تهدد ظاهرة الشماريخ دوري الموسم الحالي بالإلغاء برغم انه لم يمر منه سوي6 مراحل فقط, جميع اطراف الأزمة في حالة من العناد مع بعضها البعض فاتحاد الكرة يصدر بيانات تهديد ووعيد ولجنة مسابقاته تواصل عقوباتها المشددة سواء بتغريم الأندية ماديآ ونقل مبارياتها وأخيرآ إقامتها بدون جماهير, والأندية تري نفسها أنها المظلوم الوحيد في الأزمة من البداية حتي النهاية وأغلب المسئولين بتلك الأندية يرون أن ليس في أيديهم شيئآ وجهاز الشرطة يري أنه غير قادر علي مواجهة تلك الجماهير خاصة بعد أن زال الخوف منهم عقب ثورة25 يناير وفقد الشعب الثقة بهذا الجهاز. أخرهذه الإطراف هو المتهم في كل شئ وهي روابط الألتراس والجماهير والذي يري الجميع أنهم دخلوا في عناد مع مسئولي إتحاد الكرة وأصبحوا لا يهابون شيئآ, فإشعال الشماريخ أثناء وقبل المباريات أصبح فرضا, واقتحام الملاعب سيكون الموضة المقبلة مثل ما حدث خلال مباراة الزمالك واتحاد الشرطة الأخيرة, ما بين تلك الأطراف تبقي الأزمة حائرة في ظل تخلي الجميع عن المسئولية ليصل الحال إلي ما هوعليه الآن, الخبراء والمدربون تحدثوا عن الأسباب الرئيسية لظاهرة الشماريخ, وعن دور الأندية الشعبية في توعية جماهيرها, كما تحدثوا عن مدي تأثيرعقوبات اتحاد الكرة علي الجماهير والأندية من عدمها, وفي النهاية طرحوا بعض الحلول السريعة للحد من الظاهرة, عن طريق حالات مماثلة حدثت في الخارج وتم معالجتها بالفعل, فماذا قالوا: يقول أسامة خليل نجم النادي الإسماعيلي السابق والمحلل الكروي: ظاهرة الشماريخ ظاهرة إنتماء, ولكنها تنفذ بصورة تعرض الأشخاص الأخرين للإيذاء والضرر, فنحن نري مجموعة من المشجعين قد تعاهدت علي إتباع نظام يتفق عليه الجميع, ومن ضمن هذا الإتفاق التعبير عن الفرحة بإشعال الشماريخ بصورة قد يعتقد البعض إنها تعرض الناس للخطر, ففي تصوري أن هذه الظاهرة ستتفاقم حتي تصل لحالة من العناد فيما بين جماهير الكرة ومسئولي إتحاد الكرة, ولن يوق-ف هذه الظاهرة سوي قرارات أمنية تجرم استخدام الشماريخ كما حدث مع الشرطة المغربية حينما أصدرت قرارآ بتجريم استخدام الشماريخ داخل الملعب خلال مباراة الترجي التونسي مع الودادالمغربي بنهائي دوري الأبطال الإفريقي, وكانت العقوبة هي الحبس لمدة سنة وحتي ثلاث سنوات للمتسبب في إشعال المدرجات بالشماريخ, وكذلك الحال مع الشرطة الصربية أثناء مباراة إيطاليا مع صربيا في العام الماضي والتي أصدرت خلالها الشرطة الصربية قرارآ بحبس كل من يستخدم الشماريخ ل6 شهور. فالشماريخ تعدت وتخطت مسألة الإنتماء إلي الدخول في تيارات سياسية إستخدمها السياسيون للضغط علي الحكومات, فأرجو الإنتباه إلي هذه النقطة حتي لا تصل ظاهرة الألتراس إلي السياسيين حتي لا تصل الأمور إلي مالايحمد عقباه. وبسؤاله.. هل العقوبات التي يطبقها إتحاد الكرة في ضوء لائحته بنقل المباريات واللعب بدون جماهير أو توقيع عقوبات مالية تعتبر كافية للحد من ظاهرة الشماريخ في الملاعب, أكد أسامة خليل قائلآ: عقوبات إتحاد الكرة خاطئة من الأساس, فإذا