قال الدكتور كمال الهلباوى المتحدث الرسمى السابق لجماعة الإخوان المسلمين الدولية بالخارج ، أن الوطن العربى يمر بمشكلتين فى الفترة الحالية هما التكفير والفتنة بين السنة والشيعة ، منتقداً تصريحات لداعية دينى بإفغانستان يكفر فيها الشعب المصرى عامة وبصفة خاصة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى . جاء ذلك فى مؤتمر نظمته لجنة الوفد العامة بالفيوم ، بعنوان ” مصر بين مرارة الواقع وغموض المستقبل “، بحضور الدكتور عمار على حسن ، استاذ علم الإجتماع السياسى والدكتور عبد الخالق فاروق مدير مركز النيل للدراسات الإستراتيجية والإقتصادية والدكتور صابر عطا عضو الهيئة العليا لحزب الوفد ومحمود الهوارى رئيس لجنة الوفد بالفيوم والدكتور احمد برعى سكرتير عام اللجنة . وتحدث الهلباوى عن ظاهرة التكفير ، قائلا إن الإمام الشافعى أوضح أنه لا يكفر مسلما نطق بالشهادتين ، ووضح بأن الكافر هو من عمل عملا يأخذه للكفر ، حيث أشار إلى ما تفعله جماعة السلفية الجهادية من تكفير للجميع . وإنتقد المخاوف التى أطلقتها بعض الحركات والجماعات السياسية من التقارب بين السنة والشيعة ، وقال ليس لأحد الحق فى محاسبة الآخر على معتقداته وعندما جاء أحمدى نجاد الرئيس الإيرانى إلى مصر وتوجه الدكتور محمد مرسى الرئيس المصرى إلى إيران تخوف البعض من إنتشار المذهب الشيعى فى مصر خاصة بعد دخول السياح الإيرانيين إليها . وأضاف إن مذهب السنة من المذاهب العظيمة التى جمعت عظمة الإسلام ، وأن هذه المذاهب حلت الكثير من المشاكل بين المسلمين والمسلمات والمشركين والمشركات ، فلا يجب أن تكون هناك فتنة بينهما . وأشاد “الهلباوى “بدولة إيران،والتى يهاجمها الكثيرين ، وقال إن إيران دولة دافعت عن نفسها ضد الحصار الغربى ،وقد استطاعت أن تتقدم عسكريا وعلميا على عكس “العرب “الذين يضعوا المليارات فى أمريكا والدول الغربية ولم يستطيعوا إنجاز بحث علمى واحد ، فنحن نستورد كل شئ من الخارج لأننا متخلفون . وتابع أريد أن أرى أى حركة إسلامية أو كنيسة تكون قد نفذت أى مشروع هام ، فنحن لم نقدم شيئا معنا السنة والقرآن والسيرة النبوية وهى ليست مع غيرنا ولكن بيننا كذابين ومنافقين. وأشاد الدكتور عبد الخالق فاروق ، مدير مركز النيل للدراسات الإستراتيجية والإقتصادية ، بدور شباب الوفد ، وقال رأيتهم فى الساعة الواحدة والنصف من يوم 25 يناير يتظاهرون ضد النظام وهو جزء من الثورة المصرية ، وتحدث عن الواقع الإقتصادى للبلاد فى الوقت الراهن حيث أكد على ضرورة توفر مناخ سياسى يتيح الإنجاز الإقتصادى ، منتقدا سياسات جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى . وأوضح أنه تم التعامل مع الجماعة قبل ثورة 25 يناير على إعتبار أنها ستعمل معنا ضد النظام السابق لأن العدو الرئيسى لنا وقتها كان نظام حسنى مبارك ، وتعاملنا معهم بحسن نية وعندما جاءت الإنتخابات الرئاسية لم نكن مؤيدين ل”مرسى ” قناعة به ، وجلسنا عدة ساعات معه من أجل الإتفاق على برنامج للشراكة الوطنية من تشكيل فريق رئاسى وتعيين رئيس وزراء متفق عليه من خارج جماعة الإخوان المسلمين ،وتوسيع الجمعية التأسيسية للدستور ، وتبين لنا بالجلوس معه فى جلسات بأنها للتصوير فقط عقب توليه الرئاسة. وقال إن الواقع السياسى مسئول بشكل كبير عن الوضع الإقتصادى ،ووجه