خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة: صدى فارغ وسط معركة سياسية وداخلية محتدمة    عاجل.. النصر يتصدر الدوري السعودي بثنائية في الاتحاد    "المشاط": الشركات الناشئة أصبحت أحد المحركات الرئيسية للتنمية الاقتصادية    كل ما تريد معرفته عن خطة ترامب في غزة    الدويري: ما يميز التحرك المصري في الملف الفلسطيني منذ 2014 هو الثبات الكامل    استقرار نسبي في أسعار الفراخ فى المنيا يوم الجمعة 26 سبتمبر 2025    المحامي العام يعاين موقع انفجار وانهيار مصنع ملابس بالمحلة الكبرى    فرانسيس آرتشر: المتحف المصري الكبير نموذج عالمي للتعاون بين المهندسين والمعماريين    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا السبت 2792025    لحظات لا ترد فيها الدعوات.. سر آخر ساعة من يوم الجمعة    عاجل - اغتنمها قبل الغروب.. أفضل الأدعية في آخر ساعة من يوم الجمعة    محمد ممدوح يهدي تكريم مهرجان الغردقة لسينما الشباب للشعب الفلسطيني    شارك والعب واكسب.. يوم حافل بالأنشطة والهدايا في معهد ثربانتس بالقاهرة ضمن اليوم الأوروبي للغات    مصر والسعودية تبحثان سبل تعزيز التعاون في مجال الطيران المدني    منتخب مصر للكرة النسائية يتأهل للدور الثالث في تصفيات كأس العالم بثلاثية على غينيا    غادة طلعت ابنة خال رانيا يوسف في مسلسل "لينك"    خناقة على الزبالة.. الأمن يكشف تفاصيل مشاجرة جامعي القمامة بالإسماعيلية    نتنياهو: على إسرائيل «إنجاز المهمة» ضد حماس في غزة    نتنياهو: 99% من الكنيست ضد إقامة دولة فلسطينية    وزير الخارجية يلتقى قيادات مجلس الأعمال للتفاهم الدولى    برلماني: الاعتراف الدولي بفلسطين يمثل انتصارا دبلوماسيا لمصر    إيرادات فيلم درويش تصل إلى 55.7 مليون جنيه في 6 أسابيع.. والشاطر يتخطى 110 ملايين    سلوى محمد علي تناشد المسئولين بدعم صناع الأفلام المستقلة    الشارقة يهزم كاليفورنيا إيجلز في أولى مباريات بطولة العالم للأندية لليد    بعد تصريحاته ضد الخطيب .. إيقاف برنامج مساء الأنوار وإحالة مدحت شلبي للتحقيق    الكرملين: الحديث عن استعداد دول الناتو لإسقاط المقاتلات الروسية «غير مسئول»    الصحة تختتم برنامجا تدريبيا لتعزيز الكشف المبكر وعلاج سرطان الرئة    وزيرة التنمية المحلية: إزالة أدوار مخالفة ب3 عقارات بالقاهرة والجيزة.. صور    ضمن فعاليات "صحح مفاهيمك".. "أوقاف الفيوم" تواصل تنظيم القوافل الدعوية للواعظات (صور )    وزير الشباب ومحافظ الجيزة يفتتحان عددًا من المنشآت بنادي 6 أكتوبر    فرصة لتعيين مدرسين في تخصصات «هندسية واقتصادية».. وظائف خالية بالمعهد القومي للنقل    استعدادا لموسم الأمطار، جولة ميدانية للسكرتير العام على مخر سيل قنا الرئيسي    لأول مرة، المتحف المصري بالتحرير يعرض اللوحات الجدارية لقصر الملك أمنحتب الثالث    وزير الإعلام العُمانى: العالم العربى يواجه تحديات متعددة تمس جوهر الهوية العربية    مخاوف من أمطار ورياح واضطراب الملاحة.. طقس الجمعة في مطروح والسواحل الشمالية    «الداخلية»: ضبط 3 أشخاص وسيدتين بتهمة ممارسة أعمال منافية للآداب عبر تطبيق هاتفي بالقاهرة والإسكندرية    الداخلية تكشف حقيقة تهديد مدير مدرسة لأولياء الأمور بسلاح ناري في القاهرة    9 لوادر تشارك في حملات موسعة لرفع الإشغالات من شوارع أسوان    وزارة الصحة تعلن انطلاق مهرجان "100 مليون صحة" الرياضى    فحص 1300 مواطن مجانا ضمن قوافل مبادرة حياة كريمة الطبية بدمياط    بسبب الإهمال ونقص الأدوية، تحويل طبيب أسنان وصيدلي بوحدة البراهمة الصحية في قنا للتحقيق    "القومى للمرأة" ينظم دورة تدريبية عن "دعم دور مقدمي الخدمات الصحية بالمستشفيات الجامعية"    وزير الخارجية يلتقي نظيره السوداني في نيويورك    إصابة 5 أشخاص في انقلاب سيارة بطريق القاهرة – الفيوم الصحراوي    جولة ميدانية لتفقد الخدمات الطبية بمستشفى بركة السبع المركزي    اليقين وخطط مواجهة الإلحاد عنوان خطبة الجمعة اليوم 26 سبتمبر    تستمر 7 أيام.. الأهلي يفتح باب الترشح لانتخابات مجلس الإدارة غدًا    اليوم.. استئناف الجولة السادسة بدوري المحترفين    اليقين لا يناله إلا الأصفياء.. أحد علماء الأوقاف: الصبر نصف الإيمان واليقين هو الإيمان كله    إلى سكان غزة.. نتنياهو يأمر بتركيب مكبرات صوت عملاقة لبث خطابه في الأمم المتحدة    وزير الخارجية يؤكد موقف مصر الثابت الداعم لأمن واستقرار ووحدة السودان    غلق كلى مؤقت لشارع 26 يوليو فى اتجاه ميدان لبنان بسبب أعمال مونوريل أكتوبر    ارتفاع عدد ضحايا انهيار مصنع في المحلة الكبرى إلى 5 متوفين و25 مصابًا    بدء تطبيق المواعيد الشتوية لفتح وغلق المحلات والمطاعم والمقاهي في أسوان    جمال عبدالحميد: بيزيرا مفتاح لعب الزمالك في القمة.. والأهلي يحتاج لمدرب صاحب شخصية قوية    أسعار السمك البلطي والبوري اليوم الجمعة 26-9-2025 في محافظة قنا    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 في مصر    يحدث لأول مرة منذ الافتتاح، تطور جديد بسد النهضة وخبير يكشف تأثيره في مصر والسودان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الحليم هو الحل
نشر في أخبار الرياضة يوم 04 - 04 - 2010