أخذنا في الإعتبار ما يتم من الإتحاد الأوروبي لكرة القدم في عقوباته ضد الأندية, فنري أنها تتمثل في شيئين: إذا تم إشعال الشماريخ بصورة جماعية يعاقب النادي بغرامة مالية, ولكن لاتنقل مبارياته ولاتلعب لقاءاته بدون جماهير, إلا في حالة إلقاء الجماهير للشماريخ داخل الملعب لإصابة الحكام واللاعبين, فما يفعله مسئولي إتحاد الكرة حاليآ إبراز للعضلات معتقدآ أنه سيخيف الجماهير ويرهبها, وتناسي إتحاد الكرة أن شعب كرة القدم لم يعد يخاف أو يهاب ولذلك أصبح العناد صفة أساسية و أبلغ دليل علي ذلك إقتحام الألترس الزمالكاوي لمباراة فريقه أمام إتحاد الشرطة ونفد تهديده لإتحاد الكرة بل وأشعل الشماريخ. وعن الحلول السريعة للحد من ظاهرة الشماريخ قال أسامة خليل: في إتخاذ القرارات يجب أن يكون هناك حلول جذرية من أهمها تهدئة الجماهير في البداية وذلك بتغيير أصحاب القرار في إتحاد الكرة لكسب الثقة مرة أخري للمواطن المصري وأنه هناك عدالة, بالإضافة إلي ذلك إصدار قانون سريع من خلال المجلس العسكري لتجريم إستخدام الشماريخ بعقوبة الحبس وليس بعقوبة المخالفة. وعن دور الأندية الشعبية والجماهيرية ال6 وهي( الأهلي والزمالك والإسماعيلي والإتحاد السكندري والمصري والمحلة) لتوعية الجماهير أشار أسامة خليل إلي أن الأندية الشعبية في موقف لاتحسد عليه, فهي أكثر عناصر اللعبة تضررآ من ظاهرة الشماريخ, فالأندية الشعبية تقف مكتوفة الأيدي بين قرارات عنترية من إتحاد الكرة تقابل بعناد جماهيري من هذه الأندية, خاصة وأن كل هذه الأندية الجماهيرية لاتمتلك قيادات يمكنها التأثيرعلي جماهيرأنديتهم. وقال طارق يحيي المدير الفني لمصر المقاصة: أعتقد أن أزمة الشماريخ هي الشغل الشاغل للجميع هذا الموسم وهناك من يري أنها أزمة لا تجد حلا ولكني أؤكد أن حلها سهل جدآ للغاية, وأضاف: رجال الأعمال التي تمول تلك الجماهير وروابط الألتراس معروفة لدي الجميع لذا يجب التحدث معهم ومحاولة الوصول إلي حل مرضي ومقنع, علي أن يتولي هؤلاء إقناع الروابط بعدم استخدام الشماريخ وكذلك رفض اقتحام الملاعب في حالة إتخاذ إتحاد الكرة قرارآ باللعب بدون جمهور, وأشار طارق يحيي إلي أن هناك حل أخر وهو إقامة المباريات ظهرآ, بمعني أن تلك الشماريخ لن تجد لها فائدة وليس لها معني لذا ستمتنع الجماهير عن إستخدامها. أما اللواء يوسف حرب الدهشوري رئيس إتحاد كرة القدم السابق فيقول: ظاهرة الشماريخ بدأت خارج مصر, فأول معرفتي بالشماريخ كان خلال مباراة مصر والإمارات بدبي منذ9 سنوات, عندما كنت رئيسآ لإتحاد الكرة, فقد كنت جالسآ في المقصورة بجوار سمير زاهر والشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الحالي وخلفي مباشرة مقعد الراحل محمد القاسمي شقيق وزير الشباب والرياضة بالشارقة, وكانت أجواء المباراة جيدة حتي الدقيقة87 من المباراة حيث نجح المنتخب الإماراتي في أحراز هدف, لتعم الفرحة بالملعب وتظهر الشماريخ, وفجأة شاهدت أحد الشماريخ تتجه ناحيتنا وبالأدق ناحيتي فهرولت من علي مقعدي لتفاديه ليتجه ويضرب في المقعد