أمهلت أحزاب المعارضة أمس خلال اجتماعها بالمنظمات الراعية للحوار الوطني التونسي مع الحكومة 15 يوما لحل الحكومة وطالبت بمدها بقائمة اسمية لمرشحي الترويكا» لرئاسة الحكومة قبل انطلاق الحوار الوطني. وقد رفضت أحزاب المعارضة جملة المقترحات التي تقدمت بها «الترويكا» المتعلقة بتأجيل حل الحكومة وعودة المجلس الوطني التأسيسي لنشاطه بداية من اليوم وقدمت بدورها حزمة من المقترحات سيتولى الرباعي الراعي للحوار الوطني عرضها اليوم أو غدا على أحزاب «الترويكا» لمناقشتها.كما أكدت أحزاب المعارضة رفضها القاطع للحوار الوطني في ظل عدم استقالة الحكومة وصرّح حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل أن المعارضة قدمت جملة من المقترحات كردّ منها على ما كانت قد تقدمت به «الترويكا» وسيتمّ عرضها خلال هذين اليومين على الحكومة ونأمل أن تلقى الصدى الطيب والإيجابي لينطلق الحوار الجاد وإذا لم توافق «الترويكا» عليه فلكل حادث حديث»، على حدّ تعبيره وأضاف حسين العباسي أن جل المقترحات تندرج في إطار إنجاح التفاوض مشيرا إلى أن الوضع في البلاد لم يعد يحتمل المزيد من التأخير ولا بدّ من التعجيل بحلول جذرية في أقرب الآجال من جانبه أوضح حمّة الهمامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية أن الحل للخروج بتونس من هذا المأزق السياسي بيد الترويكا الحاكمة مشدّدا على رفض جبهة الانقاذ لمقترحات هذه الأخيرة ومواصلة الحكومة لعملها الى حين انتهاء المجلس الوطني التأسيسي من مهامه. وقال حمة الهمامي إن المعارضة قدمت مقترحات فعلية وملموسة ومعقولة لحلحلة الوضع المتأزم وإيجاد مخرج ينقذ البلاد مما آلت إليه مشيرا الي أن الترويكا لم تقدم الجديد من خلال مقترحاتها وتمسكت بنفس المواقف لتعيد إخراجها بشكل جديد وهو ما لن تقبل به المعارضة. وأكّد الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية أن الحكومة التونسبة ورغم إعلانها قبول مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل إلا أنها لم تلتزم بما نصّت عليه المبادرة من استقالة الحكومة وضبط مهام المجلس الوطني التأسيسي بمدة زمنية معينة وبادرت بتقديم مقترحات غير مقبولة ولا تخدم مصلحة البلاد وقال «المشكلة يتحمّلها الطرف المقابل والمدخل المباشر لحل الأزمة هو الإعلان الفوري عن حل الحكومة ودون ذلك لا مجال للحوار». أما زهير حمدي القيادي في التيار الشعبي فقد صرّح أنه بات من الضروري إنهاء هذه المشاورات والحوارات الماراطونية التي أنهكت كل الأطراف وزادت الوضع تأزما مؤكدا أن المعارضة قدمت تنازلات من خلال قبولها بمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل وعلى «الترويكا» أن تقبل بدورها بهذه المبادرة فعليا لا أن يظلّ هذا القبول مجرد شعارات فضفاضة على حد قوله. وقال زهير حمدي إن مبادرة اتحاد الشغل كل لا يتجزأ وقد لا نكون معنيين بالحوار مستقبلا في صورة عدم التفاعل الإيجابي مع مقترحاتنا ومواصلة «الترويكا» تعنتها وسياسة ربح الوقت