في مثل هذا اليوم الأسود 1 فبراير من عام 2012 عاش الوسط الرياضي المصري بل والشعب المصري كله مأساة حقيقية ألا وهي مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها 74 من خير شباب مصر ليس في حرباً أو قتالاً بل فى مباراة كرة قدم بدأت من أجل المتعة ولكنها انتهت بمأساة يعاني منها الشعب المصري حتى الآن. في وسط أجواء احتفالية وكعادة الجمهور الأهلاوي يغادر القاهرة إلي بورسعيد حيث مباراة فريقه مع نادي المصري البورسعيدي أجواء غير طبيعية وتوتر يظهر قبل المباراة من خلال هتافات الجماهير البورسعيدية ومع بداية فترة الإحماء تبدأ الأحداث وتصبح أكثر سخونة حيث الألعاب النارية والشماريخ تحلق فوق رؤوس لاعبي الأهلي مؤشرات توحي بمأساة وغليان ينتظر لحظة الانفجار وحكم المباراة يقرر انطلاق اللقاء وكانت النتيجة. انفجر بركان الغضب البورسعيدي والذي لا يعلم احد ما أسبابه حتى الآن ففي لحظات جمهور فريق المصري ينطلق إلي ارض الملعب وخلف لاعبي الفريق الأحمر وفي اتجاه مدرجات الجماهير الاهلوية , وبدأت حرب بين مصريين من دم واحد ومن وطن واحد بدأت الدماء تسيل والقلوب تنفطر علي شباب بدأ يتساقط الواحد تلو الأخر ليس في ساحة حرب ولكن في مدرجات لمباراة كرة قدم، وظهرت المشاهد تتوالي وكأننا نشاهد فيلم سينمائي. اللافتة.. الأزمة " بلد البالة ما جبتش رجالة" لافتة ارتفعت في المدرجات الاهلوية والذي اعتقد البعض أنها شرارة الحرب الذي راح ضحيتها 74 شهيد والذي رأي البعض إنها استفزت الجمهور البورسعيدي والذي قرر الانتقام رغم فوز فريقه. البوابة "البوابة" هي بوابة الممر الذي يخرج منه الجمهور إلي خارج الإستاد والذي سقط خلفه اغلب ضحايا المجزرة حيث ممر ضيق وتدافع جماهيري وبوابة مغلقة لا يعلم احد لما أغلقت ونتيجة للتدافع الشديد تسقط لتقتل تحتها زهرة الشباب والذي ظهر بعد ذلك اثر للحام بها مما يدفعنا إلي التفكير في المؤامرة. أنس "أنس" هو أنس محيي الدين أصغر شهداء المذبحة والذي كتب وصيته القائلة" انه يكفن بعلم مصر , وتخرج جنازته من ميدان التحرير , ويتبرعوا بقرنيته لضحايا الثورة" كلمات أبكت الملايين , لم يعلم حينها أن وصيته ستنفذ بهذه السرعة. كما سقط العديد من شهداء مذبحة بور سعيد ولكل منهما مأساته التي يعلمها أهله فقط وعاشت كل المحافظات يوماً أسود بعد ما رأوا مباراة كرة قدم تتحول إلي جريمة وغرفة ملابس تتحول إلي غرفة عمليات وبكاء وعويل من لاعبي الأهلي و الوقت يمر بطيء الكل في انتظار من ينقذهم. المجلس العسكري أرسل المجلس العسكري طائرتين حربيتين إلى مكان الحادث لإجلاء اللاعبين والمصابين من جمهور الطرفين وخرج المشير طنطاوي لاستقبال الشهداء وأعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام وأمر النائب العام بتشكيل لجنة والذهاب إلي بور سعيد للتحقيق والتوصل إلي الجاني. عقب حدوث تلك المجزرة توقف النشاط الكروي فى مصر تماماً بفرمان من رابطة ألتراس أهلاوى، التى رفضت استئناف أي نشاط كروي، إلا بعد القصاص لزملائهم، وبالفعل لم يعد النشاط الكروي إلا بعد أن قضت محكمة جنايات بورسعيد فى 26 يناير عام 2013، معاقبة 21 متهماً فى قضية مجزرة استاد بورسعيد، بالإعدام شنقًاً، كما قضت محكمة جنايات بورسعيد بمعاقبة أحمد على رجب بالحبس سنة واحدة، ومعاقبة 10 متهمين بالحبس لمدة 15 سنة، بينهم اللواء عصام سمك مدير أمن بورسعيد السابق، وقضت أيضاً بالحكم على 5 أشخاص بالمؤبد، و6 متهمين بالحبس 10 سنوات، ومتهمين بالحبس 5 سنوات، وقضت المحكمة ببراءة 28 شخصاً، كما قررت المحكمة مصادرة الأسلحة المضبوطة معهم. وبعد هذا الحكم التاريخي اشتعلت بورسعيد ليسقط 32 شخصاً وأصيب أكثر من 312 آخرين، وتصاعدت حدة الموقف فى المدينة الباسلة إلى الحد الذي فرضت رئاسة الجمهورية وقتها عليها حظر التجوال وإعلان حالة الطوارئ , لتشتعل بعدها القاهرة ويقوم ألتراس أهلاوي بإشعال النيران في اتحاد الكرة في مارس 2013 وعلي الرغم من عودة النشاط الرياضي وهدوء الأوضاع شيئ ما الي أنه لا تزال الحياة غائبة عن مدرجات كرة القدم ومازالت الأوضاع متوترة بين الأهلي والمصري , ولا يزال هناك حلقة مفقودة في أكبر مذبحة في تاريخ الملاعب المصرية نتمنى ان تكشفها الأيام!!.