أكد رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية لدى مصر السفير مجتبى أماني أن طهران ترى أن هناك مخططا للقضاء على الجيوش العربية القوية داخل المنطقة بأشكال مختلفة لتحقيق المزيد من الأمن للكيان الصهيونى. وقال مجتبى أماني فى تصريحات صحفية السبت 31 أغسطس - تعليقا على الوضع الراهن داخل المنطقة والتهديدات الأمريكية بشن هجوم على سوريا - إن هذا مخطط معروف يواصل أعداء المنطقة العمل من أجله بشكل مستمر وفى كل الأحيان. قال أماني حول موقف إيران حال وقوع هجوم أمريكي على سوريا، إننا أبلغنا رفضنا الشديد لأي تدخل أمريكي في هذا الشأن وحاولنا كثيرا منع أمريكا من التدخل في شئون الشرق الأوسط.. وقد أوضح القائد الأعلى للثورة الإيرانية إن الولاياتالمتحدة سوف تندم بشدة حال اقدامها على ذلك الهجوم أكثر من ندمها جراء تجربتها بالعراق وأفغانستان. وأضاف أننا قمنا بإتصالات مكثفة مع العديد من الأطراف وعلي عدة مستويات من المسئولين في البلاد والرئيس الدکتور حسن روحاني يتابع ويراقب عن کثب ويجري اتصالات ومشاورات مع نظرائه ، كما أن وزير الخارجية الإيراني أجرى عشرات الاتصالات مع نظرائه بالخارج لإبلاغهم بخطورة أي عمل من هذا القبيل. وصرح السفير مجتبى أماني إن الوضع الحالي فى المنطقة والعالم مختلف تماماً عن الوقت الذي هاجمت فيه أمريكا العراق لأن العراق في ذلك الوقت كان قد خرج لتوه من الحرب ولم يكن لديها سلاح كاف وكان مكروها تماماً من الدول المجاورة ولم يکن له حليف واحد فى المنطقة. وأضاف أن الوضع مختلف الآن تماماً فى الحالة السورية لأن سوريا تستعد منذ أكثر من ثلاثين سنة لمواجهة مطامع الكيان الصهيوني التوسعية وخزنت لذلك الغرض الأسلحة الدفاعية الکافية، مؤكداً أن سوريا لديها ترسانة كبيرة من شتى أنواع السلاح. وأوضح أن عدم سيطرة بعض الحكومات داخل المنطقة بشكل كافٍ على مجموعات مسلحة مختلفة عقائدياً وفكرياً داخل منطقتنا ستزيد علي العقبات أمام أي هجوم أمريكي محتمل. وأشار إلى أنه وإذا كانت تكاليف الهجوم على العراق تكاليف باهظة في ذلك الوقت فإن هناك حتى الآن قوى داخل أمريكا سواء من مفكرين أو مسئولين من زمن الرئيس بوش الإبن نادمين على الهجوم على العراق بسبب فداحة تكاليف ذلك الهجوم وازدياد الكراهية للولايات المتحدة علي مستوي العالمين العربي والإسلامي، فضلاً عن بقية الأمم. وحذر أماني من أن " وجود الكيان الصهيوني في أقرب نقطة للهجوم المزعوم داخل سوريا يثبت أن مثل هذا الهجوم على سوريا حال حدوثه سيشكل خطراً كبيراً على المصالح الأمريكية داخل المنطقة" . وأكد علي أن "تكلفة أي هجوم أمريكي على سوريا ستكون مئات أضعاف تكاليف هجوم الولاياتالمتحدة على العراق". وقال إن نية الهجوم الأمريكي على سوريا كانت موجودة قبل وقوع هذا الحادث الكيمياوي المزعوم، حيث رأينا وتابعنا منذ نحو شهرين تحرکات عدة وأسفارا كثيرة لمسئولين عسكريين وأمنيين أمريكيين إلى دول داخل المنطقة المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد وبخاصة رحلاتهم للكيان الصهيوني وبعض الدول الأخرى. وأوضح أن هذا يؤكد إن هذا الهجوم الكيمياوي لا يعدو أن يكون مجرد ذريعة ليس لها مصداقية للهجوم على سوريا.. وشدد على أن استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا عمل مشبوه وربما جاء نتيجة لمخطط أمريكي مسبق ومن جانب بعض الدول خاصة من الأطراف التي تريد حدوث هذا الهجوم الأمريكى والتدخل لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وبث الفتن والفوضي في المنطقة.