وزارة العمل تعلن عن 90 وظيفة جديدة للشباب برواتب تصل 10 آلاف جنيه    أسعار الذهب في مصر اليوم السبت 13 سبتمبر 2025    أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم السبت 13 سبتمبر 2025 فى كفر الشيخ    الري: تطوير الواجهات النيلية بإعتبارها متنفسًا حضاريًا وسياحيًا وخدميًا للمواطنين    إسرائيل تتعرض لهجوم صاروخي من اليمن    جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثف قصفه ويفجر الأبراج السكنية بمدينة غزة    وزير الرياضة يحفز لاعبى منتخب الشباب قبل مغادرتهم للمشاركة فى المونديال    ضياء السيد: قرار الخطيب صادم.. والجماهير تضغط لعودته لكن صحته أهم    النشرة المرورية.. انتظام وسيولة فى حركة السير بمحاور القاهرة والجيزة    حالة الطقس فى كفر الشيخ اليوم السبت.. ارتفاع بالحرارة نهارا معتدل ليلا    20 أكتوبر| غلق قاعة توت عنخ آمون بالمتحف المصري بالتحرير    عاجل ورسميًا| التعليم تعلن أسعار المصروفات الدراسية في المدارس التجريبية    اليوم.. الأهلي يختتم استعداداته لمواجهة إنبي ويدخل معسكرا مغلقا    تشكيل الزمالك المتوقع أمام المصري.. الدباغ يقود الهجوم    أسعار حديد التسليح في السوق اليوم السبت 13 سبتمبر 2025    بعد موافقة 142 دولة.. الأمم المتحدة تعتمد إعلان إقامة دولة فلسطينية    مصرع شخصين وإصابة 4 في حادث مروع بكفر شكر أثناء عودتهم من فرح صديق    بكام الطن النهاردة؟.. أسعار الأرز الشعير والأبيض السبت 13-9-2025 ب أسواق الشرقية    أحمد سعد: «بدأت حياتي بياع عيش واشتغلت نقاش قبل دخولي الفن» (فيديو)    اليوم.. محاكمة 39 متهما في قضية الهيكل الإداري للإخوان    اليوم.. محاكمة 9 متهمين في خلية شبكة العملة    اكتشاف علمي مذهل، دواء شائع للسكري يبطئ عملية الشيخوخة ويجدد شباب الجسم    أسعار المانجو اليوم السبت، العويسي تقفز إلى 57 جنيها و8 أصناف أقل من 40    اليوم فرصتك الأخيرة، رابط وخطوات تسجيل الرغبات في تنسيق الدبلومات الفنية 2025    تنسيق كليات الأزهر 2025.. مؤشرات القبول في كليات أدبي بنين PDF (قائمة كاملة)    الجريدة الرسمية تنشر نص قرار وزير التربية والتعليم بخصوص نظام البكالوريا    مواعيد مباريات اليوم في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    عودة الكهرباء تدريجيا إلى 7 مراكز بالشرقية بعد عطل طارئ    حسين فهمي يوقع مذكرة تعاون سينمائي بين مصر والصين    «حاقد وكاره عشان قال كلمة حق».. هجوم ناري من أحمد حسن ضد منتقدي حسام غالي    تغير مفاجئ، أسعار الذهب اليوم السبت 13 سبتمبر 2025 في مصر    «الجبهة الوطنية» يشيد باعتماد الأمم المتحدة إقامة دولة فلسطينية    حسن الرداد يرد عمليًا على سلوم حداد بفيديو مفاجئ    رويترز: الناتو يخطط لتعزيز دفاعاته على الجناح الشرقي لأوروبا    تمرينك سر أنوثك.. 6 فوائد للرياضة تمنحكِ القوة والجمال    عقوبة نصرة المظلوم بشبه دولة السيسي .. اعتقال متحدث منطقة "طوسون"- الإسكندرية مشهد متكرر!    أدلة على استحالة الحد الأعلى لأكثر من يوم واحد.. د.