كتب – كريم مجدي: قبل استشهاد أبو العين بلحظات في حلقة جديدة من سلسلة جرائم الاحتلال الصهيوني، قامت قوات جيش الاحتلال الصهيوني بقتل الوزير الفلسطيني زياد أبو عين، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لدى السلطة، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، حيث أبو العين متأثراً بإصابته بعد اعتداء جنود الاحتلال الإسرائيلي عليه بأعقاب البنادق على الرأس والصدر في بلدة ترمسعيا شمال رام الله. وشيعت اليوم مدينة رام الله الوزير الفلسطيني زياد أبو عين إلى مقبرة الشهداء في جنازة عسكرية مهيبة بحضور شعبي ورسمي حاشد تقدمه الرئيس محمود عباس وأعضاء الحكومة الفلسطينية. وهتف المشاركون في الجنازة "الانتقام.. الانتقام" عبر مكبرات الصوت، فيما اطلق مسلحون فلسطينيون النار بكثافة في الهواء خلال التشييع، وقدرت وكالة الصحافة الفرنسية عدد المشاركين في مراسم التشييع بالآلاف، ودفن الراحل في مقبرة ببلدة البيرة في رام الله. وأعلن الفلسطينيون الحداد لمدة ثلاثة أيام، وعمّ إضراب شامل في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية. تشييع الجثمان في جنازة مهيبة وكان تقرير الطبيبين الفلسطيني والأردني الشرعي قد أفاد بأن أبو عين توفي جراء تعرضه للضرب والدفع على يد الجنود الإسرائيليين إضافة إلى استنشاقه الغاز المسيل للدموع، في حين أعلنت إسرائيل أن سبب الوفاة يعود إلى تعرّض الوزير إلى نوبة قلبية عندما أطلق حرس الحدود الإسرائيلي قنابل الصوت، ودعت إلى التهدئة. من هو زياد أبو العين ؟ هو زياد محمد أحمد ابو عين ، متزوج وله أربعة أولاد ، وهو من مواليد 22/11/1959م. اعتقل للمرة الأولى فى نوفمبر 1977، كما اعتقل للمرة الثانية فى أغسطس 1979 ، وأفرج عنه بتاريخ مايو 1985، ثم أعيد اعتقاله للمرة الثالثة بنفس العام. كان أبو عين أول معتقل ضمن حملة سياسة القبضة الحديدية، وفيما بعد اعتقل أكثر من مرة اعتقالاً إدارياً، ومنع من السفر لسنوات طويلة، وسحبت منه لسنوات عديدة الهوية الخضراء. أما أهم المناصب التي شغلها أبو عين فهي عضو اتحاد الصناعيين الفلسطينيين عام 1991، ومدير عام هيئة الرقابة العامة في الضفة الغربيةالمحتلة عام 1994، ومدير هيئة الرقابة الداخلية في حركة فتح في الضفة الغربية 1993. شغل أبو عين رئاسة رابطة مقاتلي الثورة القدامى عام 1996، وعضوية اللجنة الحركية العليا لحركة فتح 1995، وهيئة التعبئة والتنظيم ( رئيس لجنة الأسرى ) في مجلس التعبئة 2003- 2007. كما عين وكيلا لوزارة الأسرى والمحررين 2006، وانتخب عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح، ومن ثم عين رئيس لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان في منصب وزير. ومن أبرز محطاته النضالية، اعتقاله في السجون الأمريكية والإسرائيلية لمدة ثلاثة عشر عاماً، وقد كان أول معتقل عربي فلسطيني يتم تسليمه من قبل الولاياتالمتحدة لإسرائيل عام 1981. ردود فعل محلية وعالمية غاضبة وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس حادثة مقتل الوزير زياد أبو عين الأربعاء، بالجريمة التي لا يمكن السكوت عليها، مؤكدا أن كل الخيارات مفتوحة وقابلة للتطبيق. صورة الاعتداء على زياد أبو العين وقال عباس:" مصممون على استمرار المقاومة الشعبية ومحاربة الاستيطان وإنهاء الاحتلال". واعتبر أن إسرائيل ستحاول التنصل من الجريمة "هناك سيناريوهات ستسمعونها منها أن أحد الجنود مصاب بمرض نفسي أو عقلي وغير مسؤول عن أعماله" وأضاف " هذه الجناية سيسجلنوها ضد مجهول ولدينا صور لما جرى وسيقولون مزورة". وكان عباس أكد في وقت سابق اليوم أن "السلطة الفلسطينية ستتخذ الإجراءات اللازمة والضرورية بعد معرفة نتائج التحقيق في استشهاد المناضل أبو عين"، معلنا الحداد في الأراضي الفلسطينية 3 أيام. وكان جبريل رجوب، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، قد أعلن، أن السلطة الفلسطينية ستوقف التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي بعد مقتل الوزير أبو عين في ترمسعيا. جبريل رجوب الطب الشرعي يثبت تورط الاحتلال وأكد وزير الشؤون المدنية الفلسطينية، حسين الشيخ، أن نتائج تشريح جثمان الوزير زياد أبو عين قد أثبتت بشكل مطلق أن سبب مقتله استخدام الضرب وقنابل الغاز المسيل للدموع ومنع سيارة الإسعاف من الوصول بشكل سريع لتقديم الإسعاف الأولي. وأعلن الشيخ أن نتائج التشريح ستمثل وثيقة ستستعملها السلطة الفلسطينية لملاحقة مرتكبي اغتيال أبو عين قانونياً في المحافل الدولية. وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إيهاب بسيسو في مؤتمر صحافي مشترك مع مدير المعهد الطبي العدلي الفلسطيني صابر العالول: بعد الاستماع إلى نتائج التشريح، فإن الحكومة الفلسطينية تحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن قتل زياد أبو عين. كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اليوم، إسرائيل، إلى التحقيق العاجل في وفاة المسؤول الفلسطيني زياد أبوعين، الذي قتل بعد اشتباك مع جنود إسرائيليين، وأعرب بان، عن الحزن الشديد لوفاة "أبوعين" بهذه الطريقة. بدوره، دعا الاتحاد الأوروبى الأربعاء، إلى فتح تحقيق فوري في مقتل المسؤول الفلسطيني زياد أبو عين. الرد الإسرائيلي رفضت السلطات الإسرائيلية اتهامات السلطة الفلسطينية لها بأنها تتحمّل مسؤولية وفاة رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لدى السلطة أبو عين الأربعاء، مؤكدة أن تقرير طبيب الشرعي الإسرائيلي أثبت أنه توفي متأثرا بنوبة قلبية أصيب بها خلال المسيرة الاحتجاجية في بلدة ترمسعيا. أبو العين يلفظ أنفاسه الأخيرة وقال أوفير غندلمان، المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ل"راديو سوا"، إن تل أبيب باشرت التحقيق في ملابسات الحادث. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون أعرب عن أسفه لوفاة أبو عين أثناء مواجهات مع قوات إسرائيلية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق مسيرة خرجت احتجاجا على سعي السلطات الإسرائيلية إلى مصادر مساحات زراعية في البلدة.