رسالة إلى الرئيس قائلا ” أنت توصل البلد إلى كارثة قد تحول مصر إلى سوريا بسبب سوء إدارتك للأوضاع السياسية للبلاد ، لأنك غير قادر على لم الشمل بل دفعت كل مؤسسات الدولة للإنقسام على نفسها “. واكد الدكتور عمار على حسن ، أستاذ علم الإجتماع السياسى أنه عندما تلقى دعوة من حزب الوفد ، قرر تلبيتها لحضور المؤتمر نظرا للآمال التى يعلقها عليه فى المستقبل مرددا ” الوفد الوفد ولو فيها رفد ” . ووصف ” عمار ” الوضع السياسى الراهن بأنه يشبه مرارة الدواء الذى نتحمل مرارته من أجل العودة صحيا من جديد ، فهى مثل الحمى ، التى تظهر المرض ثم يتم علاجه ، وقال نحن أمام دستور لم يتم التوافق عليه ، ولم يؤسس للإستقرار كما قالوا لنا ، وإنما أظهر الأزمة الحالية بين السلطة والأزهر بسبب مشروع الصكوك الإسلامية تسببت فيها مادة أو أثنين من الدستور. وأضاف : ليس من الإنصاف أن نضع السلطة والمعارضة فى كفة واحدة ونقول للمعارضة ماذا فعلتى ، لأنه ليس من المعقول أن نساوى بين من بيده السلطة وكل الإمكانات وبين من يملك فقط الكلمة أو النقض أو حق الإعتراض . وأكد ” عمار ” أن مصر تعانى من مرارة الواقع السياسى بسبب غياب الكفاءات ، وقال طرحنا مشروعا من قبل للشراكة الوطنية ولكنهم لم يعترفوا بأن الحمل ثقيل وأن الخراب كبير وأن إمكانية إدارة الدولة فى هذه اللحظة فى غاية الصعوبة . وأشار إلى ضرورة خلق البدائل وإذا فشل طرف فى الإدارة والحكم ، فيأتى الشعب بطرف آخر ، وعلى الطرف المخفق أن يراجع أوراقه ويعرض نفسه من جديد على الشعب . وإنتقد تعمد نظام الحكم تغييب شباب الثورة عن الساحة والإصرار على إستبعاد مشروع الثورة وشعار الثورة ، مؤكدا على أنه لن يكون هناك إستقرار فى ظل الواقع السياسى المرير لأن العنف إستشرى فى الشارع نتيجة الإخفاق فى إدارة البلاد ، وأشار إلى أن الوضع الثقافى الحالى تراجع بشكل رهيب ، حيث يرى النظام الحاكم بأن السينما المصرية مثلا هى ضد الدين . كما إنتقد إدعاء مستشارة رئيس الجمهورية منصبا لم تحصل عليه ، وتمثيلها لمصر فى إحدى المحافل بالخارج ،وأضاف :إن الناس تحترم الحاكم إذا كان عادلا ويقف صادقا العهد ويحترم الدستور ويعمل فى صالح الجميع ، وتحدث “عمار” عن الخريطة السياسية الحالية ووصفها بأنها غاية فى التعقيد ، حيث أن لدينا إعلام مؤثر وشخصيات عامة وسلطة سياسية وهذا أمر صحى بعد الثورة . وأكد على أنه ليس مطلوب من أى طرف سياسى أن يقضى على الطرف السياسى الآخر ، فلا يستطيع من فى السلطة إقصاء من خارجها ولا العكس ،مشيرا إلى أن الدستور الحالى لن يعيش طويلا وأن الديمقراطية لا تختزل فى صندوق الإنتخاب ومن يصورونها هكذا ينحرفون عن الديمقراطية ،وقال : لن يستطيع أى تنظيم مسلح أن يهزم الشعب ، ومن يتخيل ذلك فهو واهم. وإستنكر “عمار “تحميل الإدارة الحالية للبلاد فشلها على الإعلام ، ولا يهتمون بإصلاح الواقع ، وأضاف : ليس من حق أحد أن يتحدث بأنه دفع الثمن فى الثورة وقبلها لوحده وأنه ينتظر مكافئته ، منتقدا إختزال الإسلاميين للشريعة الإسلامية فى تطبيق الحدود ،وقال :لقد نسوا أن الشريعة تريد تحقيق العدالة الإجتماعية للمواطنين والتى تعتبر صحيح الدين. وردد عدد من الحضور هتافات من بينها ” يسقط يسقط حكم المرشد ” ، ” الفيوم مليانة رجالة ..الفيوم كلها ثوار .. الفيوم كلها أحرار ” .