أقسى إحساس على نفس الإنسان أن يشعر أنه عاجز عن الوقوف بجانب نفسه أو الوقوف بجانب من يحب.. أقسى شعور فى الدنيا عندما يبلى الإنسان بالمرض ويجد نفسه خالى الوفاض.. لا يجد فى يديه ما يساعد به نفسه.. هذا الشعور يداهم المريض.. يؤرقه.. ينغص عليه حياته.. وهناك الآلاف من الحالات المريضة والتى لا تجد العلاج الذى يضمن لها الشفاء.. ومن هذه الحالات حالة الشابة «منى» التى لم تتجاوز السادسة والثلاثين من عمرها.. اجتهدت وذاكرت وحاولت أن تعيش بعيدا عن الفقر الذى عاشته أسرتها حصلت على بكالوريوس تربية عملت به فى إحدى المدارس بنظام الحصة حمدت ربها شهور قليلة تقدم لها ابن الحلال تزوجت سريعا حملت ورزقها الله بالولد والبنت أكرمها الله بالذرية الصالحة وبالزوج الصالح، ولكن رزقه قليل فهو يعمل عمالة مؤقتة ويحصل على ما يكفى الأسرة بالكاد ومع ذلك وبالرغم من الظروف الصعبة إلا أنها تحمد الله ليل نهار.. هى دائمًا تنظر للحياة والدنيا من حولها بمنظار وردى.. تفتح ذراعيها دائمًا للحياة الوردية.. وبالرغم من شعورها بالضعف والوهن بعد ولادتها للابنة الصغرى إلا أنها لم تكن تعطى للأمر بالا.. تؤكد لنفسها أن هذا الإحساس بسبب الحمل والولادة والرضاعة لم تفكر يوما أن تذهب لطبيب أو حتى المستشفى، ولكن بدأ الإحساس بالآلام يتزايد حتى جاء اليوم الذى ارتفعت فيه درجة حرارتها وظهر التورم فى جسدها وأصبحت لا تتحمل الآلام التى تداهمها على شكل نوبات خفيفة، ثم تحولت هذه النوبات إلى آلام شديدة غير محتملة طوال يومها وأصبحت غير قادرة على خدمة الزوج والأطفال.. ولم يكن هناك بد من أن تذهب إلى الطبيب الذى وصف لها علاجا ولكنه لم يأت بنتيجة.. وهنا طلب الطبيب بعض التحاليل والأشعة وظهر ما لم يكن فى الحسبان، الكلية اليمنى مريضة مرض عضال وتحتاج إلى أطباء متخصصين وهنا واجهت وزوجها الواقع المر، الأطباء يشكون فى كونها مصابة بسرطان بالكلية ولكنها تحتاج إلى الذهاب للمعهد القومى للأورام حتى يتأكد الأطباء من ذلك.. وعندما سمعت كلام الأطباء كادت تموت سقطت مغشيا عليها وجلس الزوج على الأرض من هول الصدمة وتحولت النظرة الوردية فى عينيها إلى نظرة حالكة السواد.. فها هو ذا المرض يداهمها وهى عاجزة عن صده.. ولكنه ابتلاء من الله الذى لا راد لقضائه وعليها أن ترضى بما هى عليه وتتعايش مع مرضها.. ولكن كيف لها ذلك والمرض ينهش جسدها وساعات الآلام تتزايد.. آلام نفسية وآلام جسدية حملها الزوج وجاء من محافظتهما الساحلية إلى القاهرة لتدخل إلى المعهد القومى للأورام وتخضع لفحوصات كثيرة ومتخصصة ويأكد الأطباء أنها مصابة بورم سرطانى بالكلية اليمنى ولا حل إلا باستئصالها وحتى لا ينهش السرطان باقى أجزاء جسدها النحيل وحتى تعود لأطفالها الذين ينتظرونها.. كانت تبكى من الخوف مما قد يصيبها ولكن كانت إرادة الله فوق كل شىء.. دخلت غرفة العمليات وتم استئصال الكلية.. ظلت بالمستشفى لمدة شهر بالعناية المركزة حتى تتمالك صحتها وحتى لا تتعرض للإصابة بأى فيروس يهدم حياتها وحياة أسرتها.. أكد الأطباء أنها تحتاج إلى التردد على المعهد القومى للأورام حتى تتلقى العلاج الكيماوى والإشعاعى مع إجراء تحاليل شهريا حتى يتأكدوا من عدم عودة المرض مرة أخرى فى أى مكان بالجسد المنهك المريض.. التحاليل والسفر أصبح عبئا ثقيلا عليها وعلى زوجها فهى أصبحت غير قادرة على العمل والزوج لا يستطيع أن يفى باحتياجات الأسرة والأطفال والزوجة المريضة، أرسلت رسالة تشكو فيهامن قلة الحيلة والحاجة وذل السؤال.. فهل تجد من يقف بجوار أسرتها ويساعدها على تحمل أعباء المرض من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.