأمر من شأنه استثمار قوي اليسار المهدرة - بحسب وصفه - والتي قد لا يمكن جمعها في حزب واحد لاختلاف أفكارها واتجاهاتها. واتفق معه عبد الغفار شكر القيادي بالحزب مؤكدًا أن الكيان الجديد يدعم مبدأ التعددية في صفوف اليسار، لافتًا إلي أن مصر تحتاج لحرية واسعة في تأسيس الأحزاب لإتاحة الفرص لكل أطياف المواطنين في حرية اختيار الحزب الملائم لأفكارهم.. وقال شكر إن هناك رغبة أكيدة لحل أزمة التنظيم بين قوي اليسار المختلفة من جانب.. وبينها وبين حزب التجمع من جانب آخر، والذي يعد التنظيم اليساري الوحيد في الوقت الحالي، خاصة مع وجود 90% من قوي اليسار غير منظمة لأي تنظيم يساري لاختلاف أفكارهم.. أو الاتجاه نحو دعوتهم للانضمام للحزب القائم شريطة قصر الأمر علي «الأفراد» وليس التنظيمات السرية والتي قد تؤدي لخلق العديد من المشاكل في المستقبل. في حين يري أنيس البياع نائب رئيس الحزب أن الحياة السياسية ليست في حاجة لتيار سياسي جديد وعلي التيارات المتواجدة أن تنظم نفسها داخل الحزب، خاصة أن الأمر يضع الحزب في مأزق لافتًا إلي أن القضية ليست في إنشاء المزيد من الأحزاب، وإنما في تفعيل الأحزاب القائمة وتنشيطها بدلاً من البحث عن كيانات موازية لها.