الذي يجلس عليه رحمه الله محمد القاسمي الذي سقط في بركة من الدماء ورأيت أن إحدي أذنيه قد قطعت بسبب الشمروخ, بعدها يحمله رجال الإسعاف للمستشفي لإسعافه ولكنه توفي في الحال بسبب الشمروخ, وعلمت أن أسرة المتوفي أعفت عن مستخدم الشمروخ الذي توفي علي إثره القاسمي, وللعلم كنت أعتقد أن ماحدث كان إغتيال سياسي ولكن علمت أنه مجرد لعبة بسبب الجهل والفرحة بدون تعقل وعدم الوعي الإيجابي. وعن قرارات إتحاد الكرة تجاة الظاهرة أكد الدهشوري حرب أن كل قرارات إتحاد الكرة التي إتخذها سليمة100%, فقد كنت أتخذ مثل هذه القرارات وقت أن كنت رئيسآ لإتحاد الكرة, وكان الإنضباط يسود مسابقة الدوري وقتها, ولكن الخطأ الوحيد الذي وقع فيه مسئولي إتحاد الكرة هو تأخره في إتخاذ هذه القرارات من البداية, كما أري أن العقوبات الحالية ليست كافية ويجب أن تزيد لتصل للعب بدون جمهور لمباراتين أو3, وإذا تمادت الجماهير في إشعال الشماريخ يجب علي إتحاد الكرة التمسك بقراراته الرادعة فلا يفل الحديد إلا الحديد, وأري أن جماهير الألترس في جميع الأندية مجموعة من المثقفين والمتعلمين ولكن يندس وسطهم البلطجية لخلق روح من الهمجية وعدم الإنضباط, وإن لم تتوقف الجماهير عن إشعال الشماريخ بفضل العقوبات الرادعة, يتم إيقاف مسابقة الدوري لأجل غير مسمي, كما أوصي مسئولو إتحاد الكرة بعدم الإجتماع مع هذه النوعية من الجماهير مهما حدث. وأشار الدهشوري حرب إلي أن لرؤساء الأندية الشعبية دور رئيسي للحد من هذه الظاهرة, فهناك علاقة قوية تربط بين مجالس أدارات الأندية الشعبية وجماهير الألترس, ويجب التنسيق فيما بينهما قبل أي مباراة, فمنذ12 عامآ وصلتني معلومات مؤكدة بحدوث كارثة من الجماهير بتكسير المقاعد وإلقاء الحجارة خلال مباراة القمة بين الأهلي والزمالك, وعليه توجهت لذكي بدر وزير الداخلية وقتها وطلبت منه عقد إجتماع قبل المباراة بمكتب عبد المنعم عمارة وزير الشباب والرياضة وقتها يضم مديري أمن القاهرة والجيزة ومدير مباحث القاهرة ومسئول الأمن القومي ورئيسي مجلسي إدارة الأهلي والزمالك, وخلال الإجتماع قلت أن من يديرون رابطتي مشجعي الناديين معروفين للجميع, وإتفقنا علي أن يقوم بتأمين المباراة في المدرجات رؤساء روابط المشجعين وهم أيضآ من كان يقف بالمرصاد لمن يخرج عن النص من الجماهير, وكانت مسئوليتهم الوقوف في وجه من يخالف النظام بجانب رجال الأمن. ومن جانبه يري ربيع ياسين المدير الفني للمنتخب الوطني للشباب لكرة القدم أن من ضمن الأسباب الرئيسية وراء إنتشار ظاهرة الشماريخ في ملاعبنا المصرية ترجع إلي عدم التوعية الحقيقية والإيجابية من خلال وسائل الإعلام المختلفة وكذلك ورارة الصحة, فمن يقوم بإشعال الشماريخ يعرض أشخاصآ كثيرين للضرر الصحي الجسيم وكذلك يعرض نفسه والأخرين لأمراض الصدر بسبب الدخان الكثيف الصادر من الشماريخ والذي يستنشقه هو و من حوله, فيؤثر بشكل سلبي علي الجهاز التنفسي, وكذلك علي الإبصار, بناء علي ذلك يجب أن يقوم كل من الإعلام ووزارة الصحة بدور التوعية للحد من هذه الظاهرة