محمد حافظ: توليد 5150 ميجاووات من السد الأثيوبي جزء من "شو" الافتتاح    أحمد سعد: أنا جريء وواضح مع كل الناس إلا ابنتي.. بتكسف منها جدًا    أحمد سعد يكشف رحلة تحوله مع الطب النفسي: حب الظهور أدخلني في أزمة    منتخب مصر تحت 20 سنة يستعد للسفر إلى تشيلي لخوض كأس العالم    الشرع: سوريا تجري مفاوضات مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني    مدارس لتكنولوجيا الرى بالتعاون مع «التعليم»    5 أبراج «ريد فلاجز»: متناقضون يرفضون إلقاء اللوم عليهم ويحملون مشاعر انتقامية    «البحوث الإسلامية» يحذر من خطورة تراجع القيم والتشكيك فى ثوابت الدين    ضمان وتأكيد.. سر زيارة وزير الخارجية الأمريكي ل إسرائيل اليوم (تفاصيل)    ترتيب هدافي دوري المحترفين بعد انتهاء مباريات الجولة الرابعة.. حازم أبوسنة يتصدر    حسام موافي يحذر من مخاطر ارتفاع الضغط ومضاعفاته على القلب    مخاطر «فقع الحبوب» بعد تورم وجه صديقة نيمار: تصل لشلل عضلات العين وإعاقة وصول الدم للمخ    تحذير من «كبسولات غسالات الأطباق».. دراسة تكشف تأثيرها على الأمعاء    مصرع تاجر مخدرات في تبادل النيران مع الشرطة بقرية الدير بقنا    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مصر ترحب باعتماد قرار يؤيد إعلان نيويورك بشأن تنفيذ حل الدولتين.. و142 دولة تصوت فى الأمم المتحدة لصالح قرار إقامة دولة فلسطينية    عودة المدارس| البعض يبحث عن بدائل.. «باص المدرسة» يقصم ظهر أولياء الأمور    صراع هجومي مشتعل في الزمالك قبل مواجهة المصري    اليوم.. محاكمة التيك توكر خالد الرسام بتهمة نشر الفسق والفجور    ما حكم من لا تقدر على كفارة اليمين ولا الصيام؟.. أمين الفتوى تجيب    ما طريقة وضع الميت أثناء صلاة الجنازة؟.. الإفتاء توضح    "منهج النبى (ص) فى تقويم السلوك".. قوافل دعوية للواعظات بالإسكندرية    دعاء فجر يوم الجمعة.. لحظة تفتح أبواب الخير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«النجم الساطع 2025» ..رسائل القوة في زمن الأعاصير الإقليمية
نشر في أكتوبر يوم 07 - 09 - 2025

في نهاية أكتوبر عام 1980 كانت النسخة الأولى للتدريب العسكري المشترك «النجم الساطع» كإحدى خطوات بناء الثقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، من الناحية العسكرية، والسياسية.
كان ذلك بعد مرور سبعة أشهر على توقيع اتفاقية السلام؛ ولأن الدول تحرص على التدريب مع الجيوش القوية أو ذات الخبرات العسكرية العالية، فالتدريبات المشتركة دائما ما تستهدف اكتساب خبرات، والعمل فى مسارح عمليات مختلفة. حرصت واشنطن على أن يكون التدريب العسكري المصري الأمريكي «Bright Star» أيضا بمثابة رسالة للمنطقة والعالم.
جاءت النسخة الأولى بمشاركة قوات من وحدة الانتشار السريع بالجيش الأمريكي (Task Force Strik، الفوج الأول، 502 مشاة) التابعة للفرقة 101 المحمولة جوًا، بالإضافة إلى عناصر من سلاح الجو الأمريكي، وانطلقت العمليات من قاعدة غرب القاهرة الجوية حيث شهدت أكبر عملية إسقاط مظلي بصحراء الفيوم، وحرص الرئيس الأمريكي على متابعة المناورة.
لكن القوات الأمريكية لم تكن على مستوى الجاهزية العالية خلال المناورة التي استمرت 3 أشهر، على عكس القوات المصرية، وخلال العمليات سقط 14 عنصرًا من سلاح الجو الأمريكي بعد هبوط طائرة النقل العسكري الأمريكي C-141 Starlifter اضطراريًا.
كان الهدف من التدريب إرسال مجموعة من الرسائل أهمها أن واشنطن القوة العسكرية الأكبر على مستوى العالم، تقوم بالتعاون مع القوة العسكرية الأقوى فى الشرق الأوسط بتدريب مشترك يؤكد على التعاون بين القوتين.
فى العام التالي، نفذ نفس التدريب بمشاركة قوات سودانية ثم انضمت إليه قوات صومالية، وفى عام 1983 كان حجم القوات المشاركة كبيرا مما جعل تنفيذ المناورة كل عامين.
