أحداثها طويلة.. مريرة.. أصحاب هذه الحكايات يعانون من المرض.. مرض ليس ككل مرض.. مرض يفتك بصاحبه لا محالة.. مرض يحول الجسد إلى هيكل عظمى.. يحول صاحبه إلى حطام.. إنه المرض اللعين الذى يدخل البيت ولا يخرج منه إلا بعد أن ينهش كل شىء أمامه.. إنه السرطان.. الذى لا يفرق بين كبير وصغير.. غنى أو فقير.. رجل أو سيدة.. أول حكاية لسيدة شابة تبلغ من العمر الثانية والعشرين.. عروس تزوجت منذ خمسة أعوام، جميلة مقبلة على الحياة، ارتبطت بزوجها بعد قصة حب.. تحلم أحلاما وردية.. تحلق مع أحلامها وأمانيها.. ترى السعادة فى عينيها، وزادت سعادتها عندما رزقها الله بطفلين خلال ثلاث سنوات كانت تطير بهما.. كرست كل ساعات النهار وجزءاً من الليل للعناية بهما وبأبيهما، ولكن أحلامها وأمانيها تبخرت فى الهواء، جناحها الذى كانت به كسر قبل الأوان وسقطت من أعلى لتهوى على الأرض وتتكسر عظامها وتتفتت، سقطت عاجزة عن الحركة والتحليق مرة أخرى، كانت تستيقظ صباحاً لتعد لزوجها كوب الشاى، ثم تبدأ فى ترتيب المنزل والخروج إلى السوق لشراء الاحتياجات الأساسية للبيت، ثم تعود لتبدأ مشوار حياتها اليومية، ولكن ماذا حدث اليوم؟ إنها تشعر بآلام فى ساقيها خاصة اليمنى تحاملت على نفسها، وبدأت مشوارها اليومى من أجل أسرتها، وعند منتصف النهار شعرت بآلام شديدة فى ساقها وأنها سوف تنفصل عن جسدها، الآلام رهيبة لا تستطيع تحملها.. جارة لها أكدت أنها ربما تكون مصابة ببرد وتحتاج إلى الراحة واستخدام بعض المسكنات التى تساعد على أن تهدئة الآلام، ولكن لم تلبث ساعات إلا وعاودتها الآلام أشد وأقسى لدرجة لا يمكن تحملها، عاد الزوج من عمله يسمع آهات الزوجة وهو مازال خارج الشقة، وعندما دخل وجدها فى حالة يرثى لها، طلب منها الانتظار حتى الصباح ليذهب بها إلى المستشفى، وكانت ليلة ليلاء عاش الزوج على أعصابه، وفى الصباح حملها إلى المستشفى وهناك طلب الطبيب إجراء بعض التحاليل والأشعة على الساق اليمنى، وكانت النهاية، فقد ظهر فى الأشعة أن الزوجة مصابة بورم بالساق والقدم وعلى الزوج حملها إلى المعهد القومى للأورام، حيث تم إجراء مزيد من الفحوصات وكانت كلها تؤكد أن الإصابة هى ورم سرطانى، وأن الزوجة تحتاج إلى إجراء جراحة لاستئصال الورم ودخلت هبة المعهد لإجراء الجراحة وتركت طفلتيها مع حماتها لترعاهما وترك الزوج عمله اليومى ليرافق الزوجة فى محنتها وتمت جراحة الاستئصال وكان من الضرورى أن تتلقى علاجاً كيماوياً وإشعاعياً لمحاصرة المرض، وكانت رحلة علاج طويلة وإلى الآن لم تنته، فعليها أن تتردد أربعة أيام أسبوعياً لتلقى العلاج والمتابعة كل ذلك يحتاج إلى مصاريف كثيرة والزوج عامل أرزقى دخله لا يكفى مصاريف علاج الزوجة، ومصاريف انتقالها من المنطقة التى يعيشون بها إلى المعهد القومى للأورام ومصاريف البيت والطفلين فمازالت الرحلة مستمرة، ولا يعلم متى تنتهى إلا الله. أما الحكاية الثانية فهى لزوجة وأم تبلغ من العمر الستين، الزوج على المعاش وبالرغم من ذلك فهو يحاول أن يعمل أى عمل يسد به احتياجات أسرته وأولاده الذين انتهوا من دراستهم، ولكنهم لا يجدون العمل.. الزوجة تحاول أن تدبر حياتها وحياة أسرتها بالمبلغ البسيط الذى يكسبه الزوج، المهم أن تعيش فى سعادة وراحة بال وكان صباح أحد أيام الصيف شديدة الحرارة الأولاد مازالوا نائمين.. والزوج خرج بحثاً عن الرزق، قامت من فرشتها لتقوم بواجباتها المنزلية وفى منتصف النهار بدأت تشعر بالآم فى البطن والجانب الأيمن.. شربت كوباً من الشاى وتناولت مسكناً، شعرت بأن الآلام خفت استكملت ما كانت تفعل، ولكن عادت الآلام، ولكنها شديدة هذه المرة، حملها الابن إلى المركز الطبى القريب من البيت، بعد فحصها تم إعطاؤها حقناً مسكنة فقد شخّص الطبيب ما تعانيه بأنه مغص كلوى، عادت للبيت وما هى إلا ساعات قليلة وكانت صرخاتها تشق عنان السماء، وحملت إلى المستشفى وتم إجراء تحاليل وأشعة على الكلية اليمنى وظهر ما لم يكن فى الحسبان أنها مصابة بورم سرطانى وطلب الطبيب من زوجها حملها والسفر بها إلى القاهرة، حيث المعهد القومى للأورام حتى يتم علاجها، بكى الزوج على شريكة عمره التى أصابها المرض وهى فى سن لن تستطيع فيه أن تتحمل مشقة السفر مع المرض، ولكن ما باليد حيلة اصطحبها وجاء للمعهد وبعد الفحص تأكد للأطباء أنها مصابة بأورام سرطانية بالبطن والكلية اليمنى والمبيض وأنها فى حاجة لتلقى جلسات إشعاعى وكيماوى مكثفة لمحاصرة المرض، ولكن الرحلة شاقة معنوياً ومادياً وخاصة ماديا، فالزوج معاشه وما يحصل عليه من عمله اليومى لا يكفى احتياجات الأسرة والزوجة المريضة، وصفحة مواقف إنسانية تناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدة الأسرتين على تحمل الفقر والمرض. فمن يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.