عندما كان عبدالحليم حافظ يغني.. كانت الجماهير تغني في المدرجات.
والآن عندما يغني تامر حسني وعباقرة الأغنية الشبابية.. الجماهير »تتخانق« في المدرجات.

كان عشاق أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد الأطرش يذهبون إلي حفلاتهم بالملابس الرسمية.. البدلة والجرافيت والبابيون للرجال.. والسوارية والأناقة للآنسات والسيدات.. الكل يستمع ويتمتع وهو جالس علي الكرسي.
والآن.. يتوجه الجمهور لمتابعة حفلات عمرو دياب وحماقي ومصطفي قمر بالملابس »الكاجوال«.. أو بدون ملابس من باب الحرية.. لا أحد يجلس علي كرسي.. ولا أحد يسمع غير طبل وزمر وهيصة.. وكل عام وأنتم بخير.
هذا الفارق الرهيب.. قلب الموازين.. إلي الأسوأ طبعا، لأن المتعة أيام عبدالحليم كانت في اشباع الوجدان والمشاعر والأحاسيس.. أما في ظل التقدم الكبير في الأغنية شكلا وموضوعا. جعل من يجلس علي الكرسي في حفل، أو في مباراة شاذا.. أما من يخلع قميصه ويهتف به وهو واقف علي قدميه أمام مغن أو في المدرجات، فهو البني آدم العصري الذي يشار إليه علي أنه »الروش«.

