مازال زلزال خسارة الزمالك للقب الكأس أمام انبي في موقعة 11 أكتوبر الماضي يضرب القلعة البيضاء بقوة تفوق قدرات مقياس ريختر علي الرصد.. »الحلم الجميل« الذي تحول في ستاد القاهرة لكابوس مرعب طارد جماهير الزمالك في أوقات الصحيان قبل النوم أصبح حديث الصباح والمساء في ميت عقبة.. الكل يسأل.. الكل حائر.. الكل يبحث عن الجاني في قتل فرحة الملايين من عشاق الفانلة البيضاء والآلاف الذين ملأوا مدرجات الاستاد عن أخرها بحثا عن لقب يريح الأعصاب المشدودة ويشفي آلام السنوات السبع العجاف السابقة. لم يكن يتخيل اكثر المتشائمين أن فرح الزمالك سيتحول إلي مأتم.. وان كرسي في كلوب المئوية البيضاء سيصبها في مقتل وسيطفيء أنوار »أولاد شحاتة« الذين دخلوا المواجهة النهائية أمام الفريق البترولي وهم يعتقدون انهم فائزين لامحالة.. وان المباراة التي لم يطلق الحكم السويسري جيروم صافرة بدايتها مجرد مباراة استعراضية سيعتلون بعدها لمنصة التتويج لحمل الكأس الغالية والتقاط الصور التذكارية ثم الرقص مع جماهيرهم التي لبت النداء وحضرت بالآلاف من كل اطراف وشوارع وحارات مصر للتوقيع علي ورقة عودة الزمالك للحياة من جديد. عندما تولي »المعلم« حسن شحاتة مسئولية الزمالك الفنية خلفا لحسام حسن كان كل من ينتمي للقلعة البيضاء يراهن علي خبرة »المعلم« في قيادة السفينة البيضاء لإستعادة البطولات.. وزادات الاحلام بعد فوز الزمالك بالمباراة تلو الأخري في الكأس ولكن كانت ادارة شحاتة للمواجهة النهائية ليست علي ما يرام ليخسر الفريق الأبيض بطولة اعتقد الكثيرون انها في ميت عقبة لامحالة. أسرار ضياع الحلم أسرار كثيرة وخبايا عديدة لعبت دورا مؤثرا في تكسير الاحلام البيضاء علي صخرة الطموحات البترولية أهمها أن حسن شحاتة تنازل - كغيره من مدربي الزمالك السابقين - عن عقاب شيكابالا الذي اعتدي علي زميله هاني سعيد قبل موقعة حرس الحدود ليتعرض هاني لاصابة حرمة الفريق من جهوده وليؤكد شيكابالا انه أقوي من أي مدرب يتولي مسئولية الفريق بعدما تكرر نفس السيناريو من قبل مع حسام حسن ورودكرول وهولمان ومحمود سعد.. وفي كل مرة كان الفهد الأسمر »يخرج عن النص« ويلعب بعدها أساسيا. فضائيات الفرح لم ينجح شحاتة في تهيئة لاعبيه لمواجهة انبي وفقد السيطرة عليهم تماما خاصة أن جميع نجوم الفريق بداية من »ميدو« المستبعد مرورا بعبدالواحد السيد وعمرو زكي وأحمد حسن كانوا يجهزون للاحتفال في الفضائيات بعد الفوز بالكأس وأنهوا اتفاقات مع مقدمي البرامج بالفعل قبل »الهنا بسنة« ودفعوا ثمن ذلك غاليا بخسارة اللقب ونالوا من »السباب والشتائم من جماهيرهم التي نزفت بدلا من الدموع دما في ستاد القاهرة وهي تري هدفي عادل مصطفي وأحمد عبدالظاهر تخترق شباك عبدالواحد السيد. لم يتعلم شحاتة من درس السودان عندما خسر المنتخب مباراة الجزائر الفاصلة في تصفيات كأس العالم 2010 أن يذهب للخرطوم عندما هلل اللاعبون والجماهير واحتفلوا بالتأهل للمونديال العالمي ولكن »الخضر« حققوا الفوز مثلما فعلها انبي أمام الزمالك وأقصاه بالضربة القاضية وتفوق مختار مختار علي شحاتة فنيا. النوايا السيئة دفع المستشار جلال ابراهيم رئيس الزمالك واعضاء مجلسه ثمن »دعوات الفرح« التي وزعوها علي جميع »المعازيم« لحظور المباراة النهائية للكأس للاحتفال بفوز الفريق الأبيض باللقب.. وهم ما لم يحدث لان »النوايا السيئة« في ميت عقبة كانت تحيط بالفريق الذي خرج عن مساره وأكتفي بالمركز الثاني الذي يعشق لاعبوه الجل فوق مقاعده في جميع البطولات. لم يظهر شيكابالا فتي ميت عقبة الأول والذي أعتاد الرقص مع الجماهير في مباريات الادوار التمهيدية أمام انبي لان الفهد الأسمر لايملك السيطرة علي نفسه وانفعالاته ويفتقد للاتزان النفسي عند المواقف الصعبة.. وهو ما قاله أحد اعضاء الجهاز الفني بأن »شيكا« لايستطيع تحمل المسئولية ومواجهة ضغوط الأحداث الكبري ولايمكن الاعتماد عليه.. ونفس الحالة لخصها أحمد حسام »ميدو« مهاجم الزمالك عندما قال: شيكابالا »مش مضمون« حبة فوق وحبة تحت«!! والغريب أن لاعبي الزمالك الذين دخلوا أرض ملعب ستاد القاهرة وهم في قمة النشوة والفرحة قبل اللقاء الحاسم أمام انبي خرجوا منكسي الرؤوس ودخلوا في نوبات من البكاء خاصة أحمد جعفر وعمر جابر والميرغني وحازم امام.. ولعب عمرو زكي دور البطولة المطلقة في التمثيل والتظاهر بالبكاء عندما أصر علي عدم البقاء في غرفة خلع الملابس مع زملائه وخرجه غاضبا باكيا أمام كاميرات الفضائيات لدرجة ان حسن شحاتة أرسل له كلمة قصيرة مع أحد العاملين بغرف خلع الملابس: قولوا لعمرو كفاية تمثيل!! »انتهي الدرس« قالها مختار مختار المدير الفني لانبي لحسن شحاتة ونجومه.. واتقوا الله فينا قالتها جماهير الزمالك بعد ضياع »الحلم الجميل« بالفوز بأول لقب مع »المعلم« صائد البطولات الذي فقد »سنارته« في بحر انبي الهائج.