تحل علينا اليوم ذكرى ربما هي الأغلى في تاريخ مصر الحديث.. إنها ذكرى نصر العاشر من رمضان، هذا النصر الذى استعدنا به أرض سيناء الحبيبة وأعاد إلينا عزتنا وكرامتنا وكان حجر الأساس في استقرار ليس مصر فقط بل والمنطقة بأثرها لعدة عقود.. اليوم أقول للشعب المصري العظيم كل عام ومصر شامخة مستقلة ورائدة في محيطها الإقليمي.. ورحمة الله على الرئيس الشهيد محمد أنور السادات الذى اغتيل غدرا وهو يحتفل بالنصر وسط أبنائه من رجال القوات المسلحة عام 1981. إننا وبفضل ما قامت به القوات المسلحة الباسلة بقيادة السادات يوم العاشر من رمضان لما كنا نعيش هكذا.. نمتلك كاملg سيادتنا على أرضنا، ونقود الأمة العربية لسنوات.. فى ذكرى نصر العاشر من رمضان، يحضر إلى ذهنى قول الرئيس الراحل السادات "هذا الشعب المصرى لم يعرف فى تاريخه النضال بالكلمات ولا مارسه فى يوم من الأيام،، والدليل على ذلك ما قدمه هذا الشعب من عطاء حقيقى للمعركة وما سوف يقدمه من عطاء حقيقى للمعركة". إن نصر العاشر من رمضان سيظل مبعث افتخار للشعب المصري والشعوب العربية بأكملها ونقطة تحول في التاريخ المصري غيرت الاستراتيجيات العسكرية المصرية، ووضعتها في المراتب الأولى عالميًا، وفي هذا الإطار لا يسعني الحديث عن نصر العاشر من رمضان على أنه مجرد ذكرى نعتز بها وفخر أو أنها مجرد حدث وقع وانتهى بل إن الحقيقة أننا أمام نصر عظيم لاتزال آثاره ممتدة حتى الأن.. ممتدة في ثورتي 25 يناير و30 يونيو و3 يوليو وممتدة في الحاضر الذي نعيشه حاليا في ظل تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم.. ربما كانت مصر في العاشر من رمضان قبل أكثر من 40 عاما تمر بظروف قاسية ومناخ سياسي صعب خصوصا مع احتلال جزء من الأرض وكفاح الجيش والقيادة السياسية ومن خلفهما الشعب لاستعادة الأرض والعرض، لكن وإن نظرنا إلى ما نحن فيه الأن فلا يمكن التقليل من خطر الإرهاب الذي يحدق بنا وبالعالم كله، وفي هذا تضحيات عظيمة وغالية من رجال قواتنا المسلحة البواسل الذي قدموا أرواحهم فداء لتراب الوطن في الماضي ولايزالون حتى اللحظة يبذلون الغالي والنفيس لأجل صون حدود الوطن.. صدق الرئيس الراحل أنور السادات عندما قال بعد نصر العاشر من رمضان "إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف أنه قد أصبح له درع وسيف".. إننا يوم بعد الآخر نرى الدور الذي تقوم به القوات المسلحة، وفي وقتنا الحاضر لن أكون مبالغا إن قلت إن المؤسسة الوحيدة المتماسكة والثابتة هي المؤسسة العسكرية التي أضحى دوره يتخطى فكرة حماية حدود الوطن إلى تقديم كل ما يمكن لتنمية البلاد وتحسين مستوى معيشة المواطنين من خلال توفير السلع بأسعار رخيصة وإقامة المشروعات العملاقة والقومية كل هذا في سبيل بناء الدولة ووضعها فى مصاف الدول المتقدمة.. إننا وبكل بساطة نعيش حاضرنا بروح العاشر من رمضان.. ونخطط مستقبلنا انطلاقا من هذه الروح التي لولا وجود قيادة عظيمة كالرئيس السادات لما ترسخت بهذا الشكل.. لقد انتصرت قواتنا المسلحة في الحرب، وصنعت السلام، والان تستكمل المسيرة في ظل تأييد ودعم كبير من جماهير الشعب التي آمنت ولاتزال بجيشها وقيادتها العسكرية.. في الختام عزيزي القارئ، أوجه التحية لشهداء القوات المسلحة الذي ضوا بدمائهم وأرواحهم لتحرير سيناء، وتحية وإجلال لرجال جيشنا العظيم الذين يواصلون مسيرة الانتصارات والكرامة بدحر الإرهاب وقوى الظلام.. لمصر طبيعة خاصة والعلاقة بين الشعب والجيش أكثر خصوصية وتميزا عن أي بلد آخر في العالم.. تاريخنا مليء بالوقائع المشرفة والعظيمة للجيش المصري وحاضرنا أيضا، بل ومستقبلنا سيزدهر فقط بفضل بطولات جيشنا وتكاتفنا معه لعبور التحديات.. رحم الله الرئيس السادات وكل أبطال نصر العاشر من رمضن وحفظ مصر أبية شامخة آمنة مستقرة..