جددت مصر اليوم دعمها الكامل لما تبذله القيادة والحكومة فى كل من السودان وجنوب السودان من جهود وعمل شاق لتقريب وجهات النظر وتعزيز التفاهم برعاية لجنة الوساطة التابعة للإتحاد الأفريقي في السودان، وعبرت عن تقديرها للجهود التي تقوم بها مفوضية الاتحاد الافريقي في هذا الصدد. وأكدت مصر في كلمتها أمام اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للإتحاد الأفريقي في أديس أبابا والتي ألقاها مساعد وزير الخارجية للشؤون السودانية السفير صابر منصور، مؤازرتها لجهود تدعيم وتوثيق التعاون والتفاهم بين السودان وجنوب السودان وإنعاش اقتصاد البلدين. وقال السفير منصور والذي رأس وفد مصر في الاجتماع “اننا على استعداد تام للقيام بأى دور يراه الطرفان ويسهم فى تقريب وجهات النظر بينهما. وسوف تواصل مصر جهودها الدؤوبة بالتنسيق مع الجانبين ومع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية من أجل دفع المفاوضات الجارية بهدف إقامة علاقات سليمة بين البلدين وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية فى السودان وجنوب السودان”. وقال ان “هذا الجهد يثبت بلا شك أن القارة الأفريقية قادرة على وضع حلول لمشاكلها. كما أود أن أعرب عن التهنئة للشقيقتين السودان وجنوب السودان بتوقيع الاتفاقيات التسع بعد جولة مفاوضات ماراثونية على مستوى القمة برعاية إثيوبية خلال الفترة من 23 إلى 27 سبتمبر الماضى، وأن أؤكد على تقديرنا لسرعة استجابة برلمانى البلدين بالتصديق على هذه الاتفاقيات بما يؤشر إلى جدية التنفيذ”. وأشار مساعد وزير الخارجية للشؤون السودانية السفير صابر منصور في كلمة مصر التي القاها امام اجتماع مجلس السلم والأمن الى أن المفاوضات بين السودان وجنوب السودان مرت بمنعطفات حرجة سواء خلال مرحلة التوصل إلى اتفاق السلام الشامل أو فى المرحلة الانتقالية التي تكللت باستقلال جنوب السودان فى يوليو 2011، مؤكداً أن السودان وجنوب السودان اثبتا انحيازهما الواضح فى مواجهة هذه المنعطفات، لخيار السلام، وأظهرا عزمهما على معالجة الخلافات عبر مائدة التفاوض”. وقال ان هذه الفترة الأخيرة شهدت تقدما ملحوظا على صعيد تنفيذ خارطة الطريق التى اعتمدها الاتحاد الافريقي فى أبريل 2012، وخاصة فى وقف العدائيات وحل العديد من المسائل العالقة بينهما، إلا أن عددا من القضايا الأخرى وكما ورد فى تقرير اللجنة رفيعة المستوى مازال عالقا. وأكد أن عملية التوقيع على هذه الاتفاقيات جاءت لتبعث الأمل فى التوصل إلى تفاهمات حول هذه القضايا، مشيراً إلى أهمية وضرورة قيام لجنة الوساطة الافريقية بمتابعة تنفيذ ما يتم التوصل إليه من اتفاقيات وتقديم النصح لمجلس السلم والأمن الأفريقي حول ما يجب القيام به لدعم تنفيذ هذه الاتفاقيات. وشدد على أن مصر على أتم الاستعداد للمعاونة فى أي جهد يرتأيه الطرفان لتعزيز عملية التنفيذ، معبرا عن ثقته في أن مجلس السلم والأمن لن يدخر جهدا فى هذا الشأن. وفيما يتعلق بتوصيات لجنة الوساطة الافريقية قال “إننا نتفق تماما مع أهمية الإسراع بمفاوضات أبيى مع الأخذ فى الاعتبار وضع برنامج زمنى واقعى يراعى طبيعة المشكلة ويهدف للشروع فى التفاوض حول مقترحات اللجنة ووضع الإطار المؤسسى المطلوب للتوصل إلى حل ناجز لهذه القضية المهمة يراعى شواغل الطرفين”. وفيما يتعلق بموضوع الحدود قال ان “مصر تؤيد توصية اللجنة باستئناف التفاوض خلال الأسابيع القلائل المقبلة، ونؤكد استعدادنا لتقديم الدعم لفريق الخبراء المعنى بهذا الأمر”. وبالنسبة للوضع فى ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق بالسودان قال مساعد وزير الخارجية للشؤون السودانية السفير صابر منصور في كلمة مصر التي القاها أمام اجتماع المجلس “لا يوجد بديل عن التفاوض المباشر بين الحكومة السودانية و”الحركة الشعبية – قطاع الشمال” كإطار وحيد لحل الوضع فى ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق والبعد عن أي مواقف تزيد الأمور تعقيدا”. وأشاد بدور الجامعة العربية والاتحاد الافريقي والامم المتحدة فى إطلاق المبادرة الثلاثية لتحسين الوضع الإنساني فى ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق، والتى تقوم مصر بدعمها حاليا سياسيا وماليا عبر إمدادها بأحد الخبراء المتخصصين المصريين للمساعدة فى تنفيذها. وقال “انني لا أشارك هؤلاء الذين يشعرون بالتشاؤم الرأي إزاء مستقبل العلاقات بين السودان وجنوب السودان. صحيح أن البلدين يمران بمرحلة صعبة اقتصادياً وسياسياً تتمثل فى ازدياد عبء المديونية وانخفاض حصيلة الصادرات النفطية، وضعف الدعم الدولى الخارجى المقدم للبلدين، مع وجود صعوبات أمام مسار مفاوضات القضايا العالقة، إلا أننى اؤمن أن الخرطوم وجوبا تملكان الإرادة السياسية والرغبة الأكيدة والطموح تجاه تحقيق تطلعات شعبى البلدين نحو مستقبل أفضل يقوم على التعاون فيما بينهما من أجل الاستقرار والتنمية والتقدم”. وعبر عن تقديره لرئيس لجنة الوساطة الافريقية تابو مبيكى على تقرير اللجنة القيم بشأن التقدم الحادث على صعيد المفاوضات حول القضايا العالقة بين السودان وجنوب السودان كذلك لجهد اللجنة الكبير طيلة الفترة الماضية فى تحقيق التقدم فى المفاوضات بين السودان وجنوب السودان.