أكدت الخارجية السودانية حرصها على التوصل إلى اتفاقيات نهائية حول القضايا العالقة مع دولة جنوب السودان خلال جولة المباحثات الجارية بينهما بأديس أبابا ، قبل انتهاء الإطار الزمني الذى وضعه مجلس الأمن الدولي أمام الطرفين . وقال السفير العبيد أحمد مروح الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية في تصريح صحفي مساء امس إن عملية التفاوض بأديس أبابا تسير بجدية كاملة وأن الوساطة الإفريقية تعمل لترجمة هذه الجولة الأخيرة إلى إتفاقيات نهائية بين البلدين . وتوقع أن يتم التوقيع النهائي على الاتفاقيات التى سيتم التوصل إليها في قمة رئيسى البلدين والمتوقع لها أن تعقد بين (17 -20) سبتمبر الجاري إذا ما تم تجاوز العقبات التى تعترض المفاوضات . كما توقع العبيد التوصل إلى تفاهمات نهائية قبل الموعد الذى حدده مجلس الأمن الدولي ، مضيفا أن مشاورات تجرى بين البلدين لعقد القمة الرئاسية ، ولكنه أوضح أن أي إتفاق يتم التوصل إليه مع دولة جنوب السودان لن يخضع للتنفيذ إلى حين إستكمال بقية المفاوضات . وأضاف "موقفنا إنه إذا لم يحدث اتفاق نهائي حول القضايا العالقة وخاصة الأمن أو أن نصل إلى مرحلة لا يمكن الرجوع عنها لا يمكننا أن نوقع على أي إتفاقيات" معتبرا أن كل الإتفاقيات حزمة واحدة . في السياق، أعرب حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم، عن أمله بألا تستغل الإدارة الأمريكية قضايا السودان لتعزيز مواقفها في انتخاباتها المقبلة، وأن تعمل على التمسك بالحياد الذى يتطلبه دورها باعتبارها إحدى الدول الراعية لاتفاق السلام بين دولتى السودان . ووصف السفير بدرالدين عبدالله عضو الوفد الحكومي المفاوض والمتحدث باسمه، الملفات الجاري بحثها بالعاصمة الاثيويبة أديس ابابا بين وفدي السودان وجنوب السودان بأنها ضخمة ومتشعبة بالنظر الى الفترة المحددة لتناولها وبالنظر لتشابكها، لكنه قال ان الوساطة الافريقية والوفدين يبذلان جهوداً مكثفة للتوصل الى اتفاقات حولها قبل حلول الموعد الذى حدده قرار مجلس الامن فى الثانى والعشرين من الشهر الجاري . وفيما تنتظر الخرطوم عودة وفدها المفاوض حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، تردد أن الوساطة الإفريقية نقلت لوفد الحكومة تأجيل المشاورات لمنتصف سبتمبر الحالي بسبب ضرورة إجراء بعض المشاورات مع الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن الدولي . في غضون ذلك، أعلن عن انطلاق أول رحلة طيران بين الخرطوم ومطارات جوبا، واو، اويل ورمبيك يوم الأحد المقبل . وقال السفير كاونك مايير نائب رئيس بعثة دولة الجنوببالخرطوم إن هناك جسراً جوياً سينتظم بين العاصمتين، لنقل مئتي ألف مواطن جنوبي من الشمال إلى مناطقهم بالجنوب، لافتاً لى أن ترحيل الجنوبيين هذه المرة يتم بتمويل من كنيسة (أفريكان أن لاند) بالخرطوم، وأن أغلب المرحلين من الأرامل واليتامى وكبار السن . من جهة أخرى، طالبت الحكومة السودانية، الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية بالضغط على الحركة الشعبية المتمردة لإيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين خلف خطوط التمرد بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وفق مبادئ المبادرة الثلاثية واحترام سيادة الدولة . وشدد دكتور سليمان عبدالرحمن سليمان، مفوض عام العون الإنساني، على ضرورة تهيئة الأجواء لتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين لافتاً إلى أن حركة التمرد ما زالت توسع من دائرة الحرب وتزيد من معاناة المواطنين وتحول دون توصيل المساعدات الإنسانية لهم في المناطق الواقعة تحت سيطرتها . من جهته، قال السفير صلاح حليمة مندوب الجامعة العربية للسودان إن الاجتماع المقبل للجنة الفنية سيعقد بعد أسبوع يعقبه التنفيذ الفعلي للمبادرة على أرض الواقع وفق الخطة المعدة من قبل الشركاء والحكومة السودانية . في سياق آخر، كشفت تقارير في الخرطوم أمس، عن انقسامات جديدة بحركة العدل والمساواة المتمردة، بإعلان قادة ميدانيين عزل رئيس الحركة القائد العام للجيش د . جبريل إبراهيم وتكوين مجلس عسكري انتقالي برئاسة محمد بشير أحمد مع الابقاء على بخيت عبدالله عبدالكريم الملقب ب(دبجو) -الذي سبق أن أقالته الحركة- قائداً عاماً للجيش، وذلك لحين عقد مؤتمر عام في مدة أقصاها 45 يوماً لانتخاب مؤسسات للحركة، ونفي بيان القادة أي توجه لديهم للالتحاق بمفاوضات الدوحة وأكد التزامهم بتحالف كاودا والتنسيق مع القوى السياسية المعارضة .