ابتكر الانسان كرة القدم منذ الفراعنة و ليس كذباً كما يقال الانجليز باحثاً عن المتعة والاثارة و الترويح عن النفس في شكل تنافسي رياضي .. و لكن للاسف هذه الايام اصبحت كرة القدم ممزوجة بكل معاني العنف و الصراع فدخلت قاموس القتل و الحرق بتفوق كبير و كان الدليل علي ذلك مباراة الكرة الكارثية التي اقيمت بين فريقين من المعتصمين أمام مجلس الوزراء ، و بقصد أو بدون قصد دخلت الكرة في ساحة مجلس الشعب و بقصد أو بدون قصد قام بعض اللاعبين بالقفز فوق الاسوار لاحضار الكرة او للاعتصام داخل المجلس نفسة كمزيد من الضغط لتحقيق مطالبهم برحيل حكومه الجنزوري التي لم تمض اسبوعاً او اكثر ، بعد ان اطاحوا بحكومة نظيف و شفيق و شرف . ليس هذا هو المهم و لكن الكارثي هو ما أسفر عنه شوط الكرة في باحة مجلس الشعب ، من شهداء و قتلي وصولا الي عشرة اشخاص و قد يزيدون و تصدرهم الشيخ الشهيد عماد عفت- أمين عام الفتوي بدار الافتاء المصرية بالاضافة الي مايزيد عن ال300 جريح . و لان مباريات الكرة لا تكون بدون شماريخ فقد اشتعلت الشماريخ فخسرنا تراثاً انسانياً غاليا مثل الدم ، لا يقدر بثمن جراء حريق المجمع العلمي الذي احرق فيه كماَّ من نوادر الكتب التراثية من ضمنه نسخة أصلية لكتاب " وصف مصر " .. مما جعلني اشعر ان هناك تتارا بيننا يريدون القتل و الذبح و يعبرون الفرات بجيادهم علي الكتب . هذا ليس بجديد و لا مفاجيء فقد تحدث الصغار ، و هددوا بحضور المباريات الممنوع فيها الجمهور ، مما جعل الكل يتراجع صاغراً و يؤجل المباريات . ولاننا لن نكل او نمل .. يا عالم ان الكرة و الرياضة لهي واحد من ابرز المرايا التي تعكس صورة المجتمع ، و تعطيك مؤشراً عن سلوك أفراده ، فهل نتعلم و نفيق قبل ان ينجحوا في مخططهم بدفعنا نحو الافلاس لنأكل بعضنا البعض وقتها .