جالس بلا حراك.. من يراه يظن أنه جثة هامدة.. ولكن حركة العين تؤكد أنه حِّى يرزق.. يبلغ من العمر ثلاثة وخمسين عامًا ولكن من ينظر إليه يؤكد أن عمره أكثر من ذلك بكثير يجلس غير قادر على الحركة غير قادر على التنفس تسمع صوت أنفاسه وهى تخرج من صدره كأنها صوت محرك سيارة قديمة تمر سنوات حياته أمام عينيه كأنها شريط سينمائى يبتسم دقيقة ويبكى ساعات ها هو ذا يرى نفسه شابًا يخرج إلى عمله الشاق كل يوم نعم يوميًا كان يتنقل من مهنه إلى أخرى حتى ساعده أولاد الحلال وتم إلحاقه بأحد الأعمال التى تدر عليه دخلًا سنويًا اجتهد فى ادخار بعض الجنيهات القليلة فهو فى حاجة إلى أن يبنى بيتًا ويكون أسرة وكان يتمنى أن يرزقه الله بالأولاد ولكن الحياة صعبة ظل سنوات يدخر ويبحث عن بنت الحلال التى ترضى أن تعيش معه على الحلوة والمرة وجدها فتاة على استعداد أن ترضى بالقليل وتزوجها وكانت بالفعل تحاول أن تدبر حياتهما. كانت لديه أمانى وأحلام كثيرة لحياة سعيدة ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه كان يشعر هو وزوجته بالقلق بسبب الكحة التى تخرج من صدره والتى أهمل علاجها بالرغم من محاولات الزوجة معه كثيرًا للذهاب إلى الطبيب ولكنه كان يؤكد لها أنه على ما يرام وأنه سوف يشرب بعض الأعشاب التى تساعده على التخلص من هذه الكحة ولكن الأيام تمر والحالة تزداد سوءًا وأصبح صوت حشرجة صدره يدعو للقلق الشديد إلى أن أصابته نوبة شديدة من ضيق التنفس والسعال الذى انتهى بظهور دماء تخرج من جهازه التنفسى ولم يكن هناك بد من الذهاب إلى المستشفى واضطر الأطباء لحجزه حتى يتم فحصه وإجراء أشعة وتحاليل وكانت صدمة كبرى للرجل وزوجته عندما حوله الأطباء إلى المعهد القومى للأورام فقد أظهرت الأشعة أنه مصاب بسرطان بالرئة ودخل «سعيد» المعهد ليعالج بجلسات الكيماوى ظل لمدة عامين يخضع للعلاج ولكنه فوجىء بالطبيب المعالج له بالمعهد القومى للأورام يخبره بأن العلاج الكيماوى أصبح غير مؤثر وفرصة الشفاء عن طريقه أصبحت منعدمة.. وأنه فى حاجة إلى دخول غرفة العمليات لاستئصال الجزء المصاب والتالف من الرئة حتى يتم الحفاظ على البقية الباقية التى يستطيع أن يعيش بها وبالفعل دخل غرفة العمليات وتم استئصال جزء من الفص الأيمن للرئة وكان عليه أن ينام على سريره ولا يقوم بأى مجهود وخاصة أنه معرِّض فى أى وقت للإصابة بأى مرض لأن مناعة جسمه أصبحت صفر أصبح غير قادر على العمل أو حتى الذهاب إليه. دخله لا يكفى مصاريف حياته اليومية هو وزوجتة ولا يستطيع أن يتحمل تكاليف العلاج الذى يطلب منه أن يشتريه من خارج المعهد أرسل يطلب المساعدة ونحن نناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة الوقوف بجوار سعيد الذى أصبح اسمه على غير مسمى.. من يرغب يتصل بصفحة ربنا كريم.