تستمر معاناة الشباب في مصر في الحصول على الوظيفة التي تعينه على ترتيب وبناء حياته. ومع التدهور الاقتصادي وارتفاع الاسعار الجنوني الذي تعيشه مصر منذ انقلاب الثالث من يوليو عام 2013، لم يجد شباب محافظة الفيوم أي طريق ليبدأ حياته سوى السفر الى الخارج. دولة ليبيا هي أكثر دولة يوجد بها عمالة من أهالي الفيوم رغم اغلاق الحدود ومنع الخارجية المصرية السفر الى ليبيا، بعد أزمة قتل المختطفين المسيحيين في ليبيا، الا أن الطرق الى ليبيا مازالت مفتوحة وحتى الذين عادوا من ليبيا هربا من الموت يبحثون عن سفرا آخر اليها لأنهم لم يجدوا فرص عمل بعد عودتهم. حاور مراسل شبكة "رصد" عددا من الشباب الذين يسعون للسفر الى ليبيا، حيث يقول محمد محسن: "انا كنت شغال في طرابلس بس بعد الازمة الى حصلت والمصريين الى ماتوا وضرب السيسي لليبيا بدأنا نمشي خوفا من ان يحصلنا حاجه هناك وطلعنا عن طريق الحدود التونسية على أمل اننا نرجع بلادنا نلاقى فرص هنا أفضل زي ما بيقولوا في الاعلام ان في انتعاش في الاقتصاد وجينا من ساعتها وانا متبدهل بدور على شغل ومفيش وبحاول بشتى الطرق انى ارجع ليبيا تانى مش هتفرق احنا سواء هنا ولا هناك ميتين أصلا". ويضيف سيد ناصر: "الطرق البرية مقفولة لكن كل يوم في ناس بتسافر تهريب عن طريق الحدود وفى برده شباب بيتقفش وهوه بيحاول يهرب لليبيا، الناس اللى بيسافروا عن طريق الحدود بياخدوا على الواحد 5 الاف جنيه عشان يدخلوك ليبيا لأنه مفيش أي طرق برية مفتوحة بين البلدين والناس بتدفع، ماهو هنقعد في مصر نعمل ايه من غير شغل ولا أكل ولا عارفين نبني حياتنا هنا ولسه في مصريين كتير اصلا شغالين في ليبيا والدنيا هناك كويسه وفى شغل كتير ". ويوضح عبد الفتاح ناصر أنه "في ناس دلوقتى بقت بتسافر عن طريق السودان ومن السودان لليبيا لان السودان مش قافلة الحدود وده آمن بكتر من السفر تهريب من الحدود المصرية واحنا وحظنا هناك بقا مهو هنصرف على بيوتنا وولادنا منين مفيش هنا شغل والاسعار نار والكلام عن التحسن الاقتصادي ومش عارف ايه بنسمعه في التلفزيون بس والواحد مننا يموت وهوه بيدور على أكل عيشه أحسن ما نموت من الحسرة في بيوتنا ". ورغم التشديدات الامنية من حرس الحدود بين مصر وليبيا مازال يوميا العشرات من الشباب يقومون بعمليات تسلل عبر الحدود بحثا عن أكل العيش ويقبض على معظم الشباب على الحدود ولكن مازالت المحاولات مستمرة.