ففى عام 1985 انضمت الأردن، وسلطنة عمان، للمناورة، وبدأ التوسع لتنضم دول أخرى من المنطقة العربية وحوض البحر المتوسط، ودول إفريقية وآسيوية، نظرا لأهمية التدريب.
فكانت منطقة التدريب قبل إنشاء قاعدة محمد نجيب العسكرية "منطقة منقار الوحش" وكانت منطقة الإنزال البحري العلمين؛ إلى أن تم إنشاء أكبر قاعدة عسكرية فى الشرق الأوسط "قاعدة محمد نجيب" لينتقل إليها تدريب النجم الساطع الذي وصل عدد الدول المشاركة فيه بنسخته الحالية التاسعة عشرة إلى 44 دولة ما بين قوات مشاركة ومراقبين من الدول الصديقة والشقيقة تشمل (مصر، الولايات المتحدة، الهند، إيطاليا، المملكة المتحدة، اليونان، جنوب إفريقيا، السعودية، وحلف الناتو)، وفق برنامج تدريبي مخطط يعتمد على مواجهة عدة سيناريوهات محتملة.
التدريب الذي بدأ فى 28 أغسطس الماضي ويستمر حتى 10 سبتمبر الحالي ولمدة أسبوعين، يجرى خلاله عدد من الأنشطة التدريبية المخططة.
كما يجرى تحديثه كل دورة بمهام ومكوّنات أكثر تعقيدًا: قيادة وسيطرة مشتركة، تدريب ميداني حي، و«حلقة قادة» رفيعة لتوحيد المفاهيم التكتيكية والاستراتيجية. إنها «لغة عمليات مشتركة» تعلَّم المشاركون حروفها خلال أسبوعين مكثّفين.
(1)
فى هذه النسخة من التدريب والنسخة السابقة شاركت عناصر من الشرطة المدنية، فى العمليات الخاصة بمكافحة الإرهاب، والتي باتت أحد برامج التدريب المهمة فى ظل نجاح النموذج المصري فى مكافحة الإرهاب بالتعاون بين القوات المسلحة والشرطة المدنية.
كما أن النسخة الحالية تأتي فى توقيت بالغ الصعوبة وسط توترات إقليمية ودولية، فبينما لا تزال نيران غزة تؤثر على أمن الإقليم، ومع استمرار أعباء مصر على معبر رفح وتأمين عمق سيناء والحدود الغربية والجنوبية. فى مثل هذا السياق، تصبح أي مناورة متعددة الجنسيات على الأراضي المصرية «اختبار ثقة» ورسالة ردع ناعمة: مصر قادرة على إدارة مسرح عمليات معقّد، وتنسيق قوات من جيوش شريكة، مع تمسّكها بدورها السياسي كوسيط.
الإطار العملي للمناورة «قيادة مشتركة وتدريب ميداني وسيناريوهات أمن إقليمي» يوفر أدوات لتبادل الخبرات القابلة للتطبيق على سيناريوهات مكافحة الإرهاب، حماية المنشآت الحساسة، وإدارة الأزمات الإنسانية.
فى الوقت ذاته ومنذ عام 2023، صار أمن البحر الأحمر وخطوط التجارة موضوعًا يوميًا لا «درسًا فى الجغرافيا».
فمشاركة القوات البحرية والجوية فى تدريبات منسّقة داخل «النجم الساطع» تعني ببساطة، أن مصر وشركاءها يريدون تحسين قابلية التشغيل البيني فى مهام حماية الملاحة، والاستطلاع البحري، والبحث والإنقاذ، فضلًا عن ربط الموقف البحري بالموقف الجوي.
على صعيد متصل، هناك الجنوب الملتهب، خصوصًا السودان، يجعل عنصر «الإخلاء الطبي، والقيادة المشتركة لإدارة الأزمات، وتدريبات الاستجابة السريعة» أكثر من تفاصيل بروتوكولية.
عندما تتدرّب جيوش متعددة على مسرح عمليات قريب من بؤر التوتر، فإن ذلك يراكم خبرات مشتركة فى الإسناد اللوجستي، ونقل القوات، والاتصالات المؤمّنة وكلها عناصر حاسمة فى أي عملية إنسانية أو عمليات إغاثة عبر الحدود.
كما أن عمليات التنسيق الجوي، البحري، والبري تبعث بإشارة ضمنية بأن أمن شرق المتوسط ليس منفصلًا عن أمن البحر الأحمر وسيناء.
