يجلس على سريره أمام النافذة المفتوحة يحاول أن يتنسم نسمات الصباح يحاول أن يدخل بعضا من هذه النسمات إلى صدره الضيق الذى يحتاج إلى كمية كبيرة من الهواء النقى.. نعم صدره ضيق بسبب العيشة التى يعيشها وقلة الرزق وعدم استطاعته توفير احتياجات أسرته الصغيرة التى تتكون من الزوجة وطفلتين.. كما أن الصدر ضيق أيضًا من شدة المرض الذى يعانى منه - يسمع صوت ابنته الطفلة التى لم تتعدى العاشرة من عمرها وهى تستعد للخروج إلى مدرستها.. جلس يتذكر تفاصيل حياته منذ أن كان صبيا خرج إلى العمل منذ وصل سن البلوغ، بل قبل ذلك ليوفر لنفسه ولأسرته القليل مما يحتاجون إليه وهى (نواية تسند الزير) تعلم الحرفة على يد ترزى كبير.. علمه كيف يمسك الإبرة والخيط، ثم شرب منه كيف يمسك المقص.. كيف يشعر بالقماش.. كيف يجعل قطعةالقماش ملابس جميلة.. ظل سنوات وسنوات يعمل كمساعد يعمل بالأجر اليومى ويعود به آخر النهار ليضع الجنيهات التى جناها فى يد أمه لتشترى ما تحتاج إليه الأسرة.. وعندما تجاوز العشرين بسنوات طلبت منه الأم أن ينظر لنفسه ولحياته.. كانت تقصد تكوين أسرة والاستقلال بحياته.. ولكنه كان يرفض، فقد مات والده، وأمه وإخوته فى حاجة إليه مرت السنوات وهو يجاهد من أجل أسرته تزوج الإخوة وتوفت الأم ووجد فجأة نفسه وحيدا بدون أنيس أو جليس.. هنا فقط تذكر نفسه وبحث عن بنت الحلال ووجدها بين بنات عمومته.. كانت فقيرة مثله.. وافقت عليه جهز حجرة صغيرة بإحدى الأحياء القديمة وتم الزواج ورزقه الله بطفلتين سعد بهما.. كان يبذل أقصى جهد ليوفر لأسرته الحياة السعيدة لم يكن يقلقه إلا بعض الكحة التى تخرج من صدره والتى أهمل علاجها بالرغم من محاولات الزوجة معه للذهاب إلى الطبيب أو حتى المستشفى، ولكنه كان يؤكد لها أنه على ما يرام وأنه سوف يشرب بعض الأعشاب التى تساعده على التخلص من هذه الكحة ولكن الأيام تمر والحالة تزداد سوء وأصبح صوت حشرجة صدره تدعو للقلق الشديد إلى أن أصابته نوبة شديدة من ضيق التنفس والسعال الذى انتهى بظهور دماء تخرج من جهازه التنفسى.. ولم يكن هناك بد من الذهاب إلى المستشفى واضطر الأطباء لحجزه حتى يتم فحصه وإجراء أشعة وتحاليل.. وكانت صدمة كبرى للرجل وزوجته عندما حوله الأطباء إلى المعهد القومى للأورام فقد أظهرت الأشعة أنه مصاب بسرطان بالرئة ودخل «شحاتة» المعهد ليعالج بجلسات الكيماوى وكان ذلك منذ أكتوبر 2012 وبعد خضوعه للعلاج لمدة 14 شهرا كما يقول فوجئ بالطبيب المعالج له بالمعهد القومى للأورام يخبره بأن العلاج الكيماوى أصبح غير مؤثر وفرصة الشفاء عن طريقه أصبحت منعدمة، وإنما هناك كورس علاج شهرى سوف يتكلف 20 ألف جنيه وهو فى حاجة للعلاج لمدة ثلاثة أشهر ولأنه على باب الله ومنذ مرضه أصبح غير قادر على العمل والكسب توجه بتقرير طبيب المعهد القومى للأورام إلى المجالس الطبية المتخصصة، ولكنه للأسف كان الرد عليه أن العلاج المطلوب غير وارد ببروتوكولات وزارة الصحة أى أنه لا يمكن صرف هذا العلاج وأسقط فى يده من أين له بهذا المبلغ؟.. وينظر إلى طفلتيه ويتساءل ماذا أفعل؟ وجاء لنا يطلب المساعدة ويقول (أنا مش عاوز فلوس فى يدى.. أنا عاوز علاج، فهل أجد من يقف بجانبى من أصحاب القلوب الرحيمة؟ وصفحات مواقف إنسانية تناشد أهل الخير الوقوف بجانبه «شحاتة» وأسرته.. وقاكم الله شر المرض ووقانا.. من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.