رحل عبدالحليم حافظ منذ 33 عاما.. كان عمره وقتها 74 سنة.. مشواره الفني بدأ مع ثورة 2591.. وحقق خلال 02 أو 22 سنة من أمجاد وتاريخ وشهرة، ما لم تحققه »جهابذة اليومين دول« في 03 أو 04 سنة.
كان العندليب نموذجا ومثلا.. كان أهلاويا محبا للفانلة الحمراء، ولكنه كان يحترم كل الجماهير بمختلف انتماءاتها.. وكان يغير علي فنه فيخلص له.. وكم دخل في منافسات شرسة مع أبناء جيله، دفعته لمزيد من الابداع والتألق، والاستمرار علي القمة.
وكان عبدالحليم - أيضا - يدرك ويقتنع تماما أن احترام جمهوره هو الذي سيضمن له السير في الطريق الصحيح.. فلم »يستعبط« بعمل أي كلام، ولم يستعجل علي أغنية دون أن يجري لها عشرات البروفات.
ولأنه كان مخلصا في أحاسيسه.. صدقه الجميع، والتف حوله، وبادله حبا بحب إلي أن رحل عن الدنيا منذ سنوات طويلة.. وكان من الطبيعي جدا أن يستمر هذا الحب لهذا العملاق الذي يعتبر بحق أحد أساطير المجتمع المصري.. ليس علي الصعيد الفني فقط، ولكن علي كل الأصعدة.

لايمكن أن ينفصل الفن عن الرياضة، لأن كليهما يخضع لأسس ومقدمات مشتركة أهمها الموهبة والابداع.. كليهما يؤثر في الآخر وبخاصة ما يرتبط بالسلوك.
وأغلب الظن أن السلوك في الوقت الحالي تدهور وتراجع، وأصيب بأمراض لم تكن موجودة من قبل.. ربما لأن الأجواء سارت إلي الأسوأ بفعل فضائيات تميل إلي التهويل.. أو أشخاص يعتقدون أنهم مثاليون وهم في الأصل مجموعة مخربين.. أو لسيطرة المصالح التي يهون من أجلها أي قيم أو أصول.
كان يفترض مع السماوات المفتوحة، وكثرة القنوات والفضائيات، وانتشار الصحف والمجلات أن يرتقي كل شيء إلي الافضل.. ولكن للأسف الشديد، حدث العكس.. وساءت الحالة العامة لسبب بعيد تماما عن التصور العلمي في وسائل الاتصالات.. هو البني آدمين أنفسهم.
ان دراسة حالة مثل عبدالحليم حافظ يمكن أن توصلنا إلي حل مشاكل كثيرة تهدد الرياضة.. ويخطيء من يظن أن الرياضة لاتتأثر بالاحوال العامة للمجتمع.. بل هي الاكثر تأثيرا من أي قطاع آخر، لأن البطل هو تكوين من افرازات المجتمع.. حلوها.. ومرها.. والفن الأصيل هو الذي يأخذ ببيد المواطن.. والفن الهابط يقضي عليه.
في المانيا.. مثلا وفي فترة من الفترات.. استعانوا بأحد خبرائهم الكبار في كرة اليد، ليفيد كرة القدم في خطط وبرامج.. وفي امريكا يلجأون خبراء العاب القوي لسد جزء فني في السباحة.. وهكذا.. أي أن المنظمومة الرياضية متكاملة.. وليست مجرد جزر معزولة.. كل لعبة تمشي علي هواها.. واذا قرب إليها شخص من لعبة أخري يدخل ضمن الاعداء الذين ينبغي التصدي لهم.

ربما كان حبي لعبدالحليم حافظ يجعلني أراه أفضل من أنجب التراب المصري من مطربين بمعني الكلمة.. ولكني لست متعصبا لدرجة ألا أري غيره في الساحة.. الأمر فقط هو أن العندليب كان دائما أذكي من غيره، ولم يستثمر ذكاءه إلا لصالح فنه وعمله.. أما الآن فهناك كثيرون يعتقدون أنهم اذكياء عندما يستعبطون.. غيرهم.
نحن في حاجة لأن نستفيد من القيم الأصيلة.. ولولا أنها قيم ما عاشت كل هذه السنين رغم رحيلها عن الدنيا..
وأري أن عبدالحليم حافظ هو أحد الفرسان الذين لم يؤثروا فقط في وجد ان شعب عربي بالكامل.. وانما كان تأثيره واضحا في مسيرة هذه الامة.
الطريق الصعب هو الأكثر ضمانا للنجاح.. وكم كان طريق العندليب مليئا بالعراقيل والمتاعب والمرض، ومع ذلك لم يتوقف، وظل صامدا أمام تحديات رهيبة الي أن كتب اسمه في تاريخ العظماء ممن أثروا الحركة الفنية والثقافية والرياضية في مصر.
أما الطريق السهل.. فربما يوصل صاحبه الي مكاسب وقتية، أو متعة لحظية، والي أموال بالهبل.. ولكن لن يذكره أحد بعد أن يغيب.
الرياضة فن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.