لكن من يشارك... وماذا يعني ذلك؟
المشاركة الأمريكية تبدو بديهية بحكم الشراكة، لكن تلاحظ أن الهند مثلًا أرسلت أكثر من 700 عسكري (من أفرع متعددة) للمشاركة.
لماذا مهم؟ لأن دخول قوى آسيوية كالهند، ذات علاقات متوازنة مع أقطاب متعددة، يعكس ثقة فى مصر كمحور تدريب متعدد الأقطاب.
كذلك المشاركة السعودية تؤكد أن التعاون العربي فى مهام الأمن الإقليمي يتحرك من البيانات إلى «مشاهد عملياتية» على الأرض.
أكثر من 8 آلاف مقاتل من 14 دولة بشكل مباشر والبقية كمراقبين، إضافةً إلى حضور الشرطة المدنية وممثلي منظمات كالصليب الأحمر.
(2)
التركيبة الثلاثية للمناورة قيادة وسيطرة مشتركة، تدريب ميداني، ومنتدى قادة، تسمح بتغطية طبقات القتال والإسناد كلها: من التخطيط العملياتي وصناعة القرار، إلى المناورات الحيّة بالذخيرة، ثم تقييم الدروس المستفادة على مستوى القيادة. وكذلك نقل قوات متعددة الجنسيات وتشغيلها بسرعة على مسرح جديد، مع اختبار شبكة الاتصالات والربط البيني بين المنظومات.
هذه ليست «شطارة تنظيمية» فقط؛ إنها جوهر القدرة على العمل المشترك فى أي أزمة، واحترافية فى تنفيذ المهام وفق معارك الأسلحة المشتركة، ومهارة فى التنظيم.
كما أن المكوّن الإنساني حاضر، من عروض الاستجابة للطوارئ إلى دروس الإسعاف القتالي الفردي، وهو يتقاطع مع دور مصر التاريخي فى إدارة الأزمات على حدودها.
عندما تتدرّب فرق متعددة على «بحث وإنقاذ» أو «إخلاء جوي طبي» أو «تنسيق مع جهات مدنية»، فأنت تبني قدرة مشتركة على حماية المدنيين وتقليل الخسائر فى أي سيناريو.
الرماية والمناورات بالذخيرة الحية، العروض الثابتة للأسلحة والتجهيزات على هامش الافتتاح ليست للصور التذكارية؛ بل هي جزء لفهم قدرات بعضهم البعض: أنظمة مدرّعة، قنّاصة، تسليح فردي وتكتيكات وحدات صغيرة. هذا المستوى التكتيكي هو الذي يقرّر فى النهاية «قابلية التشغيل» الحقيقية فالتردد اللاسلكي والمصطلحات المشتركة والإجراءات القياسية هي ما يجعل القوة المختلطة تتصرّف كوحدة واحدة، لا كوفود متجاورة.
الرسائل والدلالات
الرسالة الأولى إلى الداخل المصري
جاهزية وقدرة على التنظيم: استضافة هذا الحجم من القوات والمرافقة اللوجستية والإدارية (إيواء، إمداد، مسارح رماية، قيادات وسيطة) تعكس قدرة المؤسسات العسكرية على «تشغيل بنية تحتية قتالية» حقيقية. قاعدة محمد نجيب ليست مبنى أنيقًا أمام الكاميرا، بل «مدينة عمليات» قادرة على استيعاب آلاف الأفراد والمعدات.
ردع ناعم وتحصين الوعي: فى زمن ضجيج السوشيال ميديا، منافسة الروايات ليست فقط بالبيانات؛ صور الانضباط والتنسيق مع جيوش كبرى تتكفّل ببناء «مناعة نفسية» لدى الجمهور: المؤسسة تعرف ما تفعل، ولا تعمل منفردة، وتُخضع شراكاتها لاختبارات عملية دورية.
اقتصاد الأمن: كل تدريب مشترك يترك أثرًا فى سلاسل الإمداد المحلية، ويخلق فرصًا للصناعات الدفاعية والخدمات المساندة. الرسالة: الأمن ليس كلفة محضة؛ هو أيضًا استثمار فى القدرات والمهارات.
الرسالة الثانية إلى الجوار العربي والإفريقي:
تنسيق عربي عملي: مشاركة السعودية ووجود وفود عربية أخرى يقول إن «مبدأ الأمن العربي المشترك» يمكن أن يكون له تجسيد تدريبي منتظم، خصوصًا فى ملفات مكافحة الإرهاب وأمن الحدود والبحر.
