أصفر الوجه.. ضعيف.. ضئيل الجسم.. يتنفس بصعوبة.. غير قادر على الحركة.. تظنه للوهلة الأولى كهلا وإن كان عمره لا يتجاوز الثلاثين.. عاش سنوات حياته الأولى يحلم بالسعادة.. يحلم أن يكون لديه مال وفير ليساعد نفسه وعائلته.. كافح.. جاهد ليحيا.. وإن كانت الحياة التى يحياها مع أسرته تكاد تكون تحت خط الفقر.. ولكنه كان يحمد الله على الرزق.. لم يجد عملا دائما بل كان دائما ما يجد عملا ليوم أو ليومين ويظل باقى الأسبوع يبحث عن العمل الذى يوفر له لقمة العيش ومع ذلك كان يدخر جزءا من يوميته فهو يريد أن يكمل نصف دينه ويكون عائلة وأطفالا فهذه سنة الحياة.. ووجد ضالته فى بنت الحلال التى رضيت به بالرغم من قلة دخله وضيق ذات اليد.. ولكنها وقفت بجانبه تدفعه للبحث عن عمل دائم حتى تستقر الحياة بالأسرة الصغيرة وفى هذه الأثناء كان الله قد رزق الأسرة بأول طفل لها.. وقد دفع «سيد» إلى أن يبذل الجهد لتوفير حياة كريمة للأسرة ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.. فقد بدأ يشعر بالتعب والوهن.. لم يلقى له بالأمل حاول أن يتناسى أى عرض من أعراض المرض.. ولكن منذ ثلاثة أعوام بدأ فصل جديد من فصول المأساة التى عاشها ويعيشها فقد أصيب بارتفاع بدرجة الحرارة صاحبه نزلة برد شديدة حاول الطبيب علاجها أفلح فى أول الأمر.. ولكن عاودته هذه النزلة مرة وثانية وثالثة كانت أعراضها مؤلمة للغاية.. كان يشعر بآلام فى حلقة ولم تنجح المضادات الحيوية فى علاجه وهنا طلب منه الطبيب العرض على أخصائى أنف وأذن وحنجرة حتى يتم علاجه على أساس سليم.. ولكن العين بصيرة واليد قصيرة وأجره اليومى لا يكفى أجرة الطبيب والعلاج ولكن تفاقم الحالة وتزايد الأعراض لم يجد وسيلة أمامه سوى أن يتوجه للمستشفى وتم إجراء فحوص وتحاليل أكثر تخصصا وأشعة على الأنف والحنجرة وكانت الكارثة التى لم تخطر على باله أبدًا.. فقد أكد الأطباء إصابته بورم سرطانى بالبلعوم الأنفى وأنه يحتاج إلى علاج تخصصى وهكذا تم تحويله إلى المعهد القومى للأورام بالقاهرة تم حجزه بالمعهد لأسابيع وأجريت له التحاليل والفحوصات وكان علاجه بجلسات الإشعاعى والكيماوى.. كانت رحلة حزينة من قريته بإحدى محافظات الوجه البحرى إلى القاهرة والعكس.. وبسبب مرضه ترك عمله الذى أصبح من الصعب عليه القيام به وعاش على المساعدات ومعاش ضمان اجتماعى بدأ أول الأمر 70 جنيهًا شهريًا حتى وصل إلى 300 جنيه الآن وهذا المبلغ لا يكفى.. وبالرغم من العلاج الذى يخضع له إلا أن حالته تفاقمت وانتقل السرطان اللعين إلى العظام وأصبح غير قادر على الحركة والعمل وتحمل أعباء المعيشة وخاصة وأن فى رقبته زوجة وطفلين ولذلك أرسل يطلب المساعدة فهل يجد من يمد له يد العون. من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.