أكد السفير مجتبى أماني رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية لدى مصر، أن طهران ترى أن هناك مخططًا للقضاء على الجيوش العربية القوية داخل المنطقة بأشكال مختلفة، ابتداء من العراق وسوريا، لتحقيق المزيد من الأمن للكيان الصهيوني. وقال مجتبى أماني فى تصريحات صحفية اليوم- تعليقًا على الوضع الراهن داخل المنطقة والتهديدات الأمريكية بشن هجوم على سوريا- إن هذا مخطط معروف يواصل أعداء المنطقة العمل من أجله بشكل مستمر وفي كل الأحيان. وحول موقف إيران حال وقوع هجوم أمريكي على سوريا، قال أماني: إننا أبلغنا رفضنا الشديد لأي تدخل أمريكي في هذا الشأن وحاولنا كثيرًا منع أمريكا من التدخل في شئون الشرق الأوسط.. وقد أوضح القائد الأعلى للثورة الإيرانية أن الولاياتالمتحدة سوف تندم بشدة حال إقدامها على ذلك الهجوم أكثر من ندمها جراء تجربتها بالعراق وأفغانستان. وأضاف: إننا قمنا باتصالات مكثفة مع العديد من الأطراف وعلى عدة مستويات من المسئولين في البلاد، والرئيس الدكتور حسن روحاني يتابع ويراقب عن كثب ويجري اتصالات ومشاورات مع نظرائه، كما أن وزير الخارجية الإيراني أجرى عشرات الاتصالات مع نظرائه بالخارج لإبلاغهم بخطورة أي عمل من هذا القبيل. وقال السفير مجتبى أماني رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة: إن الوضع الحالي في المنطقة والعالم مختلف تمامًا عن الوقت الذي هاجمت فيه أمريكا العراق، لأن العراق في ذلك الوقت كان قد خرج لتوه من الحرب ولم يكن لديها سلاح كاف وكان مكروهًا تمامًا من الدول المجاورة ولم يكن له حليف واحد في المنطقة. وأشار إلى أن الوضع مختلف الآن تمامًا في الحالة السورية، لأن سوريا تستعد منذ أكثر من ثلاثين سنة لمواجهة مطامع الكيان الصهيوني التوسعية، وخزنت لذلك الغرض الأسلحة الدفاعية الكافية، مؤكدًا أن سوريا لديها ترسانة كبيرة من شتى أنواع السلاح. وأوضح أن عدم سيطرة بعض الحكومات داخل المنطقة بشكل كافٍ على مجموعات مسلحة مختلفة عقائديًا وفكريًا داخل منطقتنا ستزيد العقبات أمام أي هجوم أمريكي محتمل. وأشار إلى أنه وإذا كانت تكاليف الهجوم على العراق تكاليف باهظة في ذلك الوقت فإن هناك حتى الآن قوى داخل أمريكا سواء من مفكرين أو مسئولين من زمن الرئيس بوش الابن- نادمين على الهجوم على العراق بسبب فداحة تكاليف ذلك الهجوم وازدياد الكراهية للولايات المتحدة على مستوي العالمين العربي والإسلامي، فضلاً عن بقية الأمم. وحذر أماني من أن "وجود الكيان الصهيوني في أقرب نقطة للهجوم المزعوم داخل سوريا يثبت أن مثل هذا الهجوم على سوريا حال حدوثه سيشكل خطرًا كبيرًا على المصالح الأمريكية داخل المنطقة". وأكد علي أن "تكلفة أي هجوم أمريكي على سوريا ستكون مئات أضعاف تكاليف هجوم الولاياتالمتحدة على العراق". وقال إن نية الهجوم الأمريكي على سوريا كانت موجودة قبل وقوع هذا الحادث الكيمياوي المزعوم، حيث رأينا وتابعنا منذ نحو شهرين تحركات عدة وأسفارًا كثيرة لمسئولين عسكريين وأمنيين أمريكيين إلى دول داخل المنطقة المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد وبخاصة رحلاتهم للكيان الصهيوني وبعض الدول الأخرى. وأوضح أن هذا يؤكد أن هذا الهجوم الكيمياوي لا يعدو أن يكون مجرد ذريعة ليس لها مصداقية للهجوم على سوريا.. وشدد على أن استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا عمل مشبوه وربما جاء نتيجة لمخطط أمريكي مسبق ومن جانب بعض الدول خاصة من الأطراف التي تريد حدوث هذا الهجوم الأمريكي والتدخل لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وبث الفتن والفوضى في المنطقة.