حمى البناء تجتاح الأراضى الزراعية ببنى سويف فى العيد

استغل المئات من أهالى بنى سويف، عطلة عيد الأضحى للبناء على الأراضى الزراعية فعلى امتداد الطريق الزراعى القاهرة - أسيوط والذى تقع عليه جميع مراكز بنى سويف لا يخلو مدخل قرية ولا مدينة من تشوين الطوب والأسمنت ومواد البناء لردم مساحات كبيرة والقيام بالبناء عليها بدون ترخيص، فى تحد صارخ للقانون وغياب لجميع اجهزة الدولة.

يرى ممدوح سعد راغب مهندس زراعى انه لا يكاد يخلو مدخل قرية أو مدينة على طول طريق القاهرة - اسيوط الزراعى بمحافظة بنى سويف من أعمال التعدى على الأراضى الزراعية واستمرت عملية تجريف الأراضى الزراعية والتقليل من المساحة المنزرعة فى ظل أزمة مياه الرى وارتفاع أسعار العقارات داخل المدن ووصول أسعار تأجير الشقق السكنية والمحلات التجارية الى أرقام خيالية مقارنة بأسعار الأراضى الزراعية، واشار الى أن اعمال التعدى على الاراضى الزراعية بدأت عقب ثورة 25 يناير وعادت بقوة خلال أيام عيد الأضحى المبارك فى غياب الامن والوحدات المحلية.

ويكشف سالم محمود مواطن من مدينة الواسطى عن ارتفاع سعر المحلات التجارية على طول الطريق الزراعى القاهرة اسيوط مؤكدا ان الاهالى استغلوا البناء على الأراضى الرزاعية فى بناء الكافيتريات والمحلات التجارية ومحطات الوقود وفى بيع اكسسوارات السيارات وأحيانا محلات الخضر والفاكهة مما ساهم بشكل كبير فى ارتفاع اسعار الاراضى ورفع القيمة الايجارية للمحلات التجارية وبالتالى فى تقليل المساحة المنزرعة بشكل كبير وتحويلها الى مناطق سكنية ومنازل ومحلات خاصة عند مدخل مدينة الواسطى.

يشير كامل الراوى مدرس الى أن التعديات شملت اراضى أملاك الدولة ومنافع نهر النيل بل طال كل الجهات والبناء يتم بالقوة الجبرية حيث يستعين الجناة بأقاربهم لافتا الى ان بعض المتعدين لهم وساطات داخل مديرية الزراعة والادارات الزراعية التى تقوم بدورها بتحرير محاضر وهمية لأصحاب تلك الاراضى.

من جانبه، يرى المهندس صابر عبد الفتاح وكيل وزارة الزراعة ببنى سويف أن التعدى على الأراضى الزراعية لا يرتبط بمناسبة، وإنما يتم كل يوم؛ لأن هذه أصبحت ثقافة لدى المواطنين، وفى المحافظة نسبة التعديات على الأراضى الزراعية لا تتعدى 7 حالات فقط خلال الثلاثة أيام الماضية، والمديرية قامت بوضع نوبتجية على مستوى الجمعيات الزراعية خلال أيام العيد للمتابعة ورصد الحالات، حيث يتم تحرير محضر وتتم إزالة فورية بالتنسيق مع الوحدات المحلية والشرطة طبقا لقرار المحافظ.

من جهته شدد المستشار ماهر بيبرس محافظ بنى سويف على ضرورة الإسراع بإزالة أى مخالفة جديدة على الفور وبكل حسم بالتنسيق بين الشرطة و القوات المسلحة فى تأمين عملية إزالة المخالفات وتأكيد هيبة الدولة مع استخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية فى رصد المخالفات على كل قرية ومدينة وعزبة من خلال الاستعانة بخدمات وزارة الاتصالات للكشف الفورى عن محاولات التعدى على الأراضى الزراعية أو المجارى المائية بحيث تعتبر توثيقا بالصورة بما لا يقبل التشكيك مما يردع المخالف ولا يسمح بتقاعس المسئولين.

واكد بيبرس أنه ألزم كل رئيس وحدة قروية والمشرف الزراعى المسئول عن حماية الأراضى الزراعية بعمل خط سير يومى يحدد فيه المخالفات التى وقعت فى دائرته يوميا ويخطر بها رئيس المركز أو المدينة وإعداد تقرير يعرض على المحافظ شخصيا مع تكليف السكرتير العام المساعد بمتابعة المسيرات اليومية ومطابقتها على صور الأقمار الصناعية التى ترد للحافظة شهريا لتحديد المسئولية فى حالة اكتشاف حالات لم تحرر لها محاضر تمهيدا لعرض المقصرين على النيابة فورا مع تكليف المسئول عن رصد المخالفة بتحرير محاضر بالمخالفات التى وقعت فى حينها والانتقال إلى المكان محل المخالفة بصحبة قوة من الشرطة لضبط المخالفين وعرضهم على النيابة العامة.