من أعظم النعم أننا نعيش فى بلد يتمتع بالأمن والأمان عن سائر بلاد العالم.. وهى نعمة لا تقدر بثمن ولا يعرف قيمتها إلا من حرم منها أو عاش مظاهر الفوضى. ففى مصر تستطيع أن تسير فى الشارع بأمان فى أى وقت.. ليلاً ونهارًا.. وحتى فى ساعات متأخرة من الليل.. وهى نعمة تفتقدها أكبر دول العالم بما فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية وألمانيا التى لا تقدر أن تسير فى شوارعهما بأمان بعد الساعة السادسة مساء. هذه النعمة، التى نعيش فيها فى مصر ويحسدنا عليها الكثير من دول العالم، قد تواجه ببعض المشاكل والصعوبات الطارئة والعابرة التى تعد بمثابة الضريبة التى تدفعها بين الحين والآخر مقابل الحفاظ على هذا الأمان من ارتفاع أسعار إلى تخفيف أحمال الكهرباء وحتى قطع الكهرباء وغيرها.. وهى مشاكل مقدور تحملها ولكن غير مقدور تحمل غياب الأمن والأمان ولو لساعة واحدة. هذه النعمة، "اللى إحنا فيها"، لم تأت من فراغ وإنما هى نتاج مجموعة مقومات تتمتع بها مصر عن سائر دول العالم، من أهمها أننا فى مصر نسيج واحد مسلمين ومسيحيين.. ونتميز بتلاحم الشعب مع الجيش والشرطة – إيد واحدة – فضلاً عن أن مصر تمتلك جيشا قويا من أبناء الشعب، يعد من أقوى 10 جيوش فى العالم (حامى الأمن الخارجى)، وكذلك شرطة عصرية قوية (حامية الأمن الداخلى)، وجهاز مخابرات على أعلى مستوى.. وهى مقومات ساعدتنا على النجاة من محاولات إحلال الفوضى فى الشارع أكثر من مرة.. ولولاها لحلت الفوضى شوارع مصر وأصبحت الكلمة العليا للبلطجية والصيع. والحقيقة لقد شعرت بمدى قيمة هذه النعمة "اللى إحنا فيها" وهى الأمن والأمان عندما تصادف ركوب أحد المواطنين السودانيين بجوارى فى القطار المتجه من الإسكندرية للقاهرة منذ عدة شهور، والذى جاء هاربًا للإسكندرية بعد فقدان الأمن والأمان فى شوارع السودان، والذى حكى لى عن قيام بعض العناصر المسلحة بمهاجمة المنازل فى عز النهار وإجبار أهلها على إخلائها.. وفى حالة رفض عائل الأسرة الامتثال للأمر يتم ضربه بالرصاص أمام زوجته وأولاده من قبل هذه العناصر المسلحة والاستيلاء على المنزل عنوة.. وغيرها من الحكايات لفقدان الأمن للشارع السودانى. مما يجعلنا "نحمد الله" على ما نحن فيه من نعمة الأمن والأمان، مهما واجهنا من مشاكل ارتفاعات الأسعار وغيرها، ولكننا فى النهاية نعيش فى أمن، ونستطيع السير فى الشارع بأمان فى أى وقت.