رسالة تهدئة لا تصعيد: كثافة الحضور لا تعني إعدادًا لحرب، بل فى جانب كبير منها منظومة ردع مؤسّسية: كلما زادت القدرة على العمل المشترك، قلّ إغراء المغامرة.
الرسالة الثالثة إلى القوى الدولية:
متانة الشراكة المصرية الأمريكية تدلل عليها كثافة الحضور الأمريكي وصدور بيانات رسمية من «سينتكوم» والسفارة الأمريكية فى القاهرة بشأن التدريب.
بالإضافة إلى توازن مصري مع تعددية الشركاء: حضور الهند، وقوى آسيوية وأوروبية.
فالقاهرة ليست رهينة تحالف واحد، لكنها تشتبك عمليًا مع أوسع طيف من الشركاء. هذه «براجماتية أمنية» ذكية فى عالم متحوّل.
وماذا تكسب مصر عمليًا؟
تراكم دروس: كل دورة ترفع «مستوى الاحترافية العملياتي» لضباط الأركان ووحدات الاتصال والسيطرة. هذا رأسمال غير ملموس لكنه حاسم عند وقوع الأزمات.
تحسين جاهزية مسارح محددة: التحكّم فى مسرح تدريب واسع من قواعد جوية إلى منشآت بحرية يخلق «نسخًا واقعية» لسيناريوهات قد تحدث: دفاع جوي متكامل، حماية سواحل، إسناد جوي قريب، تأمين قوافل برية، إدارة المجال الإلكتروني والاتصالات.
تعزيز المصداقية الإقليمية: فى ملفات الوساطة والتهدئة، فمن المستحسن أن تتكئ السياسة على عضلات عملياتية.
دبلوماسية الدفاع: اللقاءات الجانبية، وبناء الثقة بين ضباط من جيوش عدّة، تساوي أحيانًا ما لا تحققه أشهر من البروتوكولات. مصر هنا ليست «مُضيفة» فقط؛ إنها «مُيسِّر» لشبكات ثقة إقليمية دولية.
التعرف على أسلحة جديدة خلال العمليات والتعامل عليها.
(3)
صور الافتتاح فى قاعدة محمد نجيب تُظهر قادة من دول عدة يحيّون النشيد الوطني المصري، وقاعة قيادة تعجّ بالزي المموّه المتنوع فى لحظة واحدة ترى خريطة «تحالف» يتدرّب على مفردات مشتركة.
وصول وتوزيع: عناصر أمريكية إلى مطارات مصرية ومنها برج العرب وتسيير أسراب مقاتلة نحو قواعد مثل «غرب القاهرة» يوضح أن
«النقل الاستراتيجي والتشغيل السريع» جزء من التمرين لا قوس افتتاحي.
عروض سلاح وتكتيكات وحدات صغيرة: من القناصة إلى العربات المدرّعة إلى الشرطة المدنية، المشهد ليس «كتيّب دعاية»، بل مختبر تعارف تكتيكي ضروري قبل أي تدريب حيّ مشترك.
إن مناورة النجم الساطع 2025 تقول إن مصر ما زالت «رقمًا صعبًا» فى معادلة الأمن الإقليمي: تملك مسرحًا لوجستيًا قادرًا على ابتلاع عشرات الوفود، وتعرف كيف تُدير تدريبًا معقّدًا، وتجمّع حولها قوسًا واسعًا من الشركاء من واشنطن إلى الرياض إلى نيودلهي.
تقول كذلك إن الردع الآن ليس فى «البيانات الصارخة» بل فى «الإجراءات القياسية المشتركة» التي تجعل قوات مختلفة تتكلم لغة واحدة عند أول اختبار حقيقي.
وفى زمن تتقاطع فيه جبهات غزة والبحر الأحمر والسودان والشرق المتوسّط، تحمل المناورات رسالة محدّدة: الأمن لا يُستورد جاهزًا؛ يُبنى طبقة فوق طبقة، تدريبًا فوق تدريب.
ولو أردنا جملةً مكثّفة: «النجم الساطع» هذا العام ليس مجرد تمرين؛ إنه تصويت عملي بالثقة فى قدرة مصر على هندسة الأمن الإقليمي من غرفة القيادة، إلى ميدان الرماية، حتى ممرات البحر والجو.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.