مع نهاية معسكر المنتخب الوطني في السودان يكون الفريق قد قطع خطوة جيدة في طريق اعداده للارتباطات المقبلة ..في ظل الحالة الضبابية التي تعيشها الكرة المصرية كانت أي فرصة للتجمع واداء أي مباراة للمنتخب تقدم حتي ولو بسيطاً يحقق للجهاز الفني بقيادة الأمريكي بوب برادلي هدفه أو جزء من هذا الهدف ..وهو بالطبع أفضل من لاشيء . كان لقاءا مصر مع أوغندا ثم تشاد في العاصمة السودانية الخرطوم قد جاءت بمكاسب عديدة فنية ومعنوية وابعد من ذلك. أن يحظي الجهاز الفني بفرصة تجربة 26 لاعبا خلال المباراتين يعطي رؤية جيدة عن كل واحد من هؤلاء اللاعبين ومدي قدرتهم علي الانسجام والتأقلم مع زملائه .. والتجاوب مع فكر الجهاز ..وهو ما أكد عليه برادلي في تصريحاته من أنه من مرحلة إلي أخري يشعر بأن هناك تقدما في درجة الاستيعاب من جانب اللاعبين لطريقته وترتقي قدرتهم علي التنفيذ . كانت المباراة الأولي التي لعبها المنتخب مع أوغندا تجربة مفروضة لكي يشرك لاعبو الاهلي والزمالك معا في تشكيلة تضمهم جميعا ..ورغم أن الشوط الأول شهد العديد من السلبيات الفنية أهم مظاهرها البطء في التمرير وعدم القدرة علي الانتقال بسرعة من الدفاع إلي الهجوم ..ولذلك كانت نتيجة هذا الشوط سلبية وخرج الفريق مهزوما بهدف ..ولكن الشوط الثاني الذي شهد تعديلات باشراك أحمد حجازي ومحمد النني ومحمد صلاح أدي إلي تطورات جيدة في الاداء ..أسفرت عن هدف التعادل لصلاح في أول لمسة له بعد نزول الملعب. الإصرار علي وجود شيكابالا مع أبو تريكة لأطول فترة ممكنة في الملعب كانت من أهداف برادلي ايضا ..وهو ما يؤكد أن القوام الأساسي للمنتخب الذي يسعي للاستقرار عليه لن يخلو من أي منهما ,. التطور الذي حدث في الأداء في الشوط الثاني والسرعة في التحركات وصناعة الهجمات بصورة متوالية أعطي أيضا شيئا من التفاؤل للجهاز الفني أن اللاعبين قادرون علي أن ينهضوا من الهزيمة ويحولوها إلي نصر خاصة في ظل الأحباط الكروي الذي تعيشه الكرة المصرية . وجاء اللقاء الثاني للمنتخب أمام تشاد ليفتح أمام الجهاز الفني بابا جديدا من التجارب حيث لعب بتشكيل من دون نجوم الأهلي والزمالك ..والاعتماد علي تشكيلة أغلبها من الشباب الذين بدأوا يثبتون أقدامهم داخل الفريق منهم الهداف محمد صلاح وأحمد حجازي قلب الدفاع الذي يسير بخطي جيدة ..و أيضا النني وأحمد الشناوي حارس المرمي الذي فرضت الظروف أن يكون الحارس الوحيد قبل لقاء تشاد . ولكن مع تقدم مستويات الشباب وتأكيد دورهم المؤثر في اللقاءين الأخيرين فأن عناصر الخبرة هي الأخري أكدت جدارتها فها هو محمد أبو تريكة يعود للتهديف ويلعب مباراة كاملة ..ويتربع حسام غالي علي برج تألقه بأداء واع وتحركات تقف علي قدمين خبيرتين في قيادة الفريق ودعم هجومه بقدرات بدنية راقية . وأيضا يبدو عودة شيكابالا إلي التقدم درجات علي طريق الانسجام مع الفريق ويظهر قدرته علي صناعة الخطورة علي مرمي المنافسين ..ويبقي لاعبين آخرين من اصحاب الخبرات لم يكونوا في رحلة السودان منهم أحمد حسن وعمرو زكي وعماد متعب ووائل جمعة وغيرهم من اللاعبين الذين كان لهم تأثير كبير في الرحلة الماضية فضلا عن المحترفين محمد زيدان وحسني عبد ربه وأحمد المحمدي ..وكل هؤلاء مع العناصر الدولية الشابة التي بدأت تظهر في المرحلة الماضية منهم أحمد تمساح وأحمد عبد الظاهر وأحمد حسن مكي وغيرهم يؤكد ان الجهاز الفني بقيادة برادلي لا يعاني من نقص في اللاعبين ولكنه يعاني من توافر المعسكرات التي يستعد من خلالها هؤلاء اللاعبون .