تعيش مصر فترة حرجة جدآ من تاريخها السياسي والإجتماعى بعد ثورة أذهلت العالم بسلميتها ورقيها وتحضرها وتحولها لبانوراما سياسية إجتماعية توجت برحيل نظام أجمع المصريون على فسادة وأتت بنظام جديد يحكم مصر الآن عبر إنتخابات بنسبة كبيرة نزيهة رغم مالها وعليها ولكن الأهم أن هذة الثورة أتت برئيس جديد ولكن هل تغيرت الحالة المصرية وهل قدم الرئيس جديد وهل تتقدم البلد نحو الأمام وتتحقق بوادر نهضة أو تنمية أو على الأقل بعض من الشعارات والأهداف التى خرجت من أجلها جموع الشعب المصري ثائرة فى الحقيقة لا بكل المقاييس الحياة فى مصر ضبابية جدآ غير واضحة المعالم إلا فقط من خلال إشارات تدل على وجود خط كبير يهدد هذا الوطن ويشكك فى تماسكة ووحدتة حتى شعرنا أن مصر أصبحت مريضة جدآ وحان وقت نقلها لغرفة الإنعاش لإنقاذ ما يمكن إنقاذة قبل فوات الأوان وقبل أن تسقط من أيدينا ونندم أننا دمرناها وقسمناها وجعلناها مجرد ذكريات كنا نحلم بها وجعلتها فئة أو جماعة كابوس الكل يفر منه بحثآ عن طوق نجاة نحو المستتقبل . المشهد السياسي المصري يعكس حالة مرضية أصابها داء الأنانية والتعصب والرغبة فى التملك وعدم العمل الجماعى وهاهى الأحزاب المصرية جميعها لانراها تجتمع على شئ سوى مصالحها ومطالب الشعب ومصالحة هى مجرد شماعة وعبارات رنانة تقال من أجل مزيد من الشعبية أو تحقيق هدف معين وهو ما أفقد عدد كبير من الشعب ثقتة فى هؤلاء السياسيين فالشارع يحترق إقتصاديآ وهم يتصارعون سياسيآ من أجل لعبة الكراسي والبحث عن المناصب وهو ما أدى لتراجعهم جميعآ شعبيآ ودليلى على ذلك شئ هام وهو أن مصر بها حوالى 70 حزب ما بين قديم وجديد وعدد المشتركين بتلك الأحزاب لايتجاوز المليون ونصف تخيل نسبتهم من عدد سكان مصر لتعرف هل المصريون يثقون فى الأحزاب السياسية أم لا والأهم من ذلك هل تتعلم تلك الأحزاب الدرس وتسعى للشارع أم تظل بغبائها السياسي ما بين مغرور يشعر أنه الأقوى جماهيريآ ومابين المهووس بشعاراتة فهو المثقف العالم الفاهم وكلهم فى النهاية طلاب سلطة ولاعزاء للمصريين وأحلامهم وطموحاتهم . المشهد الإجتماعى المصري يشهد حالة إنقسام غير طبيعية لم نسمع عنها من قبل حتى فى أحلك فترات التاريخ المصري فالشعب الأن يعيش حالة إنقسام شديد وعزلة وفقدان ثقة فى الكثيرين من حولة ودليلى على ذلك بعد الثورة تعدد ت الجماعات الدينية والسياسية فى الشارع وأصبح داخل الدين الإسلامى نفسة تحزبات ففريق إخوانى وأخر سلفى وأخر جماعة إسلامية وأخر يدعى الإسلام الوسطى وجميعهم يري نفسة هو الذى يطبق الإسلام ويعبر عنة وفى الأسف بعضهم يشوه الإسلام بسذاجتة وطموحة السياسي وحتى بين المسلمين والأقباط هناك من يريدون زيادة مساحة الإختلاف والكراهية وتتصاعد التصريحات التحريضيةمن هنا وهناك ومصر فى كل الحالات تتمزق وتنقسم وسيخسر الجميع والأهم من ذلك والأخطر هو زيادة معدلات عدم ثقة المصريون فى بعضهم بشكل كبير بعد رؤيتهم أن المصلحة هى الحل أصبح شعار عدد كبير ممن باعوا ضمائرهم سعيآ للسلطة . المشهد الإقتصادى فى مصر مضطرب لحد ما ولكنة ليس منهار كما يروجون فمن رحمه الله أن هذا الوطن يمتلك عده عوامل للدخل القومى ولكنها تعانى بعض من التراجع وبطئ النمو بسبب الأوضاع السياسية والغياب الأمنى وعدم وضوح رؤية النظام الجديد الإقتصادية مما أدى لإرتفاع أسعار السلع والأدوية وزياده أعداد البطالة وتعرض السياحة لكساد كبير وقلق كبار المستثمرين العرب من ضخ إستثمارات جديدة خوفآ من تردى الأوضاع والأهم من ذلك هو تصفية الحسابات الواضحة بين رجال أعمال النظام القديم والجديد وفى النهاية من يدفع الثمن هو المواطن البسيط الفقير الذى كاد أن ينفجر من غلاء الحياة . المشهد الإعلامى المصري يعكس حاله الوطن بكل مصداقية فهو فى حالة تخبط شديد وعدم مصداقية الجميع يزايد ويبرر ويشعل المواقف تعقيدآ حسب مصلحتة فمؤيدى الرئيس يدافعون عنه على طول الخط وبعضهم يصفه بصفات الأنبياء وإعلام المعارضة يرى أن فاشل سياسيآ ويسعى لتمكين جماعتة من حكم مصر وغير مؤهل لقيادة دولة بحجم مصر وفى النهاية توجد بعض الصحف والفضائيات التى تحاول نقل الحقيقة بكل مصداقية ولكن السؤال الأهم من يصدق المواطن الحقيقة من خلال الإعلام أم من خلال رؤيتة وحياتة اليومية . وطن بكل هذا الكم من الأمراض يعيش أزمة كبرى والسبب هو غياب الإرادة الحقيقية فى مكافحة الفساد ففى بعض الأحيان الفساد شماعتهم لتبرير فشلهم فى إدارة البلاد وإقصائهم للجميع وتخوينهم من ليس معهم فهل تصمد مصر وسط كل هذة الأمراض وتخرج كعادتها منتصرة تسحقهم جميعآ عبر شبابها الحقيقيين الذين ثاروا ضد نظام مبارك لأنه سلبهم الحياة وأعطاهم الفقر والبطالة والمرض والآن هم خارج المشهد تمامآ فهل يمنح الشباب المصري وطنه قبلة الحياة مرة أخرى .