محمد نبيل: عندما يتساءل البعض عن العوامل التي من شأنها أن تساهم في نجاح مسابقة الدوري وأستقامة المسابقات داخل إتحاد الكرة, لابد وأن يقفز إلي الأذهان أن الأنضباط والألتزام بالقوانين واللوائح هو أول تلك الأسباب التي تضع الدوري علي أول درجات النجاح, وهذا هو الدور الواقع علي عاتق لجنة المسابقات التي تسن القوانين ولائحة العقوبات التي تكون المرجع الحقيقي بين الإتحاد وأي فريق يخرج عن النص ويقع في الخطأ سواء كان سوء سلوك أو شغبا جماهيريا أو أعتراضات علي الحكام بطرق غير لائقة وغيرها من الأخطاء التي تستوجب العقاب, هذه المعطيات لابد وأن تؤدي في النهاية إلي مسابقة ناجحة فالجميع يعلم واجباته ودوره كما يعلم حجم العقاب الذي يتعرض له في حال وقوعه في أي خطأ خلال مبارياته بالموسم. وفي الدوري المصري يكون كل شيء معلنا قبل الموسم والجميع يتحدث عن العقوبات المشددة والمغلظة وفي النهاية لا شيء من هذا التهديد يري النور, ولعل الموسم الماضي يحمل الدليل الدامغ علي أن لجنة المسابقات بإتحاد الكرة تتحدث ولا تعمل, بل وتطلق ما يسمي العقوبات الوهمية بما يمثل خداعا للجماهير, فمع نهاية الموسم الماضي وتحديدا في يوم21 يوليو خرج عامر حسين رئيس لجنة المسابقات بتصريح نشر في أغلب وسائل الإعلام مفاده أن اللجنة وإتحاد اللعبة قرر ألغاء كل العقوبات المادية التي تم توقيعها علي الأندية والتي تعدت ال200 مليون جنيه وجاءت كلها وفقا للائحه لجنة المسابقات التي تم وضعها في بداية الموسم. وأشار حسين ضمن تصريحه إلي أن هذه الغرامات يتم تحصيلها من مستحقات الأندية لدي اتحاد الكره عن الموسم ويتم إسقاط باقي الغرامات المتبقيه قبل بدء الموسم الجديد, خاصه وأن مجلس إداره اتحاد الكرة يحرص علي التخفيف عن الأندية بإسقاط مديونياتها ومنها الغرامات التي يتم فرضها خلال البطوله حتي تدخل الأنديه الموسم الجديد وهي غير مثقلة بالمديونيات التي تعوق عملها. فهل يعقل أن توقع اللجنة غرامات بملايين الجنيهات ثم تأتي في النهاية ويتم ألغائها, ثم تأتي اللجنة نفسها وتطالب الأندية بالألتزام أو تحمل تبعات العقاب والغرامات, فكيف تنصت الأندية إلي نداءات اللجنة وهي تعلم أن عقوباتها مجرد كلام ومن نوع الخداع فقط وما حدث الموسم الماضي سيحدث في الحالي وما يستتبعه من مواسم. ولعل هذا يفسر إصرار الجماهير علي أشعال الشماريخ رغم عقوبة عشرات الألاف من الجنيهات التي يتكبدها النادي أو بمعني أدق من المفترض أن يتحملها- فالجماهير تعي تماما أن تلك العقوبات إعلامية فقط وفي النهاية ستسقط العقوبة المادية, ولا تهتم الجماهير لما يقال عنه' نقل مباراة' فالجمهور في كل مكان وحتي لو تم نقل مباريات الأهلي والزمالك لأي دولة عربية شقيقة أو حتي أوروبية فستجد لهم جمهورا. وللعلم فقد قرر إتحاد الكرة ألغاء تلك العقوبات لكسب رضا الأندية قبل عموميته غير العادية بعد أن تكتلت ضده جبهة معارضة تكونت من أكثر من مائة ناد, والموقف الضعيف الذي دائما ما يقف فيه إتحاد الكرة أمام الأندية يجعل باب المجاملات مفتوح علي مصراعيه دون الألتفات إلي هيبة الإتحاد أو حتي قدرته في السيطرة علي الأندية. ومن ضمن العقوبات التي تم إعتمادها الموسم الحالي' يتكبد النادي10 آلاف جنيه للسباب الجماعي وحال إيقاف الحكم للقاء وسيتم تغريم النادي20 ألف جنيه, إضافة لبند اللافتات العنصرية حيث أنها تنص علي تغريم النادي30 ألف جنيه علي الأقل وفي حال التكرار يخوض النادي لقاء بدون جمهور. وحتي يوضح الفارق بين الدوري المصري وعدم إستقامته بسبب عدم قيام لجنة المسابقات بواجباتها الطبيعية, فأن الإتحاد الإفريقي لا يعرف' الفصال' كما هو الحال لدينا فالعقوبة عندما تطبق لن ولم يتم التراجع عنها ولعل النادي الأهلي اكثر من تعرض لتلك العقوبات بسبب الشماريخ التي أشعلها الجمهور أمام زيسكو يونايتد الزامبي وفرض عليه الاتحاد الإفريقي( كاف) مواجهة الوداد المغربي علي أرضه دون جمهور, وكان للعقوبة أثر كبير علي مشوار الفريق في البطولة. ونفس الأمر بالنسبة للزمالك الذي تعرض لعقوبة مالية ضخمة بسبب نزول جماهيره لأرض الملعب خلال مباراته أمام الإفريقي التونسي, وألتزم الأهلي والزمالك بالعقوبة ولم يطلب كل منهما بتخفيفها لماذا ؟- لأن اللوائح واضحة والإفريقي إتحاد قوي يطبق عقوباته علي الكبير قبل الصغير فكان الألتزام وعدم الخروج عن النص بدليل أن جماهير الأهلي لم تعد للشماريخ لأنها كانت ستضر فريقها مرة أخري, لكن في الدوري المحلي فالمجاملات والعقاب علي الكيف والمزاج فتطبق علي فريق ويتغاضي عن تطبيقها علي فريق أخر, وهذا ما يصنع حالة الاحتقان لدي الجماهير. وحتي الأن أعلنت اللجنة عن عقوبات مادية مغلظة علي القطبين تارة بسبب الشماريخ وأخري بسبب المؤتمرات الصحفية وغيرها للسباب الجماعي, ولكن في نهاية الموسم سوف يتم ألغاء تلك العقوبات مثلما حدث مع بداية هذا الموسم وسيكون المبرر موجود كما يفعل الإتحاد في كل قرار عكسي يطبقة لقراره أخر قد سبقه.