عبد الفتاح: متاحفنا فى أمان ولا نخشى المتطرفين

العديد من المتاحف التابعة لقطاع الفنون التشكيلية يعانى من طول مدة عمليات الترميم بها التى تمتد لسنوات، من بينها «متحف الجزيرة» الذى مازالت عمليات الترميم مستمرة فيه منذ 24 سنة، ومتاحف أخرى أغلقت ونقلت مقتنياتها إلى مخازن، ومتاحف سرقت بعض مقتنياتها أيام الثورة ولم تعد كل المسروقات، بالإضافة إلى اتهام من قبل البعض عن سوء تخرين مقتنيات المتاحف التى تمثل ثروة فنية وقومية وتراثية.

حملنا هذه الأسئلة وتوجهنا بها إلى أحمد عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض بقطاع الفنون التشكيلية، والمشرف على عمليات الترميم بالمتاحف فكان لنا معه هذا الحوار:

■ صف لنا الإجراءات الأمنية التى اتخاذها القطاع لحماية المتاحف؟

- من قبل الثورة وبعد سرقة لوحة «زهرة الخشخاش» أعدنا تقييم الأداء الأمنى للمتاحف، سواء فى اختيار العناصر البشرية أو فى النظم الأمنية، فتم تزويد المتاحف بكاميرات مزودة بخاصية التصوير الليلي، وبوابات إلكترونية. وتم اختيار بعض موظفى القطاع للعمل كأفراد أمن، ومن واقع مسؤليتى أقوم بزيارة جميع المتاحف بشكل دائم ليس فقط متاحف مصر ونحن نتواصل مع الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار، وأيضا وزارة الداخلية استجابة لطلب من وزارة الثقافة تتابع وترسل لجاناً وتكتب تقريرًا عن الحالة الأمنية.

■ ماذا عن أعمال الصيانة والترميم لمقتنيات المتاحف المغلقة التى تتم بالقطاع؟

- لدينا خطة ترتكز على الدراسات العلمية والمهارات الفنية التى يتمتع بها المتخصصون والعاملون بإدارة الترميم. الخطة تهدف إلى الحفاظ على تلك المقتنيات والثروات التى لا تقدر بثمن. ونحن نوفر لهم كل الوسائل والإمكانيات التى تساعدهم على هذه المهمة الفنية.

■ كتب احد النقاد «إن مقتنيات المتاحف فى المخازن مهملة وحالتها سيئة» هل هذا حقيقي؟

- استعجب جدا على من قال هذا الكلام، هل من ينتقدنا مصرى الجنسية وحريص على مقتنيات الدولة ونحن لسنا مصريين مثله، واضح أنها ادعاءات لتشويه، مقعد المعارضة سهل إنما مقعد المسئولية أصعب، من يريد من النقاد أن ينتقدنا يتفضل بمعاينة المخازن قبل أن يكتب ويتحرى الدقة فيما يكتب، وسوف نسمح له بدخول المخازن بصفته ناقداً، نحن نستفيد من النقد الإيجابى، وإنما النقد السلبى الذى غرضه التشهير لا نلتفت له نهائياً.

إما إذا كان من ينتقدنا شخص ليس ذا صفة مهمة فلن نسمح له بدخول المخازن لأنه من غير المعقول أن يعرف الجميع مكان المخازن حفاظاً على ثرواتنا ومقتنيات الدولة.

■ فى ظل الانفلات الأمنى تعرض متحف «مصطفى كامل» للسرقة محتوياته فهل عادت المسروقات؟

- نظرا لقرب المتحف من سجن الترحيل بالقلعة تعرض لسرقة أثناء الثورة وقد تم استرداد عدد (269) من مقتنيات المتحف حوالى 80% من المسروقات، وتعد من أهم المقتنيات بالمتحف، وذلك بفضل شرطة السياحة والآثار والقوات المسلحة والشرفاء من المواطنين المصريين، ونقلت هذه المقتنيات على الفور بمقر الإدارة العامة للترميم، وتمت إعادة الأعمال إلى حالتها الفنية الأولى بعد أن كانت فى حالة يرثى لها من التلف والتدمير أثناء سرقتها.

■ «متحف الجزيرة» تحت الترميم والصيانة منذ 24 عاما .. فما سبب كل هذا التأخير؟

- «متحف الجزيرة» له ظروف خاصة جدا لانه يوجد به مشاكل فى البنية التحتية من خزانات المياه والكهرباء ووحدات الإضاءة وقد انتهينا من المرحلتين الأولى والثانية ويتبقى المرحلة الثالثة التى سوف تنتهى 2015.

■ حدثنا عن المتاحف التى انتهى أو اقترب ترميمها من الانتهاء.

- هذا العام أعدنا افتتاح متحف أحمد شوقى بعد انتهاء أعمال الصيانة من جدران وأثاث وترميم ولوحات وسجاد وتطوير الحديقة الملحقة، وتم تطويره تطويرا شاملا، ومتحف محمود مختار أيضا تم تطويره بالكامل وأعيد سيناريو العرض المتحفى الذى أشرفت عليه لجنة متخصصة، وقريبا سوف يفتتح متحف طه حسين، وتم تخفيض تكلفة ترميم متحف «محمد محمود خليل» من 42 مليون جنيه إلى 21 مليونا، لأن الخطة كانت تطوير كل المكان المحيط بالمتحف، وقررنا الاكتفاء بالتركيز على المتحف فقط.

■ وماذا عن وضع متاحف الإسكندرية من إعمال الصيانة والترميم؟

- اغلب متاحف القطاع بالإسكندرية موجودة ضمن خطة الترميم والصيانة، بالنسبة لمركز محمود سعيد كان مغلقا بسبب تسريب مياه الأمطار وتمت المعالجة، كما يتعاون القطاع لأول مرة مع جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة فى كثير من عمليات الترميم والصيانة بالمتاحف، وأيضا مركز (مكتبة البلدية) وهو يحتوى على أمهات الكتب وتم تطويره بالكامل من قاعات معارض فنية وقاعات اطلاع وكاميرات مراقبة، فى هذه المكتبة نملك نسخة أصلية من كتاب «وصف مصر»، ومعها 11 مجلدا تشرح وتفسر الكتاب، كما أعيد فهرست الكتب بشكل أفضل، وسوف نهدى دار الكتب والوثائق نسخة منه.