الغريبة علي ملاعبنا. وعن عقوبات إتحاد الكرة ضد جماهير الأندية التي تشعل الشماريخ أكد ربيع ياسين علي أن هذه العقوبات لن تردع الجماهير التي تقدم علي إشعال الشماريخ, وللأسف ليس لدي إتحاد الكرة أكثر من ذلك ليفعله تجاه هذه الجماهير ليجعلها تقلع عن هذه الظاهرة السيئة, ولكن أري أن العقاب الأمني أو الحل الأمني هو الوحيد الذي سيردع هؤلاء الدخلاء علي ملاعبنا, فالعقوبة الأمنية هي الحل الأمثل ليكون مستخدمي الشماريخ عبرة لغيرهم. وعن دور الأندية الشعبية في توعية جماهيرها للحد من هذه الظاهرة أشار ربيع ياسين إلي أن هذه الأندية ليس لديها سوي النصيحة لتقدمها لجماهيرها, وأري أن الأندية مظلومة فيما بين جماهيرها وإتحاد الكرة الذي يقوم بمعاقبة الأندية باللعب بدون جمهور أو نقل مبارياتها بذنب جماهيرها التي لن ترجع عما تفعله, وقريبآ سيتخذ إتحاد الكرة عقوبات ضد الأندية بخصم نقاط منها, ولكن يجب أن تعلم جماهيرالكرة أن ما يحدث من إشعالها للشماريخ يضر بأنديتها وليس تشجيعآ لأنديتها. ويري حمزة الجمل المدير الفني لتليفونات بني سويف أن أزمة الشماريخ سببها عدم الألتزام باللوائح والقوانين المنظمة للعبة والتي أقرها إتحاد الكرة إنبثاقآ من لوائح الإتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا. وشدد الجمل علي ضرورة مساندة إتحاد الكرة في الإلتزام بالعقوبات التي يفرضها علي المخالفين حتي يبتعد الجميع عن تلك الظواهر الغريبة في التشجيع. ودعا المدير الفني لتليفونات بني سويف الجماهير المصرية إلي إبتكار طرق للتشجيع تناسب عقائدنا وعاداتنا الشرقية بعيدآ عن التقليد الأعمي لكل ما هو أوروبي. ومن جانبه قال عبد الحميد بسيوني المدرب العام لحرس الحدود: أعتقد أن الحوارهو أفضل الطرق لحل أزمة الشماريخ التي تهدد الدوري بالإلغاء, فيجب أن تلتزم جميع عناصر اللعبة بالإنضباط وأن يقوم كل طرف بواجباته علي أكمل وجه, وأضاف: يجب أن يجلس جميع الإطراف سواء إتحاد الكرة وجهاز الشرطة ومسئولي الأندية وروابط الألتراس في كل الأندية مع بعضها البعض لكي يصلوا إلي صيغة تنتهي معها تلك الأزمة التي نعتبرها غريبة جدآ عن ملاعبنا, وأشار بسيوني إلي أن مسئولي الأندية وإتحاد الكرة قادرون علي تجاوز الأزمة بالحوار مع قيادات الروابط لأن الأندية أصبح يصيبها ضرر كبيرعن طريق حرمان فرقهم من جماهيرها الوفية المخلصة, وكذلك موارد المباريات التي تصل في بعض المباريات إلي ما يقارب من المليون جنيه. وذهب وليد هويدي مدير الكرة لمصر المقاصة إلي أن أزمة الشماريخ لها عدد من الحلول بشرط أن يكون هناك تعاون بين الجميع علي إيجاد آلية لإنهاء تلك الظاهرة, وقال: لدينا تجربة تم تطبيقها في إستاد الفيوم وهي اللجان الشعبية التي قامت بتفتيش الجماهير وإستطاعت منع دخول16 شمروخا إلي الإستاد, وهناك حل أخر وهو الإجتماع بقادة الجماهير وروابط الألتراس والوصول لصيغة تفاهم معهم مع وضعهم في الصورة بحيث يكون لهم دور في حلها وقتها سيكونوا علي قدر المسئولية وسيحاولون منع دخول الشماريخ لملعب المباراة.