انهيار المفاوضات بين الخرطوم وجوبا

ذكرت مصادر بإثيوبيا أن المفاوضات الجارية بين دولتى السودان وجنوب السودان بإقليم بحر دار الإثيوبى قد أوشكت على الانهيار، وذلك إثر اتخاذ وفد الجنوب قرار تعليق مفاوضاته المباشرة مع وفد الخرطوم على الرغم من لقاء القمة الذى عقد فى القمة الإفريقية الأخيرة بين عمر البشير رئيس السودان ونظيره الجنوبى.


وجاء قرار الوفد الجنوبى احتجاجا على ما أسماه اعتداءات الطيران الحربى السودانى على بعض المناطق داخل حدود دولة الجنوب، وفق الناطق الرسمى باسم الوفد عاطف كير.

ومن جانبها، نفت الحكومة السودانية إقدام قواتها على أى عمل عدائى ضد جارتها الجنوبية، وقال الناطق الرسمى باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمى خالد سعد: إنه برغم وجود قوات للجيش الشعبى فى منطقة تمساحة بولاية شرق دارفور التابعة للشمال فإن الجيش السودانى لم يقم بأى اعتداء على قوات الجنوب.

وفشلت عدة جولات سابقة فى التوصل لأى نتيجة أو تقريب وجهات النظر بين طرفى الخلاف حول جميع القضايا التى يختلفان عليها.


ولم يتبق لمهلة مجلس الأمن الدولى التى منحها للطرفين بهدف التوصل لحل سوى أسبوعين فقط، حيث تنتهى بحلول الثانى من أغسطس المقبل


ومن جهته، أبلغ وفد جنوب السودان لجنة الوساطة الإفريقية بموقفه بشأن «قصف جوى سودانى فى عدة مناطق داخل الحدود الجنوبية» كما اتهم كير الجيش السودانى بقصف عدد من المناطق بولاية شمال بحر الغزال داخل حدود بلاده امس الاول.


وأضاف: «قررنا وقف التفاوض المباشر مع السودان لأنه فى الوقت الذى نبحث فيه مع الخرطوم عن حلول سلمية فإن الطيران يقوم بضربنا فى عدد من المناطق الحدودية».


وأعلن كير أن مفاوضى الجنوب قدموا شكوى مكتوبة للوساطة الإفريقية، وخاطبوا رئيسها ثابو مبيكى بتطورات الأحداث.

وأكد الناطق الجنوبى إصرار الوفد على عدم الانخراط بأى اجتماعات مباشرة بعيداُ عن الوساطة الإفريقية، وقال للصحفيين: «لن نجلس فى تفاوض مباشر ولا يمكن التفاوض مع الخرطوم بعد اليوم إلا بوجود الوساطة» مشيرا إلى تباعد المواقف برغم مضى عدة أيام على المفاوضات مضيفا إن ما جرى داخل غرف التفاوض أضاع فرصة الاستفادة من لقاء الرئيسين عمر البشير وسيلفاكير ميارديت السبت الماضى على هامش القمة الإفريقية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، متهما الخرطوم بعدم الجدية فى التوصل إلى حل.وفى الأثناء، عقدت الوساطة الإفريقية اجتماعا لمناقشة شكوى دولة الجنوب.


وقال مسئول إفريقى: إن الوساطة سترد على شكوى الوفد الجنوبي، مشيرا إلى أن استئناف لقاءات الوفدين سيكون بأديس أبابا التى ستنتقل إليها الوفود.