تحولت «اشتراكات الباص المدرسي» إلى مصروفات إضافية تستنزف جيوب أولياء الأمور فيضطر بعضهم للبحث عن وسائل أخرى لنقل أبنائهم إلى مدارسهم، بعد أن ارتفعت تكلفة «الباص» خلال عامين فقط إلى نحو 100%، بل إن سعرها أصبح يضاهى مصروفات بعض المدارس الخاصة، فى ظل توسع تدشين شركات النقل الخاصة التى تبقى مهمتها نقل الطلاب مع تقديم تخفيض فى الأسعار يجذب الكثير من أولياء الأمور. تتراوح أسعار «اشتراكات الباص» بين 10 و30 ألف جنيه سنويًا بحسب المدارس والمسافات والمناطق التى تنطلق منها. وتقدم شركات النقل الخاصة خدمات تعتمد على تقسيط المبلغ شهريًا أو على أربعة أو خمسة أقساط، لكنها تربط أسعارها بزيادة أسعار البنزين على مدار العام، وسط شكاوى عديدة من أولياء الأمور بسوء الخدمة التى تقدمها وعدم اهتمامها بأبنائهم مع تكديسهم داخل حافلات صغيرة وقد تكون بحاجة إلى صيانة مستمرة. ■ اشتراك الباص تضاهي مصروفات المدارس أميرة يونس «أم لأربعة طلاب فى مراحل تعليمية مختلفة» وهى أدمن جروب مصر والتعليم بموقع «فيسبوك»، قالت إن المدارس الحكومية والتجريبية لا توفر «باصات» وهو يمنح فرصة لشركات النقل لجذب أولياء الأمور، وقد تكون هناك بدائل من خلال السيارات الملاكي أو «التاكسي»، وفى كل الحالات يتراوح سعر تكلفة متوسط الطالب في الشهر الواحد بين 1000 و1500 جنيه، وهى فاتورة ضخمة للغاية يصعب تحملها إذا كان هناك تلاميذ عدة في مراحل تعليمية مختلفة. ◄ اقرأ أيضًا | عودة المدارس تستنزف أولياء الأمور وأضافت أن عدم صدور قرارات رسمية بضم الأخوة «للم شمل الأسرة» والتوسع فى تطبيق «الفترات المسائية» يضاعف مشكلات تنقلات الطلاب، ويمكن أن يكون لأسرة واحدة طفل أو اثنان في فترة صباحية ومثلهم فى المسائية، بالتالى يكون ولى الأمر مضطرًا للتعاقد مع شركات نقل خاصة، تتعامل وفق دورات النقل العديدة. وأوضحت أن المدارس الخاصة تتعامل مع «الباص» باعتباره «بيزنس» ويتراوح سعر الطالب في الفصل الدراسي الواحد بين 7 و10 آلاف جنيه، حسب مستوى كل مدرسة، وقد ينخفض السعر في المناطق القريبة ويتراوح فى الفصل الدراسى الواحد بين 4 و6 آلاف جنيه، وتبقى الأسعار مرتبطة بالبنزين، بالتالي لا يتم تحديد أسعار الفصل الدراسى الثانى سوى بعد نهاية الأول. وأشارت إلى أن مهمة توصيل أربعة أطفال مكلفة للغاية بالنسبة إليها، لذا لجأت لشراء سيارة صغيرة لتتناوب هى وزوجها على توصيل الأبناء لتوفير كل هذه المبالغ، موضحة أن مشكلة الباصات أنها تكدّس الطلاب فى حافلات صغيرة ما قد يؤدى لانتشار العدوى إلى جانب حالة الإرهاق التى تبدو واضحة على الطلاب. وتسبّب ارتفاع أسعار «الباص» فى أن تلجأ هبة أحمد، ولية أمر، لأن تتفق مع مجموعة من الأمهات فى المنطقة التى تسكن بها فى محافظة الجيرة على إيجاد حل بديل: «قررنا أن نقسّم أيام الأسبوع بيننا سواء بسياراتنا الخاصة أو عبر تحمل تكلفة الانتقال بالتاكسي». وأوضحت أنها وجدت نفسها مطالبة بسداد 30 ألف جنيه قسط أول لباصات أبنائها الثلاثة إلى جانب مصروفات المدرسة التى زادت أيضًا هذا العام، مما دفعها للتنسيق مع أمهات أخريات لاختيار يومين في الأسبوع تكون فيها كل واحدة مسئولة عن توصيل 6 طلاب إلى المدرسة وإعادتهم، وأنها سوف تقيِّم مدى نجاح التجربة مع انطلاق الدراسة.