الحظ مخلوق يمر ببيوت الناس، إذا وجد السواد تشاءم، وإذا سمع عبارات السخط إنقبض، وإذا وجد وجها متجهما طفش منه ! ووجوه الناس كالبيوت، وجوه مشرقة وكأنها أبواب مفتوحة، ووجوه مكفهرة وكأنها زنزانة سجن، فلا تلم الحظ إذا رفض أن يقترب من الوجه المغلق الكئيب، وأقبل علي الوجه الباسم الضاحك المتفائل ! إنك تلاحظ في هذه الحياة شيئا غريبا، الذين يشكون لا يزورهم الحظ، والقانعون الراضون يزورهم الحظ عدة مرات، يضاعف نجاحهم، ويزيد ثرواتهم، ويبارك في أعمالهم ! وتجربتي في الحياة أن الطمع شئ غير الطموح، فالذي يطمع يحسد ويلعن ويتمني المصائب لغيره، والذي يطمح يزرع ويعمل ويكافح ويرعي ويجتهد ويحصد ! أعرف عشرات الناجحين في وسطنا الرياضي وخارجه لم أر واحدا منهم ساخطا متجهما، فالسخط والتجهم صفة الفاشلين، ولذلك أنا لم أتعجب عندما زف لنا الإعلام الدولي خبر اختيار المهندس هاني أبوريده عضو المكتب التنفيذي للفيفا ضمن مجموعة من الأعضاء الذين لا يتجاوزون أصابع اليد يحكمون ويتحكمون في قوانين ومعايير اللعبة الشعبية الأولي بأفكارهم وكفاءاتهم وسنوات كفاحهم. لم أتعجب عندما عرفت خبر اختيار أبوريده عضوا في مجلس الاتحاد الدولي »IFAB» وهو الجهة المنوطة بإصدار القرارات المتعلقة بقوانين العبة. وتتمثل أهدافه في حماية وصياغة وتعديل قوانين اللعبة المطبقة علي كرة القدم العالمية حسبما ينظمها FIFA، كما تنطوي مهمته علي ضمان تطبيق قوانين اللعبة بشكل موحد في جميع أنحاء العالم وأن تخضع بناءً علي ذلك للمراقبة مع ضمان الاتساق في ممارسة كرة القدم المنظمة..ويتألف مجلس »IFAB» من الاتحادات البريطانية الأربعة »إنجلترا، واسكتلندا، وويلز، وأيرلندا الشمالية» إلي جانب النخبة من المكتب التنفيذي للفيفا ! أبوريده أحب الناس فأحبته المناصب، وحاربه أعداء النجاح فأنصفته الأقدار، وحافظ علي ابتسامته وبشاشته فزاد أحبائه، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، كيف يكون بيننا كادر دولي بحجم وقيمة وعقلية أبوريده دون أن نستفيد منه في رسم خارطة الطريق نحو رياضة أفضل، كيف يكون لدينا أبوريده ومازال حسن مصطفي المطالب برد أموال حصل عليها دون وجه حق من الاتحاد المصري لليد منذ 15 سنة هو رئيس اللجنة الثلاثية الأولمبية التي تتحكم في مصير مصر الرياضة.. مجرد سؤال ؟!